الألعاب المتوسطية 2022: وهران جاهزة لاختبار اللجنة الدولية
تهب رياح البحر الأبيض المتوسط هذه الأيام على وهران بمناسبة الندوة التي ستنظم يومي السبت و الأحد تحسبا للدورة التاسعة عشرة للألعاب المتوسطية المقررة في هذه المدينة الصيف المقبل و هي الندوة التي تتجه نحوها كل الأنظار قبل حوالي سبعة أشهر عن بدء التظاهرة الرياضية.
و تعتبر الندوة، التي تضم ما يقرب من خمسين عضوًا، من بينهم 28 رئيس بعثة من اللجان الأولمبية الوطنية المتوسطية و 19 مندوبًا تقنيًا من الاتحادات الرياضية الدولية المعنية تخصصاتها بالألعاب، بمثابة اختبار حقيقي للجنة الوطنية للتنظيم.
و تكمن أهمية الاجتماع أيضًا في حضور العديد من أعضاء لجنة التنظيم الدولية، و كذلك أعضاء لجنة التنسيق التابعة لذات اللجنة، الذين لم يقوموا بزيارات ميدانية إلى مواقع المنافسات منذ بداية انتشار وباء فيروس كورونا، أي منذ حوالي عامين.
و عليه، ستكون الأضواء مسلطة بالمناسبة بشكل خاص على اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي انتخبت منذ بضعة أشهر رئيسا جديدا, ممثلا في الإيطالي دافيد تيزانو، الذي نشر، منذ حوالي ثلاثة أسابيع ، بيانًا صحفيًا عبر فيه عن “قلقه” تجاه ما وصفه بـ “تأخر” الاستعدادات للألعاب المتوسطية”.
و ألقى البيان بظلال من الشك على مصير النسخة المقبلة من دورة البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها الجزائر للمرة الثانية في تاريخها بعد أن نظمت النسخة السابعة في الجزائر العاصمة عام 1975.
لكن السلطات العمومية الجزائرية سارعت إلى تبديد الشكوك و إزالة كافة نقاط اللبس بمناسبة الزيارة الأخيرة إلى وهران التي قام بها وزير الشباب و الرياضة عبد الرزاق سبقاق الذي اعتبر أن البيان الصحفي للجنة الدولية “لا يعكس الواقع على الميدان”.
و ليس بعيدا عن الاثنين الماضي، تطرق السيد سبقاق مجددا إلى ملف الألعاب المتوسطية أمام لجنة الشباب و الرياضة و النشاط الجمعوي بالمجلس الشعبي الوطني حيث استغل الفرصة لطمأنة الجميع بخصوص “السير الحسن لتحضيرات الألعاب المتوسطية”.
و قال الوزير في هذا السياق “خلال زيارتي الأخيرة إلى مكان الحدث, و مقارنة مع الزيارة التي قمت بها رفقة الوزير الأول نهاية أكتوبر الماضي, لاحظت تقدما جيدا في مواقع المنافسات و التدريبات (…) شعرت بارتياح كبير, وسيتم استلام أغلبية المنشآت نهاية ديسمبر الجاري, كونها باتت جاهزة بنسبة 95 %, و الخمسة بالمائة المتبقية تتعلق بتركيب كاميرات المراقبة”.
و أضاف “هناك بعض المنشآت ستسلم منتصف فبراير كأقصى تقدير, على غرار المركز المائي وحقل الرماية”.
”الميدان… أحسن رد ”
و حول الزيارة التي تقوم بها لجنة دولية خاصة بالألعاب لمراقبة المنشآت, أفاد الوزير سبقاق بأن “الضمانات التي سنقدمها لهذه اللجنة هي الميدان و ستكون أحسن إجابة على ما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي”.
هذا الرأي ذهب إليه أيضا محافظ الألعاب المتوسطية، محمد عزيز درواز، الذي أبدى، في تصريح لوأج، ارتياحه لمجريات الاجتماع الذي عقده مؤخرًا مع أعضاء اللجنة الدولية للألعاب بتقنية التواصل المرئي عن بعد بخصوص الاستعدادات للقاء المتوسطي.
و تابع في هذا الشأن “تم إزالة الغموض عن كثير من نقاط اللبس حول ظروف تحضيرات الألعاب المتوسطية بمناسبة اجتماعنا الأخير مع اللجنة الدولية”.
و إذا كان الوزير السابق للشباب و الرياضة الذي عين محافظا للألعاب في أكتوبر المنصرم, واثقًا جدًا من أنه سوف يجتاز الاختبار الذي ستخضع له لجنة التنظيم الوطنية يومي السبت و الأحد القادمين، فهذا لأنه يعتقد أن لديه حججًا قوية سيقدمها.
من بين هذه الحجج، وضعية الورشات على مستوى المرافق الرياضية المعنية بالألعاب، و هو ملف أثار حتى الآن بعض المخاوف لدى اللجنة الدولية.
و في هذا الصدد، أكد محمد عزيز درواز أن التأخير المسجل في السنوات الأخيرة على مستوى المركب الرياضي بوهران على وجه الخصوص “قد تم تداركه بنسبة كبيرة في غضون شهرين”.
و أردف بالقول “ما تم تحقيقه خلال الشهرين الماضيين في المركب الرياضي الجديد لوهران سمح بتدارك التأخر بشكل كبير ,اليوم أصبح ملعب كرة القدم الذي يسع ل 40 ألف متفرج جاهزًا بنسبة 100 بالمائة”.
و فيما يتعلق بالمركز المائي قاعة متعددة الرياضات، اللذين تعثرت بهما الأشغال في وقت سابق، فقد حققا نسبة ملحوظة من التقدم بلغت 70 و 80 بالمائة على التوالي”.
يذكر أن مراسم الافتتاح الرسمي للندوة مقررة يوم 11 ديسمبر بحضور كل من محافظ ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022 محمد عزيز درواز, و النائب الثاني لرئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط, برنارد امسلام, و النائب الأول لرئيس اللجنة المنظمة للألعاب والي ولاية وهران سعيد سعيود, و النائب الثاني لرئيس لجنة تنظيم الألعاب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية, عبد الرحمن حماد, بالإضافة إلى المدير العام للألعاب سليم إيلاس.
برنامج المنتدى يتضمن جلسات عامة و اجتماعات تقنية, مضيفا أن هذا الموعد يهدف إلى ”تبادل الخبرات ووضع اللمسات الأخيرة على الجوانب التقنية المتعلقة بإجراء المنافسات الخاصة بالألعاب المتوسطية وهران-2022”.