لم يجد له المواطنون وحماة البيئة أي تبري : جدل واسع بسبب إنشاء جدران على امتداد شواطئ كونيش وهران
تعالت مؤخرا أصوات سكان الكورنيش الوهراني وعدد من المواطنين والجمعيات الغيورة على مدينتهم الساحلية رفضا لتشييد جدران إسمنتية لتطويق بعض الشواطئ وحجب رؤية جمال البحر والتي من شأنها أن تقتل السياحة والاستجمام على مستوى الشريط الساحلي للولاية التي تعرف دائما مواسم اصطياف بهيجة وحركية لا متناهية من قبل الزوار من داخل وخارج الوطن.
الأمر الذي دفع سكان الكورنيش الوهراني والكثير من ممثلي المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال البيئة و حماية الطبيعة وكذا مواطنين من مختلف المناطق إلى الخروج عن صمتهم والتنديد بهذا الإجراء الذي فرض تطويق إسمنتي على طول مداخل معظم الشواطئ التابعة للكورنيش وهو الأمر الذي لم يجدوا له أي مبرر حسب تصريحات العديد منهم، فقد اصطدم سكان الكورنيش الوهراني وسكان عين الترك قبل أيام قليلة من عمليات تثبيت جدران وأساور من الإسمنت المسلح لغلق مداخل الشواطئ والواجهات البحرية كشاطئ الكثبان “les dunes ” وشاطئ “تروفيل” الذي تضررا كثيرا من هذه العملية جراء موقعه الإستراتيجي الخلاب وبحكم أنه يقع في مدخل الطنف الوهراني ببلدية عين الترك. وحسب بعض المنتخبين الذين استفسروا عن الغاية من إنشاء ووضع هاته الجدران الإسمنتية فقد تبين أن هذا الإجراء مؤقت وتم تشيدها لدواعي أمنية تخص منع تسلل المرشحين للهجرة السرية نحو الشواطئ من أجل ركوب قوارب الموت وأنه سيتم إزالتها في الوقت المناسب. الأمر الذي أثار تساؤلات العديد من سكان الكورنيش والمواطن الوهراني عما إذا كان مثل هذه الإجراءات ستحد حقا من ظاهرة الهجرة غير الشرعية والتي يفضل منظموها والقائمين عليها الانطلاق من الشواطئ الصخرية والغير محروسة ما سيجعل -حسب رأيهم- هذه الجدران والبوابات عديمة الفائدة والفعالية، مطالبين بذلك السلطات المحلية بتدارك الأمر ووقف عمليات تشييد تلك الجدران التي تسير بوتيرة سريعة ويمكن أن تسد كل الساحل قبل حلول فصل الصيف. وللإشارة فقد نظمت يوم الخميس المنصرم وقفة احتجاجية من قبل عدد كبير من قاطني بلدية عين الترك بالتنسيق ممثلي المجتمع المدني ونشطاء في مجال البيئة وحماية الطبيعة أما شاطئ “تروفيل” رافعين شعارات مناهضة لهذه الجدران الإسمنتية التي لا تتنافى مع كل المبررات لوضعها بهذا الشكل. وحسب العديد من حماة البيئة وممثلي المجتمع المدني والجمعيات فأن هذا الإجراء لن يخدم ولاية وهران بأي شكل من الأشكال بل سيضرها ويشوه صورتها و جمال ساحلها المطل على شواطئ خلابة، خصوصا وأن عاصمة الغرب الجزائري وهران مقبل على احتضان النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط هذه الصائفة والتي ستشهد توافدا كبيرا للسياح من داخل وخارج الوطن فلا يعقل أن يشاهدوا مثل هذه الأسوار الإسمنتية التي تحجب البحر عنهم، ليجد السائح أو الزائر نفسه أباب بوابة واحدة فقط من أجل الوصول إلى الشاطئ بعد غلق باقي المداخل التي كانت تسهل تحركات المواطنين عبر الشواطئ. وفي ذات السياق وتنديدا بهذا الإجراء الذي لم يتقبله معظم سكان مدينة وهران وبالأخص سكان الكورنيش والأحياء المطلة على البحر شهدت مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الموقع الأزرق “فايسبوك” بتعليقات منددة ومطالب بإزالة تلك الجدران التي شبهوها بجدار برلين وجدار فلسطين العازل وغيرها من الجدران التي لا تشيد إلى في أماكن للنزاع والحروب لا في كورنيش من أجمل الكورنيشات على الساحل الجزائري.
ن.بوريشة