الجزائر

شان الجزائر.. المغرب وثقافة الابتزاز

لا يختلف اثنان، بأن المغرب له ثقافة الابتزاز السياسي، والذي ظهر جليا، مؤخرا في قضية “ماروك غايت”، وهذا الابتزاز امتد إلى الجامعة الملكية المغرببة التي يرأسها فوزي لقجع، الذي حاول ويحاول التأثير على القرارت السيادية الجزائرية، من خلال ربط مشاركة الفريق المحلي المغربي في البطولة الإفريقية للمحليين أو عدمها. ونفس المحاولة قام بها المشرفون على الرياضة في المغرب قبل بداية ألعاب البحر الأببض المتوسط التي احتضنتها وهران.

وبحسب المعلومات المتداولة عن مشاركة المغرب أو عدمها، فالمغرب متخوف من عقوبات الإقصاء، التي ستطال كل الفرق والمنتخبات المغربية، لمدة خمس سنوات، بموجب قوانين الفيفا والكاف.

ومن غير المستبعد أن نرى أجهزة الدعاية المغربية، تتطاول على الجزائر، ونحن على بعد أيام من تعيين البلد المنظم لكان 2025.

وللتذكير بالحرب الناعمة الشعواء، بنكهة كروية، التي يقودها نظام المخزن ضد الجزائر، من الضروري العودة إلى تتويج الجزائر المستحق بالتاج الإفريقي صاءفة 2019 بالقاهرة، في عز الحراك، الذي أراد أعداء الجزائر استغلاله لتحويل الدولة الجزائرية إلى ركام، حيث استطاعت كتيبة بلماضي رفع التحدي، ومعه رفع الراية الوطنية في سماء أرض الكنانة، محولة المؤامرة التي استهدفت أرض الشهداء إلى وحدة وطنية وشعبية لبناء جزائر جديدة، قوية، وسيدة أمرها وقراراتها.

وحاء تتويج الجزائر بأول كأس عربية تحت رعاية الفيفا بقطر، مساهما للترويج للقضية الفلسطينية، من خلال رفع مشجعي محاربي الصحراء للرايات الفلسطينية، وإهداءهم هذا التتويج لشهداء الضفة والقطاع، كضربة موجعة لمخططات الكيان الصهيوني والموالين له من مطبعين، وعلى رأسهم نظام المخزن

هذه التتويجات بالطبع، لم تكن ليسعد أعداء الجزائر، ومن بينهم التحالف الصهيومغربي، الذي راح يبدل قصارى جهده ومكائده، للإطاحة بمحاربي الصحراء، من خلال الكولسة، وتواطؤ أزلام العصابة من رياضيين، وصحفيين، ومسؤولين على مختلف المستويات، للحد من هذه الانتصارات، وزرع اليأس والشك في نفوس الحزائريين، حول قدرة كتيبة بلماضي، الملقب محليا ب”وزير السعادة”، تعبيرا عن الأمل والسعادة، اللاءي زرعهما في نفوس الشباب الجزاءري.

هاته المؤامرة بدأت خيوطها منذ بداية دور المجموعات، حيث أثر رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع، والموالين له من أعضاء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وبرمجت لقاءات المنتخب الجزائري مع خصومه في المجموعة، على ملاعب المغرب، بغية الإطاحة به، قبل الدخول في مواجهات السد واللقاءات الفاصلة.

وهنا يجب الإشارة، إلى أنه عكس المنتخب الجزائري، استفاد منتخب المغرب من لعب كافة لقاءاته مع خصومه، فوق أرضه.

وللتوضيح أكثر، نشير إلى أن الفريق المغربي الذي سافر أوائل سبتمبر 2021 إلى كوناكري، بغية لقاء الفريق المحلي ” Syli National”، كان مرفوقا بحسب معلومات استخباراتية، مع طاقم من جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد”، والذي يكون قد شارك في الانقلاب الذيىأطاح بالرئيس الغيني الأسبق “Alpha Condé” والذي كان قد فاز في قضيته أمام رجل الأعمال الفرنكواسراءيلي ” Beny Steinmetz”، قبل هذا اللقاء.

وكانت معلومات تداولت تدعيم طاقم التدريب السابق، الذي كان يقوده وحيد حليلوزيتش، الذي كان بدوره رافضا المشاركة في الحرب القذرة ضد الجزائر، التي تحصل معها على نتائج أكثر من جيدة في مونديال 2014 بالبرازيل.

وكان الإعلام المغربي والصهيوني، قد تحدث عن هذا الموضوع، من خلال التطبيع الرياضي بين نظام المخزن والكيان الصهيوني.

مخطط الإطاحة بكتيبة محاربي الصحراء، جاء للحد من انتصارات الجزائر الدبلوماسية، وللثأر من قراراتها الخاصة، المتمثلة في قطع العلاقات الدبلوماسية، وقطع تزويد المغرب بالغاز، من خلال أنبوب الغاز المغاربي، ومنع طائرات المغرب من التحليق فوق سماء أرض الشهداء، الرافضة لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، المحتل للأراضي العربية والفلسطينية.

