دولي

الأمم المتحدة: الأمين العام “مصمم” على إيجاد مبعوث شخصي للصحراء الغربية

 أكد ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة، أن هذا الأخير “مصمم” على إيجاد مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية، ويواصل التحرك بهذا الاتجاه، لافتا إلى أن “المهمة ليست سهلة”.

وقال دوجاريك خلال الإحاطة الاعلامية اليومية للأمم المتحدة، ردا على سؤال بهذا الخصوص، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “ليس متشائما أو متفائلا، بل مصمم، ويواصل جهوده لمحاولة إيجاد مبعوث شخصي (للصحراء الغربية)”، مشددا في ذات السياق على أن “المهمة ليست سهلة”.

وأوضح في هذا الصدد، أن حقيقة عدم تعيين مبعوث شخصي – وهو المنصب الشاغر منذ سنتين – “ليست بسبب قلة المحاولة”، مشيرا إلى التقارير التي تحدثت عن “شخصيات تم رفضها لسبب أو لآخر”، قبل أن يؤكد “مواصلة الأمين العام الأممي “التحرك في هذا الاتجاه”.

وكانت الأمم المتحدة قد أرجعت فشلها في تعيين مبعوث جديد إلى المنطقة، خلفا للمبعوث السابق المستقيل، هورست كوهلر، إلى “صعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي  المهمة”، يحظى بثقة الطرفين.

وقد سبق لدوجاريك، أن أكد في مناسبة سابقة، أن البحث عن شخصية مناسبة لتولي منصب مبعوث شخصي أممي إلى الصحراء الغربية، لا يزال متواصلا، وأن سبب تأخر تعيين المبعوث لقرابة السنتين، “ليس بسبب عدم محاولة الأمين العام، بل ذلك يتعلق بشكل خاص بصعوبة العثور على الشخص المناسب لتولي هذه المهمة”.

ولا زال منصب المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية شاغرا منذ استقالة الرئيس الألماني هورست كولر، في مايو 2019، ل”دواع صحية”، بعد أن حقق زخما في مسار العملية السياسية الذي تكلل بانعقاد محادثات “طاولة مستديرة” لمرتين في جنيف، بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب.

وحاول المغرب، مدعوما بحليفه التقليدي فرنسا، تحميل جبهة البوليساريو مسؤولية فشل تعيين المبعوث الجديد، في حين أن آخر الشخصيتين اللتين اقترحهما الأمين العام الأممي، المتمثلتين في رئيس الوزراء الروماني السابق ، بيتري رومان، في ديسمبر الماضي ، ووزير الخارجية البرتغالي ، لويس أمادو ووافق عليهما نظام المخزن يعرف عليهما انحيازهما للطرف المغربي حسب ما أفاد به متتبعون للملف.

ووفقا لذات المتتبعين، فقد عمد المغرب بممارساته على مدى السنوات الماضية، إلى عرقلة عمل المبعوثين الأمميين السابقين والدفع بهم نحو الاستقالة جراء ذلك، بل ويرفض تعيين أي مرشح لهذا المنصب من دول مشهود لها بالحياد تجاه القضية الصحراوية، على غرار الدول الإسكندنافية، وأستراليا، ألمانيا ، سويسرا هولندا وغيرها.

وتؤكد جبهة البوليساريو أن “تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة لتيسير عملية سلام محكمة ومحددة زمنيا، تقود إلى ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية”.

وقد أظهرت التجارب السابقة، ان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، لا يملك مفاتيح الحل بيده، وأنه دون دعم مجلس الأمن الدولي له لا يمكن الوصول إلى حل للقضية، وهو ما تجلي في استقالة المبعوثين السابقين، على غرار السفير الأمريكي الأسبق كريستوفر روس والرئيس الألماني السابق هورست كوهلر.   

وقد تعاقب على منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية قبل رحيل كوهلر، ثلاثة وسطاء هم الأمريكيين جيمس بيكر وكريستوفر روس والهولندي بيتر فان والسون .

وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب منذ عام 1975. وقد تم إدراج الصحراء الغربية منذ 1963 في قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتضمن إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى