ثقافة

“القديس أوغستين أحد حلقات الموروث الفكري والثقافي لمنطقة طاغست” بسوق آهراس

تعتبر شخصية القديس أوغستين (354-430 م) والتي ستكون محور أشغال لقاء دولي يومي 1 و2 أكتوبر المقبل بسوق آهراس إحدى حلقات الموروث الفكري والثقافي لمنطقة طاغست (سوق أهراس) وأحد أعلام الفكر والفلسفة والدين.

واستنادا لعدد من المراجع في المجال فإن إرث شخصية “القديس أوغستين” المتراوح بين الفلسفة والدين والبلاغة وما جاءت به كتاباته من رؤى فلسفية تبرز حقيقة الزمن والخلود وكذا اعترافاته، كلها عوامل جعلته “أحد حلقات الموروث الفكري والثقافي لمنطقة طاغست وأحد أعلام الفكر والفلسفة والدين”.

فالقديس أوغستين الذي ولد بطاغست (سوق أهراس) مثله مثل أبوليوس المادوري صاحب رواية “الحمار الذهبي” وشهاب الدين التيفاشي وغيرهم من أعلام منطقة سوق أهراس، يشكلون حلقات متتالية في تاريخ الجهة.

واستنادا للدكتورة ويزة قلاز أستاذة باحثة بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالجزائر العاصمة فإن “عائلة أوغستين كانت من البرجوازية المحلية ووالده باتريسبوس ضابطا في الجيش وكان يتمنى أن يرى ابنه في مقام مهم في الإدارة الإمبراطورية ووالدته مونيك امرأة تقية وحازمة متمسكة بتقاليد التربية الأمازيغية كانت تتمنى أن يسير ابنها على خطاها الدينية”.

ويعتبر أوغستينوس من أهم المراجع الأفلاطونية المعترف بها عالميا ومن أهم أفكاره أنه “يوجد الله فوق كل البشر وفي أعماقهم، كما كان يتحدث عن الذاكرة والذكاء والإرادة والبداية والامتنان لله وهو يؤكد على القدرة التي يمنحها العقل للاقتراب من حقيقة الأشياء”, وفق الدكتورة قلاز التي تعد أيضا باحثة وخبيرة في التراث لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).

وذكرت أن سانت أوغستين من مؤسسي الأفلاطونية المحدثة التي منها جاءت فكرة “مدينة الله” وقد كان متمكنا من اللاتينية ونوعا ما من اللغة اليونانية, مبرزة أن أوغستين وفكره يدرس بأكبر جامعات العالم كألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية خاصة وهناك كراسي مخصصة لفكره.

من جهته أوضح الأستاذ ياسين خذايرية باحث بجامعة سوق أهراس بأن أوغستين يعد “من أكبر الفلاسفة الذين عرفتهم الإنسانية، حيث كان أسقفا لهيبون لمدة 34 عاما كما كانت تلك الشخصية تفيد العالم بمحاضراتها وخطبها البليغة أدبيا ودينيا”.

وأضاف الأستاذ خذايرية بأن أوغستين ألف عدة كتب أشهرها “الاعترافات” و”مدينة الله” وينتمي إلى العصر الذهبي لآباء الكنيسة, مشيرا إلى أن تلك الشخصية تلقت تعليمها بمدرسة ببلدة طاغست (سوق أهراس) حيث كانت آنذاك برامج التعليم تشمل مواد متنوعة مثل اللغة اليونانية واللاتينية والعلوم الطبيعية والرياضيات والموسيقى.

ويبقى على المهتمين بفكر أوغستين الذي ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات، الاطلاع والاستفادة من تراثه الفكري والأدبي والفلسفي, حسب الأستاذ خذايرية الذي أضاف بأن تلك الشخصية تناولت عدة مواضيع منها أهمية القيم والتعايش السلمي والتسامح والدفاع عن الحرية والعدالة والكرامة.

كما أبدع في مجال الحب والمحبة بين البشرية, حسب الباحث خذايرية الذي فصل بأن “كلامه عن المحبة جدير بأن يناقش ويحلل لأنه عنصر تلاقي بين تعاليم المسيح ابن مريم وتعاليم محمد عليه الصلاة والسلام”.

بدوره اعتبر عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة سوق أهراس السيد رضا سلاطنية، أوغستين (فيلسوفا مسيحيا عاش في العصور الوسطى وكان تأثير وجهات نظره بالغا على الثقافة الغربية حيث دافع بقوة على مذهبه حول اعتماد الإنسان بصفة جذرية على النعمة الإلهية وهي قناعة تم الإفصاح عنها بالفعل في “الاعترافات”).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى