الرئيس تبون: نسعى لبناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة
أكد رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, مساء أمس الثلاثاء, عزمه على “بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة فقط”, داعيا الجزائريين إلى الانخراط في هذا المسعى من خلال “الوحدة ولم الشمل”.
وفي لقائه الدوري مع ممثلي الصحافة الوطنية, قال الرئيس تبون: “نحاول عن حق, بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة تكون من الداخل عبارة عن جمهورية موز”, معتبرا أن الديمقراطية “مدرسة من تعلم منها يعيش مرتاحا” لأنها “قضية مجتمع وليست قضية سلطة”.
وفيما نوه ب”الروح الوطنية” التي يتميز بها الشباب الجزائري والتي يعترف له بها العالم أجمع, دعا رئيس الجمهورية الجزائريين إلى “لم الشمل” على اعتبار أن “القوة هي في الوحدة وليست في التفرقة” وإلى أن يكونوا “في مستوى هذا الوطن العظيم”.
وحذر من “أقلية قاطنة بالخارج وتجهل التطورات التي تعرفها البلاد” ورغم ذلك فإنها تمارس “السب والشتم لأسباب نفسية أكثر منها سياسية, وتكون غالبا بمقابل مادي”, مشددا على أن هذه الأصوات “لن تزعزع استقرار البلاد, لأن الجزائر شرعت في بناء طريق صحيح لإعادة بناء الديمقراطية وإعادة بناء هياكل مؤسسات الدولة”.
وفي سياق متصل, أبرز السيد تبون أهمية “تقوية” الرأي العام وإسماع صوت ممثلي الشعب عبر مختلف المؤسسات على غرار “المجلس الشعبي الوطني والمرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب ومختلف المجالس المتواجدة عبر البلديات والولايات”.
وأوضح أن هناك من حاول تطبيق سياسيات على الجزائر تمت ممارستها في دول أخرى, معتبرا أن الجزائر ليست كتلك الدول, وأن جيشها “شعبي بأتم معنى الكلمة وكل عائلة تملك فردا فيه”, ونوه بالتطور الكبير الذي عرفته مؤسسة الجيش من حيث مستوى التكوين.
وأكد من جهة أخرى, أن حرية التعبير “مضمونة” للجميع وفقا للمبادئ التي ينص عليها الدستور, دون أن يعني ذلك “السماح بزرع البلبلة وخلق الفوضى والمساس بالأمن العمومي”, معتبرا بأن “بناء الديمقراطية يكون بحرية التعبير الحقيقية والمسؤولة وليست بحرية التخريب والشتم”.
كما وصف السيد تبون الحديث عن التضييق على نشاط الأحزاب السياسية المعارضة ب”الحديث الواهي والذي لا معنى له”, مضيفا أنه “لا توجد أي فائدة للسلطة من ذلك”.
وفي رده على بعض الانتقادات غير المؤسسة, قال رئيس الجمهورية أن بعض الأطراف “تسب ونحن نبني” ونفس هذه الأطراف “تطلب لنفسها أموالا ونحن نمنح الأموال للشباب”, معربا عن أمله في أن تسهم “الخطوات التي قطعناها في إثلاج صدور شبابنا”.
ومن بين هذه الخطوات, صرف منحة البطالة “بداية من مارس المقبل, في شكل شبه راتب بقيمة 13 ألف دج سيستفيد منها 620 ألف بطال مسجل لدى مكاتب التشغيل”, إلى جانب خفض الرسم على الدخل الإجمالي المطبق ابتداء من مطلع السنة الجارية والذي ساهم في “رفع قيمة الأجور بنسبة تتراوح بين 14 و16 بالمائة”.
ومن بين التدابير المتخذة لتحسين القدرة الشرائية للمواطن, أشار الرئيس تبون إلى السماح لمنتجي العجائن باقتناء الحبوب من الديوان الوطني المهني للحبوب بأسعار مدعمة, وهو ما مكن من خفض أسعار العجائن ب”حوالي 50 بالمائة”, كما أعلن أن الضريبة على نشاط الخبازين ستقتصر على أرباحهم فقط, وذلك “ابتداء من نهاية مارس المقبل”.
الاقتصاد الوطني لن يبقى أسير أسعار النفط
وفي الشق الاقتصادي, شدد رئيس الجمهورية على أن “الاقتصاد الوطني ماض في رفع الإنتاج الوطني ولن يبقى أسير أسعار النفط”, وذكر بأن احتياطيات الصرف مستقرة حاليا عند “44 مليار دولار”, واعتبر أن الضغط الذي تعرفه بعض المواد الغذائية الأساسية يرتبط بالجانب “السلوكي” للمواطنين, مطمئنا أنه ليس هناك مشكلة في التموين أو في الإنتاج.
وكشف في سياق آخر, أنه سيتم الفصل في ملف السيارات “قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية”.
ومن جهة أخرى, أكد رئيس الجمهورية أن تقييم أداء أعضاء الحكومة وكذا عمل الولاة وحتى السفراء يتم “بصفة مستمرة” وأنه في حال ارتكاب أخطاء فادحة فإن الفصل في الأمر يكون بالضرورة “فوريا”.
ولفت إلى أن “السرعة الفائقة” التي يتم وفقها معالجة مختلف الملفات, تسببت في تأجيل زياراته الميدانية إلى بعض ولايات الوطن, مبرزا أهمية “التواصل مع المواطن الذي ينتظر منا أكثر من الزيارة, ينتظر استقامة البلاد”, ولفت إلى أن الولايات التي تعرف تأخرا في التنمية سيتم التكفل بها من خلال برامج “استدراكية”.
ولدى تطرقه إلى الشأن الدولي, أعلن رئيس الجمهورية أن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر ستعقد في “الثلاثي الأخير” من السنة الجارية, معربا عن أمله في أن تخرج قمة الجزائر بنتائج “ايجابية جدا”.
وبخصوص العلاقات الثنائية مع فرنسا, قال رئيس الجمهورية أن هذه العلاقات بدأت تعرف “انفراجا” مؤخرا وأن الجزائر دولة “لا يمكن تجاهلها” في إفريقيا, وهي تتعامل مع الغير بمبدأ “الند للند”.
وفي رده على سؤال حول العلاقات بين الجزائر والمغرب, أكد السيد تبون أن الأمور منذ بداية الأزمة “لم تتغير, بل ازدادت تأزما”, مشيرا إلى أن المغرب يستعمل “جهازا كاملا من الدعاية والأخبار الكاذبة ضد الجزائر” بدعم من الكيان الصهيوني.