الكاتب نبيل بن دحو لجريدة الشباب الجزائري: دور النشر لا تهتم بالجودة إذا حضر المقابل المادي، و أغلب الضحايا من الكتاب الجدد
صرح الكاتب الشاب بن دحو نبيل خلال حوار له مع جريدة الشباب الجزائري ان الساحة الادبية اليوم تشهد بعض من الفوضى فيما يخص قضية النشر ويرجع الكاتب ذلك إلى عدم مصداقية دور النشر التي تهتم بالجانب المادي دون جودة النص، و يضيف الكاتب نبيل وهو صاحب أكثر من 4 مؤلفات بأجناس أدبية مختلفة أن دور النشر تشهد سيولة كبيرة نظرا للأسباب السابق ذكرها إضافة إلى بعض التجاوزات كأن تطبع الكتب دون المرور على لجان القراءة، ودون المراجعة للمحتوى،ودون تدقيق لغوي….
الكاتب نبيل أفصح عن قضية النشر وغيرها من القضايا وأجاب عن العديد من الأسئلة في الحوار الآتي :
1/كيف يعرّف الكاتب نبيل بن دحو نفسه إلى جمهوره القارئ؟
نبيل بن دحو من الأسماء الشابة التي تشقّ طريقها نحو التميّز في عالم الكتابة.نشأ من رحم المعاناة في مدينة قال عنها:”بني بوسعيد يا أرضا يغار منها شعري،ويا مدينة في القلب اسمك،فتسرين في الدم دون أن تدري ” .لا يذكر نبيل بالضبط متى كتب أول نصّ،ولكنّه يذكر أن أستاذة اللغة العربية في السنة الرابعة متوسط( شيادي ن.) هي من شجعته ليخوض غمار الكتابة بعد أن اطلعت على نص مشترك بينه وبين صديقه مهدي. يرى نبيل دائما أنّه في بداية الطريق،وأنه كلما تخلى عن المطالعة قليلا،أحس أنه ابتعد كثيرا عن الكتابة. نبيل لا يعشق الكتابة فقط، بل هو مهووس بالسفر والاكتشاف، إذ زار ما يقارب نصف عدد ولايات الجزائر وبلدين عربيين.يحاول أن يوطّد بين الكتابة والرحلات،يكتب فيرتحل،ويرتحل ليكتب.كما أنه يصنع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي،محتوى متنوع بين السياحة والإبداع.
2/ لديك تجربة كتابية متنوعة جمعت بين أجناس أدبية مختلفة، لماذا هذا التنوع؟ وأي من الأجناس السابقة لاقت رواجا لدى القراء ؟
بمجرّد أن يكتشف الكاتب موهبته سيصادف كل مرّة جنسا أدبيا يستهويه ويخوض تجربة الكتابة فيه،حتى يجد نفسه قد كتب في كل الفئات تقريبا،بيد أنّه سيكتشف أيضا أنّه مشتت ولم يحدد بالضبط المجال الذي سيستمرّ فيه ويقدم الأفضل لقرائه،فلقب كاتب من السّهل أن يطلقه فلان على نفسه،ومن السّهل أيضا أن ينتشر صيته بسرعة،ولكن أن يقال فلان مكرّس للكتابة في صنف أدبي ما فهذا هو الأهمّ.
يكتب نبيل الشّعر والنّثر،ولكنه يرى نفسه قادرا على الكتابة بنفس أطول في النّثر.عموما يشتغل أن تكون نصوصه في المستوى .لم يتضح بعد أي نوع يفضله قرّائي ولكن أحب أن أنجح في إيصال رسائلي وأطمح لاحترام أذواق جمهوري.
