اوكرانيا اول لهيب ما بعد كورونا
في افريل 2020 كتبت عبر صحيفة الشباب مقالا مطولا بعنوان ” صدمة القيم ، وعالم متعدد الاقطاب ” تحدثت فيها عن عالم ما بعد كورونا ، خاصة بعد نقطة ظهور ورسيا كقوة على الساحة الدولية ، وتراجع ما يسمى ” شرطة العالم ” امريكا ، حيث اضحت تكتفي بالبيانات التنددية فقط ، ناهيك عن ظهور اقطاب اخرى كالصين والمانيا وسنغافورة وماليزيا باقل درجة ، وهو ما يظهر من خطاب الرئيس الامريكي بايدن الذي يتحدث لأول مرة عن نظام اقتصادي عالمي جديد ، وهي النقطة التي ركزنا فيها في مقالنا بالتاريخ السابق وكان محور كتاب صدر في نفس العام عن دار الفا بعنوان” كوورنا كوفيد 19 والمتحور الابعاد التاريخية والاعلامية والمستقبلية ” رفقة ثلة من الدكاترة في العالم العربي وامريكا وورسيا .
كما تحدثنا يومها عن عودة الصراع التقليدي بين الدول ، وهو ما يقرا اليوم في الحرب الاوكرانية من خلال تصريحات رؤساء في الاتحاد الاوربي وامريكا نفسها على ان هذه الروس هو عودة الاتحاد السوفياتي .
وللتاريخ يجب ان نشير ان تاسيس الاتحاد السوفياتي كان قائم على عقيدة توسعية كانت احدى محاوره جورجيا وأوكرانيا ، خاصة منطقة كيف التي تشهد اليوم اول المعارك وهي المنطقة الأولى التي ظهرت فيها القومية الروسية تحت مسمى” كيفسكايا روس ” حيث تمثل للروس تاريخ وعقيدة ورمزية بالنسبة لهم ، وكل الاراضي التابعة اليوم لأوكرانيا تم ضمها بقرار من الاتحاد السوفياتي لاعتبارات عسكرية امنية واقتصادية ، خاصة منطقة ” الدونباس ” التي غنية جدا بما يسمونه غاز” الشيست ” الذي اتفق الأمريكان على استخراجه وبيعه لأوروبا عوضا عن الغاز الروسي الطبيعي ، وهو مااعتبره الروس تهديدا مباشرا لهم ، ناهيك على المنطقة .
كانت تمثل المنطقة الصناعية الرئيسية لكامل الإتحاد السوفياتي،. بها الأفران التي تنتج محركات صواريخ الفضاء التي صارت أمريكا تشتريها من روسيا بعد تفكك الإتحاد السوفياتي، لأن أمريكا كانت قبل ذلك تحترق نصف صواريخها التي ترسلها للفضاء.
ناهيك على ان كل أراضي أوكرانيا هي من النوع الأسود الشديد الخصوبة ولذلك فإن أوكرانيا كانت السلة الغذائية للاتحاد السوفياتي واليوم ويريدونها أن تصبح سلة أروبا الغذائية، وهو ما اغضب الروس