وعلى هذا الأساس، تم رسم مخطط استهدف كتيبة بلماضي، لمنعها من بلوغ نهائيات المونديال القطري، لتفادي تكرار سيناريو رفع الرايات الفلسطينية أمام أعين العالم، كرسالة ترويجية لمأساة شعب تمتد إلى سنة 1947، سنة تقسيم فلسطين، وزرع هذا السرطان في جسد الأمة، الذي لا يزال ينخر الجسد العربي.

وتأتى لأعداء الجزائر بلوغ هذا الهدف، من خلال تآمر بعض مسؤولي الفيفا والكان، وتواطؤ فاضح لبعض عملاء الداخل، وعدم وعي بعض مسؤولي الكرة الجزائرية بالمخاطر التي تستهدف الجزائر.

ولم تكن مهزلة التحكيم في ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، سهرة 29 مارس 2022، إلا تحصيل حاصل.

ولتوضيح أكثر حول تأثير الحرب الناعمة المجسدة في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، يجب العودة إلى المخطط الذي أقدم عليه المخزن والموساد، وهو تجنيد مشجعين مغاربة، من خلال إغراءات وتحفيزات، قامت بها جمعيات وشخصيات مساندة للتطبيع بالمغرب، وأخرى مقيمة في فلسطين المحتلة، لرفع الأعلام الاسراءيلية أثناء لقاءات المغرب بالمونديال القطري.

ولكن ما حصل في اللقاءين الأولين للفريق المغربي، لم يكن في حسبان المطبعين، مما دفع قادة المخابرات المغربية، أي الحموشي والمنصوري، بمعية وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ( أحد المدافعين عن استراتيجية الليكود الاسرائيلي ورئيسه بنيامين نتنياهو، للتنقل إلى الدوحة، وإسداء تعليمات بمنع رفع العلم الفلسطيني.

واليوم ونحن على موعد مع بداية العرس الإفريقي شان 2022، وبغض النظر عن التصريحات التفاؤلية لبعض المسؤولين، حول قدرة الجزائر على تقديم أحسن صورة لهذه النسخة، بجب علينا عدم الاستهانة بالابتزاز الذي يمارسه جار السوء الغربي، الذي حاول ربط المشاركة في هذه الدورة، بالحصول على تنازلات سيادية للدولة الجزائرية، وهي السماح للطائرات المغربية باستخدام المجال الجوي الجزائري المغلق بالنسبة للطائرات المغربية.

مسؤولي المخزن من خلال بوقهم فوزي لقجع يدركون أنه من المستحيلات السبع، أن تقدم الجزائر السيدة، على تلبية هذا الطلب، كما فعلته في وقت سابق، مع الوفود المغربية المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي نظمتها الجزاءئر في صائفة 2022 بوهران.

وكمثال حي على تلاعبات المخزن، ملف ماروك غايت، والذي أثبت القضاء البلجيكي تورط المخزن في تقديم رشاوي لنواب أوروبيين، كوسيلة للضغط، للحصول على مكاسب جيوسياسية.

ولهذا يجب إعادة التحذير من تلاعبات المغرب والموالين له، في سد الطريق أمام الجزائر، للحصول على شرف تنظيم كان 2025، بعد سحبها من غينيا، حيث سيحاول اللوبي المغربي التأثير على أعشاء المكتب التنفيذي للكاف، من خلال الممولين الرئيسيين للكونفدرالية، وهما توتال إينرجي وأورونج متعامل الهاتف النقال، وللجزائريين ذكريات سيئة مع هؤلاء الممولين، اللذان كان وراء منح تنظيم كان 2017 للغابون عوض الجزائر، رغم التصريحات المطمئنة وفائقة التفاؤل، لوزير الرياضة الأسبق محمد تهمي، الذي لم يترك أي فرصة تمر، ليوهم الجزائريين بأن ملف الجزائر “ثقيل”. مثله مثل الوزير الحالي عبد الرزاق سبقاق، الذي يعطي الانطباع، بأنه لا يولي أية أهمية، للدور الرئيسي للكولسة إحدى اختصاصابت اللوبي المغربي المدعم صهيونيا.

ومن هذا المنبر، ندعو المشرفين على كرة القدم الجزائرية، من مسؤولين الوزارة المعنية والاتحادية، انتهاج استراتيجية ناجعة في مواجهة لوبي لقجع، الذي يكون قد ساوم على إبعاد الجزائر، باستعمال سبل ماروك غايت، للظفر بتنظيم كان 2025، قلنا انتهاج استراتيجية ناجعة، من خلال التقرب أكثر من الممولين الرئيسيين للكاف، وهما “توتال إنيرجي” و”أورونج”، الشركتين الفرنسيتين، اللتين لهما تأثير واضح على قرارات الكاف.

زكرياء حبيبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى