“الرجاء حاسي عامر”…الفائز في المهرجان الوطني للكرة الذهبية: نادي متألق وطنيا يطمح للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022
الكرة الحديدية و تسمى أيضا ب “لابوول” أو “بيتانك” باللغة الفرنسية وهي لعبة شعبية ورياضية قديمة انتشرت في دول شمال أفريقيا، كان يمارسها في غالب الأحيان كبار السن غير أنها باتت تلاقي مؤخرا رواجا لدى فئة الشباب.
وهي لعبة تنافسية تجمع بين التكتيك والتنسيق الحركي، يتم لعب الكرة الحديدية بإثنين أو أربعة أو ستة أشخاص في فريقين أو يمكن للاعبين التنافس كأفراد في اللعبة، في مباريات الفردي والزوجي كل لاعب لديه ثلاثة كرات، وفي الثلاثينات لديهم كرتين فقط. تأسست الاتحادية الجزائرية للكرة الحديدية سنة 1956 لكن الانطلاقة الرسمية كانت سنة 1964، هذه الرياضة معروفة في أغلب مناطق الوطن وعلى رأسها ولاية وهران حيث باتت مساحات عديدة للمدينة ملتقى لتجمع هواة لعب الكرة الحديدية من بينها بلدية حاسي بونيف والتي عرفت فيها هذه الرياضة منذ الاستقلال، ومؤخرا شهدت هذه المنطقة عدة تتويجات في بطولات ولائية وكذا وطنية على يد النادي الرياضي الهاوي “الرجاء حاسي عامر”.
سنة 2012 …كانت البداية
تأسس النادي الرياضي الهاوي الرجاء حاسي عامر للكرة الحديدية سنة 2012 ببلدية حاسي بونيف وكأي نادي حديث النشأة ليس من السهل تسييره ولكن بجهود القائمين عليه وبعض الممونين وباشتراكات المنخرطين تم ذلك، هذا النادي تأسس بمساعدة قدماء هذه الرياضة ومحبي الكرة الحديدية وعلى رأسهم رئيسه سريك مختار وكذا لاعبين كانوا ينشطون في نوادي مختلفة معروفة في هذه الرياضة وأبناء حاسي عامر الذين يعشقون لعبة الكرة الحديدية حيث بلغ عدد المنخرطين في النادي حوالي 60 لاعبا صنف الأكابر.
المرتبة الأولى في مهرجان تيارت للكرة الذهبية
نادي الرجاء حاسي عامر لعب عدة دورات وبطولات على المستوى الولائي والجهوي والوطني والتي كان أخرها المشاركة القوية للنادي في الطبعة الأولى للمهرجان الوطني للكرة الذهبية والذي اختتم يوم 19 فيفري 2021 بولاية تيارت حيث توج فريق النادي الرياضي الهاوي الرجاء حاسي عامر وممثل ولاية وهران بالكرة الذهبية والمرتبة الأولى على حساب 16 فريقا من مختلف نوادي ربوع الوطن وذلك بعد فوزه على فريق ولاية المسيلة في النهائي وذلك بمشاركة كل من اللاعبين سفيان خالدي، مصطفى دوار، جيلالي شحمي واللاعب حسين ميسوم الذين تألقوا في رمي هذه الكرة الثقيلة. المهرجان عرف عدة انطباعات ايجابية عن الفريق الممثل لعاصمة الغرب الجزائري وهران. كما يحمل سجل نادي الرجاء حاسي عامر عدة انتصارات من بينها الفوز بالمرتبة الأولى في أربع بطولات وطنية على حساب الجهات الأربعة للوطن (غرب، شرق، وسط، جنوب)، البطولة الأولى كانت بعد عام من تأسيس النادي سنة 2013 بولاية سيدي بلعباس لتليها البطولة الثانية سنة 2014 بولاية بجيجل وبعدها بطولة سنة 2015 والتي احتضنتها ولاية سعيدة ، كما فاز النادي سنة 2018 في بالبطولة الوطنية التي نظمت على مستوى ولاية المدية بالبرواقية وتمكن من إحراز المرتبة الأولى.
طموحات وأهداف
يوجد عدة أهداف وطموحات مسطرة لهذا النادي المتألق في “بيتانك”سواء على المدى القريب، المتوسط أو البعيد وعلى رأسها المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 والتي ستقام بعاصمة الغرب الجزائري الباهية وهران والتي يطمح النادي أن تكون له مشاركة في الفريق الوطني للكرة الحديدية ورفع الراية الوطنية في المحافل الدولية زيادة على سعي النادي للفوز بالكأس الوطني لسنة 2021. ومن بين أهداف النادي هي الاهتمام بفئة الشباب باعتبار أن معظم المنخرطين من فئة الشباب والعمل على دمج الفئات المقصاة في المجتمع من أجل إعطاءهم دفعة جديدة لهم وإبعادها عن أماكن الفساد وتجنيبهم العديد من الآفات الاجتماعية التي تأثر على شبابنا بالسلب، كذلك الاهتمام بالتكوين القاعدي والعمل على إنشاء مدرسة تكوين اللاعبين الشباب والبحث على المواهب والعمل على تزويد الفريق الوطني بلاعبين مميزين. كما يسعى رئيس النادي وأعضائه للتعريف بهذه الرياضة العالمية التي لم تعطى لها أهمية كبيرة بالرغم من تاريخها العريق. كذلك من بين طموحاتهم المسطرة العمل على تنظيم دورات وطنية في هذه الرياضة الحيوية ولما لا تنظيم دورات دولية والاستفادة من نشاط غير معتاد في أيام المنافسة مما يعود على الوطن بالنفع اجتماعيا واقتصاديا. كذلك المشاركة في المنافسات الجهوية والوطنية والدولية وتمثيل ولاية وهران أحسن تمثيل وتطبيق البرنامج السنوي المسطر عن طريق الرابطة المحلية في الفدرالية الجزائرية للكرة الحديدية.
فتح فرع للإناث والانتقال من الأحادية إلى التعدد
ومن بين أهم الطموحات التي يسعى إليها النادي هي دمج الفئة النسوية في هذه الرياضة العالمية وتشكيل فريق نسوي يمثل ولاية وهران كغيره من الولايات الأخرى كـ: فريق ولاية تيزي وزو و الجزائر العاصمة، عنابة ومنطقة الجنوب، وعلى هذا الأساس يدعو نادي الرجاء حاسي عامر إلى تشجيع الشابات إلى الانخراط في مثل هذه النوادي للنهوض برياضة الكرة الحديدية التي تعرف نقصا من الجهة النسوية خصوصا في ولاية وهران والمناطق الغربية. كما يطمح النادي في القريب العاجل من الانتقال من أحادية الرياضة إلى تعدد الرياضات وفتح فروع في النادي کإنشاء مدرسة لكرة القدم لتأهيل فئة الأصاغر وحتى الشباب وتشكيل فرق قادرة أن يسطع في كرة القدم الجزائرية ولما لا الدولية ومستقبلا إنشاء فروع في الرياضات الأخرى. كانت هذه بعض الأهداف المسطرة في انتظار التجسيد الحقيقي في الميدان الذي يحدد تظافر الجهود من كل الأطراف الفاعلة من القائمين على النادي إلى الجهات الوصية.
سيريك مختار، رئيس النادي:
“هدفنا إيصال سفيان خالدي للمنتخب الوطني”
وفي لقاء لجريدة “الشباب الجزائري” مع رئيس النادي “سيريك مختار” الذي تقدم بالشكر لطاقم الجريدة على حسن الاستضافة بحضور أيضا رئيس الرابطة الولائية لولاية وهران السيد “ريدال محمد” والتي تضم تحت طياتها 22 ناديا، كما حضر كلا من اللاعبين “جيلالي شحمي” و” مصطفى دوار”. فيما يخص النادي فكرة إنشاء النادي الرياضي الهاوي الرجاء حاسي عامر كانت بمبادرة العديد من اللاعبين ومحبي لعبة الكرة الحديدية حتى يستطيعوا ممارستها في إطار ممنهج وبطريقة احترافية أكثر وليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم في إعادة إحياء هذه الرياضة القديمة و كانت بدايته صعبة في إيجاد أعضاء مؤسسين وعدة صعوبات أخرى ولكننا تغلبنا عن بعضها واستطعنا تأسيس النادي الذي أصبح معروفا على المستوى الوطني وطموحي شخصيا أنا كرئيس للنادي هو أن أرى اللاعب سفيان خالدي في المنتخب الوطني و أن يشارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 ويشرف ولاية وهران خاصة والجزائر عامة. كما أتمنى أن يكون هناك دفعة لدمج الفئة النسوية في هذه الرياضة العالمية والمعروفة منذ القدم. مضيفا أنه يوجد عدة أهداف نريد تحقيقها من بينها، الاهتمام بفئة الشباب بحيث أن معظم المنخرطين من فئة الشباب والعمل على دمجهم في المجتمع من أجل إعطاء دفعة جديدة لهم، كذلك الاهتمام بالتكوين القاعدي و العمل على إنشاء مدرسة تكوين للاعبين الشباب و البحث على المواهب و ربما العمل على تزويد الفريق الوطني بلاعبين مميزين، كما يسعى النادي وأعضائه للتعريف بهذه الرياضة العالمية التي لم تعطي لها أهمية كبيرة بالرغم من تاريخها العريق وبالخصوص النوادي التي تعمل بجد لبلوغ نتائج مشرفة وعلى سبيل المثال نادي الرجاء حاسي عامر والذي بالرغم من البطولات والتتويجات والنتائج المميزة إلا أن النادي لم يحض بأي اهتمام يذكر أو مساعدات سواء مادية أو معنوية للاعبين ومساعدتهم على المشاكل والعقبات التي يواجهونها للوصول إلى طموحاتهم وسط وتموين شبه منعدم للنادي والإعانات نظرا لحجم المنافسات التي خضناها والتي نشارك فيها خارج الديار بمجهودنا الخاص، و أتمنى أن يكون لهذه الرياضة دعم كافي من أجل تطويرها وتحقيق الطموحات مستقبلا“ وبالمناسبة أشكر مديرية الشباب والرياضة لولاية وهران على الدعم المقدم لإنجاز ملعب مغلق على مستوى الولاية لتمكين الشباب من ولوج عالم هذه الرياضة في أحسن الظروف ، ويوجد بعض الوسائل الأساسية لتحقيق الأهداف المسطرة أولها أن النادي بحاجة لبناء مقر معين أو على الأقل ملعب مجهز خاص به من أجل التكوين القاعدي لفئة الأصاغر والأشبال وتزويدهم ببدلات رياضية مع تدعيم النادي بكرات اللعب نظرا لغلاء أسعارها في الأسواق. وفي الأخيرة أجمع كل من رئيس الرابطة ورئيس النادي واللاعبين على كلمة شكر لكل من قدم الدعم والمساعدة لهذه اللعبة المعروفة بـ “رياضة الفقراء” مؤكدين أن النتائج التي حققها النادي كانت بفضل تضافر جهود القائمين عليه ومحبي هذه الرياضة وأن طموحاتهم في بلوغ أحسن المراكز وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية لن ولم يتوقف.
من إعداد/ بوريشة نادية