3 / بما أنه لديك إسهامات في مجال الكتابة الروائية .. ما هي أهم القضايا التي عالجتها في رواياتك؟
الرواية تشعرني وكأنني أشتغل على بحث علمي،رغم أن المواضيع قد لا أحددها من البداية،وإنما قد تظهر في أي فترة من فترات الرواية،ومع ذلك حتمي أن أؤثث لنصي جيدا، وأقرأ عناوين تخدمه. لحد الآن أصدرت روايتين من أهم المواضيع التي تناولتها:الهجرة غير الشرعية،اختطاف الأطفال،الثورة التحريرية،البطالة،الدفاع عن الهوية،التمسك بالأحلام،أدب السجن، والعديد من المواضيع.
4/ يرى الروائي أمين الزاوي أن الجزائر تعرف حركة روائية متميزة، وتحوي أقلاما جديدة ومحترمة تكتب باجتهاد وتوتر ويمكنها أن تحمل راية هذا الجنس الأدبي عاليا باستطاعته أن يسير في أفق الرواية العربية والعالمية على حد سواء. ما تعليقك ؟
أحترم رأي الدكتور أمين الزاوي.فعلا الحركة الأدبية في تصاعد وتنوّع،لكن لا أظن أنها بخير،ذاك أن حركة النشر تشهد نوعا من الفوضى،فمن ناحية تنشر دور نشر لأسماء معينة وتفرض قيودا على نصوص لكتاب لم يكتبوا اسمهم بعد في الساحة الأدبية،ومن ناحية أخرى دور نشر تشهد سيولة كبيرة في النشر،إذ أنها تنشر أي نص فتغيب الجودة إذا حضر المقابل المادي،ونجد أغلب الضحايا من الكتاب الجدد. جعل هذا عددا كبيرا من الكتّاب يندفعون نحو نشر الكتب دون التأكد من جاهزيتها،كتب تطبع دون المرور على لجان القراءة،ودون المراجعة للمحتوى،ودون تدقيق لغوي هذا مرض لا دواء له. لا أقول أن هذا ينطبق عليّ تماما،ولكن في تجربتي القصيرة ،جدير بي القول أنني تسرعت بعض الشيء في بداياتي،ومع ذلك أعتبر ما فات تجربة علمتني أن أشتغل بعناية،ولا أتسرعّ في نشر أي شيء.
5/ لماذا أنا كقارئ ينبغي لي أن أضيف روايات لقائمة قراءاتي حسب رأي الكاتب نبيل؟
أتحدث هنا عني كقارئ،أقرأ الأعمال دون التمييز بينها،ولا ألتفت لتلك العناوين المتداولة بكثرة في المواقع،بل أنوع في قراءاتي كي أميز بين النصوص وكتابها،فيتضح لي المجال المفضل،والكتاب الذين سيضيفون لي قيمة،لذلك عليكِ أن تقرئي لنبيل أو لأي روائي .تعرفي على الأسلوب في كتاب أو كتابين،حتى لا يكون الحكم على عمل واحد.فمثلا أنا ،وبما أنني نشرت روايتين في فترتين مختلفتين،يمكن هنا التمييز بينهما،واتخاذ القرار بإضافة كتبي للمكتبة بعد اضاتها لقائمة قراءة.
6/ ما الفرق بين الإبداع في الرواية وبين الإبداع في القصة؟ وهل ترى أن للقصة تأثير واضح مقارنة بالرواية؟
من خلال تجربتي الصغيرة، الاختلاف يكمن في شروط كتابة هذين الجنسين، فلكل جنس شروطه أما الاختلاف الظاهري فيبدو من خلال أن الرواية أطول من القصة من حيث الحجم والحُبكة،وتمتاز الرواية بكثرة الشخوص والأحداث عكس القصة.التأثير يكون من كلا الطرفين،لكن في رأيي الوقت الحالي القارئ أو المستمع يميل للنصوص القصيرة،الفيديوهات القصيرة،الأفلام القصيرة…حيث أنه يصل في وقت وجيز للهدف الذي كتب من أجله النص،ومع ذلك يفضل البعض الرواية لما تحتويه من تشويق وتصاعد في الأحداث.
