أخبار محلية

في اليوم العالمي لأبو الفنون المصادف للـ27 مارس: مسرح “عبد القادر علولة” أهم الروافد الثقافية بالولاية

إحتفت وهران أمس باليوم العالمي  لأبو الفنون “المسرح” المصادف للـ27 مارس  و يعد المسرح الجهوي عبد  القادر علولة الذي أطلقت تسميته تخليدا لقامة من قامت المسرح الفنان عبد القادر علولة  من أهم الروافد الثقافية الهامة المتواجدة بالولاية و بدأ هذا الخير نشاطه في فجر الاستقلال كملحق للمسرح الوطني و  استلمته آنذاك عناصر شابة تتوهج إرادة و ووطنية .  و صمم المبنى المهندس المعماري “أيناز” في قالب أوبيرالي اعتبارًا من عام 1907 حيث  ظلّ مسرح وهران تابعا للبلدية إلى غاية شهر مارس 1963، وبموجب قرار تأميم المؤسسات، تغيرت التسمية من أوبرا وهران إلى المسرح الوطني الجزائري لوهران، ثم إلى المسرح الوطني للغرب الجزائري، قبل أن يتحول إلى مسرح وهران الجهوي بدايةً من 14 نوفمبر 1972، ليصبح منذ ذلك الوقت  جهويا قائما بذاته و تعتبر مسيرة المسرح الجهوي بوهران من أهم المسيرات و منذ ذلك الحين و هو في طليعة المسارح بالجزائر. حيث شهد هذا الأخير المسرح عديد التجارب في التأليف و الإخراج الجامعي في فترة الانطلاقة على  غرار المائدة، المنتوج و حوت ياكل حوت، القراب، الصالحين الخبزة ، كاس الذهب، الأجواد، الجنرال، معروض للهوا  و غيرها من المسرحيات  التي أنتجها خلال الخطوة الأولى للامركزية و التي أعطت للمسرح نفسا جديدا  و ساهم  المسرح خلال العقدين الماضيين في إثراء الحركة الثقافية و المسرحية كما ساهم في عديد المحاضرات ضمن ورشات و أيام دراسية عبر  مختلف ولايات الوطن.

و يعتبر هذا المرفق الثقافي و التحفة المعمارية  التي مستها عديد الترميمات و التغيرات قبلة للفنانين حيث عرضت على خشبته أروع المسرحيات الوطنية و العالمية كما وقف عليه كبار المسرحيين الجزائريين و الأجانب ليظل هذا المسرح يستقبل أزيد من 80 ألف متفرج سنويا.

ويحتوي مسرح وهران على قاعة عروض ضخمة فيها 600 مقعد، ويمتدّ عبر عشرة هكتارات يبلغ طوله 99.50 مترا وعرضه 18 مترا، ويبلغ علوه 22 مترا، مع انحراف على شكل منارة عند كل طرف، وتمّ تشييد مسرح “علولة” بأسلوب معماري من طراز “الباروك”، فيما صُمّمت الخشبة على النمط الإيطالي، وهي موضوعة بشكل مقابل للجمهور، وتستوعب بداخلها فضاءً واسعا للآليات المسرحية.

“المسرح يعود” شعار أيام مسرحية لتكريم الراحل ” جمال بن صابر”

و في سياق متصل و عرفانا لما قدمه الفقيد جمال بن صابر للمسرح الجزائري من أعمال مسرحية و سينمائية إلى جانب تكوينه لأجيال من الفنانين المسرحيين انطلقت تختتم اليوم فعاليات الأيام المسرحية “المسرح يعود”  لتكريم أحد الأسماء الفاعلة في الحركة المسرحية المحلية و الوطنية المخرج الراحل جمال بن صابر الذي وافته المنية الشهر الماضي  بمدينة مستغانم. الفعاليات التي بادرت بها الجمعية الثقافية “الأمل” شملت مجموعة من العروض المسرحية الفردية تراوحت مدتها من 5 إلى 25 دقيقة تناولت مواضيع اجتماعية مع التركيز على الأداء التمثيلي و الإلقاء الصوتي . و ستتوج هذه الأيام المسرحية حسب السيد ميهوبي محمد رئيس الجمعية بانتقاء خمسة متكونين من هذه الدفعة و ممثل من الدفعات السابقة المتخرجة لإعادة إخراج العرض المسرحي “تحويسة في الكورسة” من تأليف و إخراج محمد ميهوبي بدعم من وزارة الثقافة و الفنون.

كما تم برمجة شريط فيدو حول مسرحية تحمل عنوان “الكشفة” تتطرق لطريقة تقديم مباراة في فن الارتجال و كذا سلسلة من المحاضرات تتناول عدة مواضيع منها تاريخ فرقة مسرح العمال التابعة لجمعية “الأمل” التي سبق لها أن أنتجت أكثر من 50 عمل مسرحي متنوع و كونت أكثر من ألف شاب في مهن المسرح.

للإشارة  أطلق على  الدفعة الـ 26 المتخرجة من قبل الجمعية التي تلقت تكوينا حول مهن المسرح لمدة ثلاثة اسم جمال بن صابر  الذي كان قد شغل  منصب محافظ لمهرجان المسرح الهاوي بمستغانم بين 2007 و 2011.

و يعد بن صابر أحد الأسماء الفاعلة في الحركة المسرحية على الصعيدَين المحلّي والوطني؛ إذ قدّم عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية مخرجاً وممثّلاً، وأسّس العديد من الجمعيات المسرحية؛ من بينها: “جمعية الإشارة” سنة 1975، و”تعاوُنية الكانكي” سنة 2001، كما تولّى بين سنتَي 2007 و2011 إدارة “مهرجان مسرح الهواة” في مستغانم، والذي تأسّس عام 1967. كما عمل بن صابر ممثّلاً وتقنياً في عدّة أعمال سينمائية وتلفزيونية؛ من بينها فيلم “دورية نحو الشرق” (1971) للمخرج الراحل عمار العسكري، و”القبلة” الذي حاز عنه “جائزة الصقر الذهبي” في “المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية” التونسية عام 1975.

و بدأ الفنّان الراحل تجربته الفنّية في وقت مبكر؛ إذ التحق في بداية الخمسينيات بـ”جمعية السعيدية” المسرحية والموسيقية، ثمّ بـ”فرقة مسرح القراقوز” للمسرحي البارز ولد عبد الرحمان كاكي عام 1958. وبعد استقلال الجزائر عام 1962، انضم إلى “المسرح الوطني الجزائري”، قبل أن يغادر مطلع السبعينيات إلى فرنسا؛ حيث أجرى تكويناً في مجال السمعي البصري، ليعود إلى مسقط رأسه؛ مستغانم حيث وافته المنية في الـ10 فبراير 2022  عن عمر يناهز الواحد وثمانين عاماًبعد مرض ألزمه الفراش في السنوات الأخيرة.

زيدان.ن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى