أخبار محلية

البليدة تستعيد حركيتها بحذر بعد سنة من اكتشاف أول حالة إصابة بكوفيد-19

 عادت الحياة بولاية البليدة إلى روتينها الطبيعي بعد مرور سنة كاملة من اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كوفيد-19 بها في مطلع شهر مارس 2020، فيما لا تزال الحيطة والحذر مسيطران على سكانها تخوفا من عودة انتشار الوباء مرة أخرى.

فبعد مرور سنة عصيبة عاشها سكان هذه الولاية إثر تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا وفرض الحجر الصحي الشامل عليها لمدة شهر كامل ابتداء من نهاية شهر مارس الماضي وما ترتب عن ذلك من توقف شبه تام للحياة اليومية جراء تعليق جميع الأنشطة التجارية ومنع التجوال والتنقل إلا برخصة، استعادت الولاية حركيتها العادية خلال الشهرين الأخيرين عقب تخفيف إجراءات مواجهة الوباء التي مست مختلف القطاعات.

وعلى إثر تسجيل الولاية استقرارا في الوضعية الصحية جراء تراجع حالات الإصابة، قررت السلطات الولائية تعديل مواقيت الحجر الجزئي (من العاشرة مساء إلى الخامسة صباحا) وتخفيف تدابير الوقاية، لاسيما ما تعلق منها بالترخيص لاستئناف أغلبية الأنشطة التجارية وكذا إعادة فتح القاعات الرياضية والحدائق العمومية التي ظلت مغلقة لمدة قاربت السنة.

وبعد استئناف جل الأنشطة التجارية وإعادة فتح المطاعم والمحلات التجارية وكذا تقليص فترة الحجر الجزئي، عادت الحياة لتدب من جديد عبر كل الشوارع خاصة الرئيسية منها على غرار شارع محمد بوضياف المعروف بشارع 20 متر وشارع العربي تبسي الواقعة وسط مدينة البليدة وكذا شوارع بلدية أولاد يعيش التي تشتهر بانتشار محلات الألبسة والأحذية وكذا المطاعم.

وتبدو حركة المرور طبيعية عبر جميع شوارع الولاية، كما تشهد الحدائق العمومية، التي أعيد فتحها مؤخرا، إقبالا ملفتا للمواطنين المتلهفين للخروج واستعادة حياتهم العادية التي حرموا منها بشكل مفاجئ عقب تفشي هذا الفيروس وإعلان السلطات الولائية حالة استنفار قصوى لمنع انتشاره.

انطلاق حملة التلقيح واستقرار الوضعية الوبائية

 بدأ سكان الولاية يشعرون بالأمان بعد استقرار الوضعية الصحية وتراجع الحالات المسجلة وهذا تزامنا مع انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا منذ نحو الشهر بولاية البليدة التي اختيرت كولاية نموذجية، إذ تشهد الحملة تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين الراغبين في تلقي اللقاح، وفقا لما أفاد به مدير الصحة، محمد جمعي.

وفي هذا الصدد أكد مدير الصحة أن كل من العيادة متعددة الخدمات بحي الموز وسط المدينة وكذا المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في زراعة الأعضاء والأنسجة بالمستشفى الجامعي فرانس فانون تشهدان منذ بداية حملة التلقيح إقبالا “كبيرا” من طرف المواطنين بحيث بلغ عدد الملقحين بالجرعة الأولى 1250 شخص 550 منهم موظفين تابعين لقطاع الصحة فيما قدر عدد اللذين تلقوا الجرعة الثانية بعد مرور ثلاثة أسابيع من تلقي أول جرعة 1217 شخص.

وأضاف السيد جمعي أن عدد الراغبين في تلقي هذا اللقاح ممن حددت لهم مواعيد مسبقة يناهز 2000 شخص سيتم استدعاؤهم خلال الأسابيع المقبلة بمجرد تحصل الولاية على حصة جديدة من اللقاح.

وسجلت ولاية البليدة التي اكتشفت بها أول حالة إصابة بفيروس كورونا منذ الفاتح من شهر مارس المنصرم أكثر من 130 وفاة وأزيد من 4.400 إصابة، حسب إحصائيات لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا.

ومن جهته  أكد مدير الصحة والسكان بالولاية تراجع الحالات الوافدة إلى المستشفى أو من تأكدت إصابتها خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون علاجا على مستوى المصالح المتخصصة في التكفل بالمصابين بهذا الفيروس لا يتعدى حاليا ال200 مريض.

وبدوره، كشف المكلف بالاعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية، الملازم الأول عادل الزغيمي، عن تراجع الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا ممن تتكفل مصالح الحماية بإجلائها نحو المصالح الإستشفائية المتخصصة ونفس الأمر سجل بالنسبة للإتصالات الواردة على مركز العمليات للتبليغ عن حالات إصابة أو للإستفسار أو التوجيه.

وفي هذا الصدد كشف عن تلقي قاعة العمليات منذ بداية ظهور الوباء، ل280 ألف مكالمة لطلب التدخل لإجلاء مشتبه فيهم أو الإستفسار حول أعراض هذا المرض وكيفية التصرف عند ظهورها، مشيرا إلى أن عدد المكالمات في اليوم الواحد بلغت خلال فترة ذروة إنتشار المرض ال350 مكالمة يوميا.

وإلى جانب تكفلها باجلاء وإسعاف المشتبه في إصابتهم خصصت مصالح الحماية المدنية حيزا هاما من مخطط عملها خلال فترة إنتشار الوباء للجانب التحسيسي التوعوي الذي ركز على التأكيد على أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية خاصة عند بداية ظهور الفيروس وهذا بالتعريف بأعراضه وسبل الوقاية منه -يضيف المتحدث-  مشيرا إلى تنظيم 47 حملة تحسيسية كبرى السنة الماضية.

كما إنخرطت مصالح أمن الولاية هي الأخرى في العمل التوعوي التحسيسي من خلال تنظيم حملات تصب في هذا السياق وكذا توزيع وسائل الوقاية المتمثلة خاصة في الأقنعة الواقية والتي بلغ عدد التي تم توزيعها على المواطنين 11300 كمامة، وفقا لما علم من خلية الإتصال والعلاقات العامة على مستوى هذه الهيئة الأمنية.

وفي إطار الجهود التي تم بذلها للتغلب على هذه الجائحة نظم هذا الجهاز الأمني 19 عملية لتعقيم وتطهير الساحات العمومية والأماكن المستقبلة للجمهور وكذا المؤسسات التربوية وهذا بتنجيد عتادها الخاص ومشاركة عناصرها، وفقا لذات المصدر.

وبالإضافة إلى دورها التحسيسي حرصت ذات المصالح على اتخاذ الإجراءات الردعية في حق المخالفين لإجراءات الحجر الصحي بحيث بلغ عدد الأشخاص الذين تم تحرير مخالفات ضدهم منذ نهاية شهر مارس المنصرم وإلى نهاية شهر فبراير، 52358 مخالفا فيما تم وضع 4006 مركبة و2309 دراجة نارية بالمحشر لارتكاب أصحابها لذات المخالفة.

ورغم استقرار الوضعية الصحية بالولاية وعودة الحياة الطبيعية إلا أن المختصين لا يزالون يحذرون من خطورة التهاون والإستهتار في الالتزام بالتدابير الوقائية التي قد تؤدي إلى عودة انتشار الفيروس مرة أخرى لا سيما ارتداء القناع الواقي الذي تخلى عنه العديد من المواطنين خلال الفترة الأخيرة خاصة الشباب منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى