صعوبات و تحديات تعرقل طموح السير نحو الانتخابات: شباب يعزفون على خوض غمار الترشح للمحليات في تلمسان
عرفت ولاية تلمسان هذه السنة عزوف العديد من الوجوه السياسية الشابة عن الانتخابات المحلية عكس وفرة الإقبال الترشح من طرف الإطارات على غرار رؤساء بلديات ومنتخبون سابقون ورجال أعمال أيضا.
و رغم الدور المهم للشباب في الحياة السياسية ودعوات الدولة بضرورة تقدمهم للترشح والمشاركة في التصويت واختيار المرشحين بعناية خاصة و أنهم من العناصر المهمة ، إلا أن القوائم الأولية تكشف عن العكوف الواضح لهم في الانتخابات المحلية المقبلة لولاية تلمسان . الأمر الذي يرجع غالبا إلى أسباب عديدة تحيل وتعرقل مشاركتهم بالترشح وأهمها الاسباب المادية ، حيث يتم انفاق اموال طائلة لتقديم خدمات للمنتخبين تحت اى مسمى بالاضافة الى تكلفة الدعاية الانتخابية المرتفعة جدا و التي لا يستطيع الشباب تحملها . من جهة أخرى أبدى العديد من الشباب الذين كانت لهم تجربة الترشح في للبرلمانيات الماضية نيتهم الواضحة في عدم خوض التجربة مجددا وذلك نتيجة الأوضاع غير المرضية التي صادفتهم خلال رحلتهم السياسية إبان الحملة عامة وعدم رضاهم على النتائج خاصة. وفي ذات السياق ولاستفسار أكثر حول الاسباب الحقيقة خلف هذا العزوف الشبابي تقدمت “جريدة الشباب الجزائري ” من بعض الشباب اللذين فضلوا عدم الترشح هذه المرة وعدم انهاء المشوار السياسي الانتخابي ؛ حيث أكدت الآنسة خيرة جرارفة، شابة و مدربة معتمدة في التواصل والعلاقات العامة أن مسألة الترشح كتجربة شخصية فيها من الإفادة الكثير لكن بالمقارنة مع نتائجها، ومردودها فهي بعيدة جدا عن أولويات أغلب الشباب، وتخصصاتهم وميدانهم حسب رأييها ، وأضافت الآنسة خيرة أن معايير الانتخاب، وحيثياته، وتفاصيل التفاصيل… يعني من حيث دراسته كمشروع قيادي…. أخذ منا جهود ووقت ومال قدر ما يكون مدخل ولم لا إنجاز تام لمشروع مربح، خاصة من بين المشاريع التي كانت قد خططت لها قبل تفكيرها في الترشح ، الأمر الذي جعلها تخرج بنتيجة مفادها أن تجربة الترشح مضيعة كبيييرة للوقت، للجهد، وخاااصة للمال . وتقول أيضا ان الشباب قد يجد صعوبة خلال ترشحه رفقة اصحاب الخبرة والمناصب السابقة وذلك يرجع إلى الأقدمية، من حيث الدراية بقوانين اللعبة السياسية، والحنكة، وكذا الجانب المادي خاااصة وإلا فمن حيث الشعبية، والصورة، والأفكار، والنشاط فالشاب أولى أن يكون أهل للظفر بالمنصب القيادي… رغم أن الريح السياسية بوطننا الحبيب تجري عكس المعايير العلمية والاستراتيجية للأسف.وفي الأخير ارتأت جرارفة أنه من الأولى تقديم مساعدات للشباب الطموح ميدانيا، ماديا، وثائقيا لتسهيل فتح الشركات الصغيرة والمتوسطة ، والمشاريع الخاصة للنهوض باقتصاد البلاد بدل الترويج للترشح . أما المترشح السابق للبرلمانيات 2021 الشاب بن خالد عبد القادر إعلامي واحد الناشطين السياسين فيرى أن عدم دخوله غمار المنافسة المحلية مرتبط باعتبارات معينة كالفقر والجهل وعدم الوعى السياسى الذى يعانى منه معظم الشعب الجزائري لاختيار الناخب القادر على اداء العمل الولائي او البلدي او حتى البرلماني حيث من الضرورى تغيير فكر ووعى الجمهور وهذا يحتاج الى مزيد من الوقت والجهد ، كما أكد على أن وضع الشباب ضعيف للغاية وهش للغاية في مجتمعاتنا ما يضعف من قدرته على احتلال مواقع قيادية بداخلها وتعتمد على قيادات كبار السن وشيوخ الاحزاب بالرغم من ان الشباب هو الميدان الأساسى للاستثمار في ممارسة الحياة السياسية وأن الشاب في حاجة إلى دعم الدولة واكتساب الخبرة و أضاف أن نضاله السياسي و سعيهم لتحقيق الخير للبلاد والعباد والدفاع عن الحق و الوطن لا يقتصر على الترشح والبرامج المزيفة وإنما متواصل من خلال منبره بما استطاع إليه سبيلا.
أ.صحراوي