المتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة ” بوهران: تسليط الضوء على الصناعة التقليدية والحرف عبر العصور
سلط المتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة ” لوهران أول أمس الثلاثاء الضوء على تطور الصناعة التقليدية والحرف في الجزائر عبر العصور وذلك إحياء لليوم الوطني للحرفي المصادف ل 9 نوفمبر من كل سنة.
وفي هذا الإطار تطرقت الأستاذة صندوق ستي من جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” إلى الصناعة التقليدية في الجزائر قديما مركزة على الصناعة العظمية حيث استعمل الحرفيون في العصر الحجري (ما قبل التاريخ) العظام الحيوانية والبشرية في صناعة أدواتهم كالإبر والخناجر والمناجل وكذا القواقع البحرية والصدف في الحلي وقشور بيض النعام لأغراض زينية ودينية وذلك قبل أن يظهر الفخار الذي كان سهلا للتشكيل في صناعة مستلزماتهم التي تلبي حاجيات الساكنة في تلك الفترة. وأشارت الأستاذة ستي في ذات السياق إلى أن جزء هام من هذه التحف التي تم العثور عليها بمغارة بوهران وبموقع “سيدي الحسني” بتيارت وبمويلح بمغنية (تلمسان) محفوظة ومعروضة بالمتحف الوطني “أحمد زبانة” لوهران. ومن جهتها أكدت الأستاذة نوال بلمداني من جامعة معسكر في محاضرتها المعنونة بالصناعة النسيجية في الجزائر في العصر الوسيط” أن صناعة النسيج شهدت تطورا كبيرا في تلك الحقبة التاريخية حيث كان يعتمد الحرفيون على الصوف والمحاصيل النباتية في صناعة الألبسة التقليدية التي كانت متنوعة وتتميز بالجودة مما جعلها تتبوأ مكانة وتلقى إقبالا كبيرا من طرف الملوك منهم الأفارقة آنذاك. وكانت هذه الصناعة أساسية في المجتمع مما ساعد على ظهور الكثير من الأسر البارزة في هذا النوع من الصناعات التي تفننت فيها وحرصت على تطويرها والحفاظ عليها من الاندثار وإدخال عليها بعض المستجدات لتلبية حاجيات الساكنة من الأزياء منها الجبة و البرنوس, كما أضافت الأستاذة بلمداني. أما مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لوهران خليد طهراوي فركز في محاضرته المعنونة بواقع الصناعة التقليدية بوهران” على الإمكانيات التي توفرها الدولة لتطوير هذا القطاع وفي تكوين الحرفيين في شتى الأنشطة التقليدية وفي تسيير مؤسساتهم و في مرافقتهم للحفاظ على المهن التقليدية من الزوال. وفي ذات السياق قال السيد طهراوي أن “المدونة الخاصة بقطاع الصناعة التقليدية و الحرف تضم حاليا 339 نشاطا والتي سيرتفع عددها قريبا إلى أكثر من 400 نشاط وفق المعايير المعمول بها دوليا. وبمناسبة اليوم الوطني للحرفي أقيم ببهو متحف “أحمد زبانة” معرض يحتوي على زهاء 20 تحفة تعود إلى القرنين 19 و20 وهي عبارة عن سلال ونحاسيات وفخاريات
و ورشة مصغرة للنجارة وأدوات تستعمل في صناعة النسيج. كما عرض حرفيون من وهران من خلال هذه التظاهرة المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني “أحمد زبانة ” لوهران وبالتنسيق مع مختبر التاريخ لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” منتجاتهم في مجال الصناعة التقليدية الفنية على غرار السلال والخزف والألبسة التقليدية مع إقامة ورشة حية لفن البناء والعمارة من قبل جمعية “صحة سيدي الهواري”.