الرئيس تبون : الجزائر الجديدة تدرك أنّ البعد الإفريقي يبقى خيارًا استراتيجيًا هامًا
شدّد رئيس الجمهورية ،السيد عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، على أنّ الجزائر الجديدة تدرك أنّ البعد الإفريقي يبقى خيارًا استراتيجيًا هامًا، وأكّد رئيس الجمهورية أن الجزائر التي خدمت إفريقيا في ماضي عهدها، ستواصل المسيرة في حاضرها ومستقبلها، مستلهمة كل ذلك من أمجاد أسلافنا.
في رسالة تلاها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، برسم افتتاح الملتقى الدولي حول فكر الإمام العلاّمة المغيلي بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال الجزائر العاصمة، قال رئيس الجمهورية إنّ الجزائر الجديدة تدرك أنّ البعد الإفريقي يبقى خيارًا استراتيجيًا هامًا يمكّن شعوبنا من تحقيق طموحاتنا المنشودة بتعزيز العمل الدبلوماسي والسياحة الدينية والاستفادة من عمق الطرق الصوفية وامتدادها في إفريقيا، وهو ما يؤدي إلى تحقيق الانسجام في المواقف السياسية وتفعيل التعاون الاقتصادي وترقية التبادل العلمي والثقافي وإرساء الاستقرار والأمن والسلم في العالم.
وفي رسالته للمشاركين في ملتقى الجزائر الدولي “الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي”، أبرز رئيس الجمهورية أنّ مشروع المغيلي متعدد الجوانب انبنى على الوسطية في مواجهة الغلوّ والتطرف، كما تمكّن المغيلي من الاستثمار في البعد الإفريقي.
ونوّه رئيس الجمهورية بمآثر العلاّمة الإمام المغيلي الشخصية العلمية البارزة الذي ترك الكثير، ونهض بأدوار دعوية واجتماعية واقتصادية وسياسية خلال القرن الخامس عشر الميلادي في إفريقيا.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنّ المغيلي بعدما نهل من الشيخين الثعالبي والسنوسي، نشر تعاليم الإسلام في القارة السمراء على منوال ما قام به الشيخان التيجاني والأخضري في مالي والنيجر وغانا والتشاد وغيرها.
وتابع رئيس الجمهورية: “أسهم المغيلي في ازدهار الفقه والتصوف واللغة العربية، كما امتدّ المشروع الإصلاحي المتكامل للمغيلي إلى الحوكمة الراشدة، وكانت له آثار اقتصادية واجتماعية في سوق سيدي يوسف، على نحو ربط إقليم توات بكثير من الأقاليم والبلدان”.
تصحيح الأفكار
ركّز رئيس الملتقى، الحاج محمد حسوني، على أنّ نتاج المغيلي صُحِحت الكثير من الأفكار حول الإسلام، وبه تحقق الكثير من الاستقرار والأمان في القارة الإفريقية إبان عهده.
وأحال حسوني على أنّه قبل 38 سنة، قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بإقامة ملتقى حول فكر الإمام المغيلي وكان ذلك في ولاية أدرار عام 1984، وكان محفلاً نوعيًا شكّل سابقة في سماء الجزائر، مضيفًا إلى أنّ ملتقى 2022، يشهد حضور 80 حفيدًا وخمسمائة مشارك من كافة أرجاء المعمورة.
من جانبه، نوّه رئيس اللجنة العلمية للملتقى، د. أحمد جعفري إلى أنّ الإمام المغيلي المتصوّف الزاهد اللغوي الفذّ، الشاعر الملهم، المفسّر الفيلسوف المتكلّم المتبصر والسياسي المحنّك، برز بمكانتي العالم الموسوعي والفاتح العظيم، كما أسهم الإمام المغيلي في الحوكمة الراشدة لكثير من المجتمعات الإفريقية، وكان الرمز الموحّد والملهم المرشد للأفارقة، وترك حميد الآثار بها بفض الحوار الشامل الذي انتهجه.
وكشف د. جعفري عن تلقي إدارة الملتقى الدولي لما لا يقلّ عن تسعين مداخلة من 40 دولة عبر قارات العالم شملت ستة محاور:
- الإمام المغيلي …. السيرة والمسيرة
- التراث العلمي والمعرفي للإمام المغيلي
- البعد الإصلاحي التحرري في فكر المغيلي
- الامتداد الافريقي والعالمي للإمام المغيلي
- الحوكمة السياسية والرؤية الكونية لدى الإمام المغيلي
- مدرسة التصوف الجزائرية في منظور الإمام المغيلي
إلى ذلك، تطرّق الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني، عميد جامع الجزائر، إلى أهمية الملتقى الدولي حول فكر المغيلي، وتكامل المداخلات المطروحة، مثمّنًا كلمة رئيس الجمهورية وما تناولته من فكر وقيم الإمام العلاّمة.
وشهد افتتاح الملتقى، مداخلات عديدة لأحفاد الإمام من نيجيريا، في صورة الإمام شهيد صالح الذي استعاد بحنين مكانة الجزائر عبر التاريخ، وما قدمته في ملتقى 1984، كما توقف ممثل عن أحفاد الإمام المغيلي في الجزائر، د. أحمد صديق، إلى اهتمام الإمام المغيلي بفهم المعنى الوجودي للكينونة.