الجزائر ستتخذ مبادرات إضافية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في إفريقيا
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, مساء أمس الخميس بوهران بأن الجزائر بصفتها منسق العمل الإفريقي لتعزيز مكافحة الإرهاب وتجريم التطرف العنيف في القارة ستتخذ مبادرات إضافية من أجل تعزيز التعاون على الصعيدين الدولي والإفريقي لمكافحة هذه الآفة.
وذكر الوزير في ندوة صحفية مشتركة مع وزير خارجية نيجيريا رئيس مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي لشهر ديسمبر الحالي جيوفري أونياما, نشطت على هامش اختتام أشغال الندوة الرفيعة المستوى حول الأمن والسلم في إفريقيا, بأن “رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, معين من طرف نظرائه الأفارقة كمنسق العمل الإفريقي لتعزيز مكافحة الإرهاب وتجريم التطرف العنيف في القارة الإفريقية”، مؤكدا أن “الجزائر ستكثف الإجراءات والمبادرات في مجال مكافحة الإرهاب في القارة”.
وفي تقييمه لهذه الندوة, أكد السيد لعمامرة أنها “ناجحة بكل المعايير”، خاصة وأنها حظيت بمشاركة قوية حيث سجل حضور كل أعضاء مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي على مستويات مختلفة بما في ذلك المستوى الوزاري وعدد من الدول الإفريقية الأخرى وبعض الشركاء الأوروبيين على غرار سويسرا و النرويج وعدد من رؤساء الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
كما توقع أن تكون الطبعة العاشرة للندوة “نقطة فارقة” في العمل الإفريقي المشترك لتعزيز السلم و الأمن في إفريقيا.
وأشار السيد لعمامرة الى أن المشاركين في مسار وهران أكدوا أن “القارة الإفريقية لديها أوراق رابحة” في ظل الأوضاع الدولية المتوترة, مبرزا أن الظرف الدولي الحالي، خلافا لما قد يفكر البعض، “يعطي القارة الإفريقية هامش مناورة أكبر من أي وقت مضى”.
وأكد أن المشاركين في مسار وهران برهنوا على أن للقارة الإفريقية الرغبة و الإرادة والإمكانية في رفع هذه التحديات وفرض وجودها كفاعل قوي لديه القدرة على الابتكار ما يجعله يؤثر إيجابا على مجريات الأمور على الساحة الدولية.
و فيما يخص الأوضاع في ليبيا, أكد الوزير أن موقف الجزائر جد واضح والتزامات الجزائر معروفة، حيث أنها تدعو إلى حل ليبي لمشاكل ليبيا يشمل المصالحة الوطنية بين كل الليبيين.
و اعتبر أن هذا الحل يتوجب أن يتمخض عن انتخابات ديمقراطية ستسمح للشعب الليبي باختيار قادته على جميع المستويات. كما أشار الى أنه ينبغي إجلاء القوات الأجنبية وتفكيك الميليشيات و وقف تدفق الأسلحة و ضمان مناخ مناسب لإجراء الانتخابات.
ومن جهته, ثمن السيد أونياما, الجهود المبذولة طيلة أشغال مسار وهران الذي وصفه بـ “الناجح”. كما أبرز أن مسار وهران سمح بإعداد دليل يساعد الدول الأفريقية على تأسيس التعاون و التنسيق بين الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس أمن للأمم المتحدة “أ3” و مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي, مشيرا الى أن هذه الندوة رفيعة المستوى تعتبر فرصة مهمة لوضع استراتيجيات لتجسيد هذا التنسيق.
و نشط هذه الندوة الصحفية كذلك مفوض الشؤون السياسية و السلم و الأمن في الاتحاد الإفريقي, بانكول اديوي, الذي أكد على ضرورة تكثيف جهود الدول الأعضاء لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لمجابهة الارهاب, مشيرا الى أن صندوق السلام للاتحاد الإفريقي جمع زهاء 320 مليون دولار لمكافحة هذه الآفة.
من جانبه, اعتبر وزير الشؤون الخارجية لكينيا, الفريد موتوا, أن مسار وهران أثبت أنه بالإمكان إيجاد “حلول إفريقية على الطريقة الإفريقية للمشاكل الإفريقية”.