7/ هل يرى نبيل بن دحو أن حجم المؤلف الأدبي يساهم في كمية انتقائه؟
لا علاقة لحجم الكتاب برقم المبيعات،ولا رقم المبيعات أو الكتب الأكثر مبيعا “الباست سيلر” له علاقة بجودة الأعمال،فقد أختار لك كتابا قصيرا،لكنه نافع ومشوّق،وقد أختار لك كتابا نشر في أجزاء،لكنّه لم يكن في المستوى.
8/ نلمح الإنتاج الروائي الوفير في الجزائر، وكذا الحركة المهمة التي تعرفها الرواية الجزائرية الأمر الذي يشير إلى كون هذا الجنس الأدبي يعرف تطورا كبيرا ،وخاصة في الآونة الأخيرة، هل ترى أن هذا الإنتاج تغلب عليه الوفرة دون القيمة المضافة أو الإبداع أم أن الروائي الجزائري المعاصر يسير في مساره الصحيح؟ .
طبعا الوفرة دون القيمة.وقد أشرت لهذا في الجواب الرّابع،أن حركة النشر ليست بخير،ففي ظل غزو الكتّاب بمختلف أعمارهم للساحة الأدبية،نفتقد لدور نشر تحرص على جودة النص،إلا دور نشر تعد على الأصابع،وتشهد الساحة الأدبية أيضا غياب الدراسات النقدية إلا من بعض النقاد والأكادميين والباحثين الذين يجتهدون لدراسة النصوص الروائية.أنا لست ضد النشر،ولكن هل أنا وأنت على أتم الاستعداد للنشر؟!.
09/ كيف كانت تجربتك في الكتابة للطفل، و هل هي بتلك السهولة المزعومة؟
أصعب تجربة يخوضها الكاتب،الكتابة للطفل،وتكمن الصعوبة في كيفية وضع قالب خاص بالطفل دون ارتكاب الأخطاء أو الانحراف.للعلم فالقصتين اللتان كتبتهما تندرجان في صف القصص الواقعية بعيدا عن حكايا الحيوانات والجماد.الحمد لله لاقت القصتان استحسان كل من قرأهما،واتخذتهما بعض المؤسسات أنموذجا للمسابقات والجلسات،كما أنني كسبت حب الكثير من الأطفال،ولا يمكنني وصف شعوري أثناء لقائي بطفل في المدرسة أو الشارع أو في مناسبة ما فيحدّثني عن قصة قرأها لي.أن أكتب قصة جديدة للطفل أمر يشغلني،لكن أخاف أن يؤرقني لصعوبته.
10/ أهدافك أو مشاريعك المستقبلية
مشاريعي أو أهدافي غير محدودة،ذاك أني شخص يرسم خطوة قادمة ويمحو خطوة مضت،ولا ألتفت للعثرات بل أكرس لتحقيق أهدافي وأحلامي دون الاعتراف بمصطلح “الفشل” .من بين الأهداف التي لا مانع لدي في الإفصاح عنها:كاتب نظيف يقرأ له الكل ،لم لا يصل للعالمية. زيارة جميع بلدان العالم
11/ما هي الصعوبات التي واجهها الكاتب نبيل بن دحو؟
من بين الصّعوبات التي يواجهها أي كاتب هي صعوبة فرض اسمه في بيئة ما،بالأخص بيئته مشكلة أخرى يعاني منها الكاتب هي قلة الدّعم،رغم أني أؤمن أن الوصول إلى القمم لن تستسيغ طعمه الحلو إلا إذا مررت بتضحيات وعثرات. من بين الصعوبات أيضا تهميش النصوص والتّقليل من قيمتها.
في الأخير أشكر جريدة الشباب الجزائري و سعيد أنني فتحت قلبي لكم ولقرائي ومتابعي الأعزاء،ومتابعي جريدة الشباب الجزائري.
حاورته: أ.صحراوي