أوابك: مسؤولية الدول العربية عن الانبعاثات الملوثة بسبب حرق الغاز “مبالغ فيها”
افادت دراسة حديثة لمنظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) أن مسؤولية الدول العربية في التغيرات المناخية بسبب الانبعاثات الملوثة الناجمة عن حرق الغاز “مبالغ فيها”.
وجاء في هذه الدراسة التي تحمل عنوان : “حرق الغاز على الشعلة، ما هو الحجم الفعلي للمشكلة “، أن الارقام تشير إلى أن “توجيه أصابع اللوم لهذه الدول في هذا المجال هو أمر فيه من المبالغة الشيء الكثير”.
ويعتبر حرق الغاز أحد العمليات التي تلجأ إليها الشركات النفطية للتحكم في الغاز المرافق للنفط، وذلك باستخدام اداة تدعى المشعل او عمود الشعلة.
وتحظى مسألة حرق الغاز مساحة واسعة من اهتمام العاملين في الصناعة البترولية، بالنظر لما ينتج عنها من انبعاثات ملوثة ضارة بالبيئة.
وحسب هذه الدراسة التي أشرف عليها الخبير النفطي المهندس تركي حسن حمش، “الدول العربية مجتمعة اصدرت سنة 2019 حوالي 1،7 مليار طن من غاز ثاني اكسيد الكربون، لكن هذا الرقم في الواقع يعادل اقل من 5 بالمائة من اجمالي ما اصدره العالم”، استنادا الى بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وفي سنة 2020، استنادا الى بيانات بريتيش بتروليوم “بي بي”، فإن ثمانية دول عربية، انتجت نحو 30 بالمائة من اجمالي النفط العالمي، لكن حجم غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن حرق الغاز فيها مثل اقل بكثير من 1 بالمائة من اجمالي غاز ثاني اكسيد الكربون الذي اصدره العالم في ذلك العام.
وعلى المستوى العالمي، اوضحت الدراسة انه استنادا الى تقديرات كميات الغاز المحروق المتداولة عالميا، يمكن تقدير انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن حرق الغاز في العالم سنويا بحوالي 300 مليون طن.
واضاف المصدر ذاته، أن هذه الكمية تشكل عمليا نحو 1 بالمائة من اجمالي كمية غاز ثاني اكسيد الكربون التي ينتجها العالم من المصادر الاخرى.
وأوردت الدراسة أن العالم احرق في 2020 حوالي 149 مليار متر مكعب من الغاز على الشعلة ورغم أن الرقم يبدو كبيرا، الا أنه في الواقع يمثل اقل من 4 بالمائة من الغاز المنتج في ذلك العام، وهو نفس متوسط كميات الحرق خلال الاعوام العشرين السابق، بل ان البيانات المتاحة توضح ان متوسط كميات الغاز المحروق منذ 1975 وحتى اليوم شكلت نحو 6 بالمائة فقط من اجمالي كميات الغاز التي أنتجها العالم.
واشارت الدراسة الى أن بيانات حرق الغاز المتاحة في الاحصائيات العالمية تتوزع على 61 دولة على الاقل.
وبالنسبة للكمية التي تحرقها الدول العربية من الغاز، اشارت الدراسة الى أنه من الملاحظ ان الدول العربية المنتجة للنفط تواجه دوما اصابع اتهام اعلامية على انها السبب الرئيسي وراء ما بات يعرف بالتغير المناخي، “لكن الواقع ان لغة الارقام تقول شيئا اخر”.
وتشير تقديرات “بي بي” الى أن 12 دولة عربية احرقت ما مجموعه 42،2 مليار متر مكعب من الغاز في 2020، كما تشير “مجموعة مراقبة الارض” ان ما احرقته 14 دولة عربية هو 40،15 مليار متر مكعب في مجال الاستكشاف والانتاج و1،5 مليار متر مكعب في مجال التكرير، اي ان المجموع هو 41،6 مليار متر مكعب.
وخلصت الدراسة الى أن ما أحرقته الدول العربية مجتمعة من الغاز في مجالي الاستكشاف والانتاج والتكرير يعادل نحو 28 بالمائة من مجموع ما أحرقه العالم في ذلك العام.
بينما، سوقت الدول العربية في 2020، 597 مليار متر مكعب من الغاز، اي ان نسبة ما تم حرقه اقل من 7 بالمائة من اجمالي الغاز المسوق في ذلك العام.