تحت شعار ” ثراتنا عالميتنا “: تلمسان تحتفى بالذكرى التاسعة لتصنيف الشدة التلمسانية كتراث غير مادي للإنسانية
أحيا مركز الفنون والمعارض بالتنسيق مع قصر الثقافة “عبد الكريم دالي ” و دار الثقافة “عبد القادر علولة ” في تلمسان حفل فني تحت إشراف المايسترو “خليل بابا أحمد ” وفرقته الموسيقية رفقة المطرب ” بوترفاس شعيب ” ، إضافة إلى عرض تراثي لأبرز أنواع الشدة الجزائرية من تنظيم السيدة ” سميرة بشلاغم ” التي افتتحت عرضها بالشدة التلمسانية بنوعيها ( شدة الذهب ، شدة الجوهر ) وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة لتصنيف الشدة التلمسانية كتراث غير مادي عالمي للإنسانية إضافة للجص التلمساني على الكراكو وبلوزة المنسوج ، حيث خصص مركز الفنون والمعارض شعار (logo.) لهذا الحدث ، كما سيكون لهذه المناسبة استمرارية وطنية وعالمية .
الشدة التلمسانية سفيرة التراث الجزائري :
صنفت الشدة التلمسانية كتراث غير مادي عالمي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو بباريس يوم 5ديسمبر 2012م نظرا لقيمتها التاريخية والجمالية والحضارية. وللتعريف أيضا بهذا الزي التقليدي فالشدة لباس جزائري معروف في مدينة تلمسان وهو مايميز العرس التلمساني، وقد تباينت الروايات حول أصل التسمية ، حيث يرجع البعض سبب تسمية هذا اللباس التقليدي باسم “الشدة” إلى الحلي والمجوهرات المرصعة التي تضفي عليه لمعانا شديدا ، بينما يؤكد آخرون أن السبب هو أن خيوطه ومجوهراته مشدودة ومتماسكة ببعضها البعض بقوة وشدة ، في حين تُرجع رواية أخرى أن لباس هذا الزي التقليدي هو بمثابة اختبار للعروس على مدى صبرها لشدة ثقل اللباس الذي يزن 15 كلغ منذ خروجها من بيت والديها وصولا إلى بيت زوجها. تقرير، لتبقى الشدة لباس تقليدي تعتز وتفتخر بها العروس التلمسانية وتتميز به عن باقي العرائس الجزائرية .
المرأة التلمسانية تفتخر وتتميز بالشدة :
أبدت العديد من النسوة الحاضرات بالمعرض عن افتخارهن بهذه التحفة والموروث العالمي الذي يميز المراة التلمسانية عن غيرها من الجزائريات في يوم زفافهن ، وأكدت أخريات على صعوبة مقارنة أي نوع من هذا اللباس بالنوع التلمساني نظرا لدقة تفاصيله وجودة مكوناته وكمية الاتقان التي تُمنح في خياطته وتركيبه فقد كان ومازال يرمز للتلمسان ونسائها فهو واحد من عناصر هوية المراة التلمسانية رغم انتشاره الكبير في كامل ربوع الوطن . وبهذا تكون الشدة اللباس الخاص بالعروس هي الأكثر فخامة بين الأزياء التقليدية بالولاية تلمسان الجزائرية، حيث يتكون هذا اللباس من 12 قطعة متناسقة، أبرزها البلوزة والقفطان والشاشية والفوطة، ومرصع بأكثر من 50 صنفا من المجوهرات التقليدية المحلية المصنوعة بتلمسان، ويصل سعره إلى أكثر من ثلاثة آلاف يورو، وتستغرق مدة خياطته أكثر من أربعة أشهر.
أ.صحراوي