ثقافة

معالم أثرية : قصر المشور… قيمة تاريخية تأبى الاندثار

تحفة أثرية مميزة بهندسة معمارية فريدة من نوعها و المتواجدة بالمنطقة العريقة تلمسان التي يطلق عليها “تلمسان العالية ليلك و نهارك زاهية” هو القصر الملكي المشور أو القصر الزياني الذي كان يحمل أجمل السهرات الليلية في قديم الزمان خاصة خلال الشهر الفضيل ، ترى ما هي قصة هذا القصر الملكي ؟ و ما أصل تسميته ؟

أصل تسمية القصر يعود نسبة للقاعة التابعة إليه التي كان يعقد فيها الملك أو السلطان الاجتماعات و الجلسات بالإضافة إلى أهم اللقاءات بهدف التشاور و المشاورة بينه و بين الوزراء في الأمور السياسية التي تخص منطقتهم.

بني المشور في فترة ما بين 1145 إلى 1248 بقلعة المشور ، حيث أرجعت بعض المصادر أن “المرابطين” هم من أسسوه، في حين هناك من يقول “;بني زيان” هم من بنوه في القرن الثالث عشر للميلاد و أضاف له السلطان “أبو موسى الأول” في القرن الرابع عشر قصرا و مسجدا خاصا بالأمراء و رجال الدولة . يقع على مساحة تصل حوالي كيلومترين مربعين في شكل مستطيل من الغرب إلى الشرق، كما يرتكز على حسابات شروق الشمس وغروبها. يحتوي القصر على أربع أجنحة أحدهما مهيأ لفصل الصيف مبني بالطين بشكل يجعله باردا على مدار الفصل و يضم ممرا سريا كان الملك يستخدمه في أوقات النزاعات والحروب، و آخر مهيأ لفصل الشتاء مبني بالحجارة تجعله دافئا على مدار فصل الشتاء، أما الثالث خاص بالحرملك أين كانت جواري السلطان أو أتباعه يقيمون به، أما بالنسبة للجناح الرابع فهو عبارة عن قاعة خاصة بمجلس الشورى يحتوي على زخرفة عربية إسلامية، نجد بالمشور جملة واحدة تتكرر ألا و هي “العزُّ القائم بالله…الملك القائم بالله” أقام الأمير عبد القادر به لمدة 4 سنوات ليطلب أن يكون هذا المعلم ملكا للدولة و أن يتولى إشرافه خلال توقيع معاهدة تافنة . كما تعرضت هذه التحفة الأثرية إلى العديد من النهب و الهدم خاصة خلال فترة الاحتلال و الاستدمار الفرنسي، و رغم انكسار و إتلاف أجزاء كبيرة و مهمة منه إلا أنه تم إعادة ترميمه و إعادة الصورة المثالية التي تليق باسمه باعتباره النموذج الوحيد و الشاهد على تلك الفترة الزمنية التي قد تقودنا إلى فهم نمط البناء في الدولة الزيانية ليرمم آخر مرة سنة 2010 من طرف الفرق المتخصصة في علم الآثار.

شهرزاد مقبول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى