المحتل الفرنسي باشر سياسة القمع و التعذيب منذ أن وطأت أقدامه الجزائر
أكد مشاركون في لقاء نظم يوم الخميس بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس أن المحتل الفرنسي إستعمل و وظف طيلة 132 من الاحتلال كل وسائل البطش و التعذيب ضد الجزائريين منذ أن وطأت أقدامه الجزائر سعيا لتحقيق حلمه في إنشاء “جزائر فرنسية”.
و قال كل من الأستاذ الجامعي, نسيم حسبلاوي, مختص في تاريخ الثورة, و المجاهدين رابح ظريف و محمد بن زرقة, خلال فعالية إحياء يوم الشهيد المصادف ل 18 فبراير, أن المحتل الفرنسي بدأ في تنفيذ سياسته القمعية الممنهجة ضد الجزائريين لحظة دخوله الجزائر.
و أوضح المتدخلون أن أسلوب القمع العسكري و الأمني الذي تبنته الإدارة الفرنسية المحتلة كان موجها للقضاء على الثورات الشعبية التحريرية التي قامت ضده منذ الوهلة الأولى و استمرت إلى غاية الاستقلال.
و أشار أستاذ التاريخ بجامعة البويرة, حسبلاوي نسيم, إلى أن المحتل الفرنسي من سنة 1830 و إلى غاية سنة 1962, أباد خمسة أجيال من الجزائريين.
و استدل المؤرخ حسبلاوي على ذلك بالقول أن “فرنسا عندما احتلت الجزائر كان عدد سكانها يبلغ 10 ملايين نسمة وعندما غادرتها تركت نفس العدد من السكان”, و هذا يؤكد حسبه, “حجم الإبادة التي تعرض لها الشعب الجزائري”.
و أضاف أن فرنسا “منذ وطأت قدماها الأرض الجزائرية عملت و خططت لإبقاء الجزائر فرنسية مستعملة في ذلك كل وسائل الإكراه و القتل و الإبادة الجماعية للسكان إلا أنهم لم يستسلموا للأمر الواقع, بل سعوا و ثاروا لاسترجاع السيادة الوطنية منذ الفترات الأولى لبداية الإحتلال من خلال الثورات الشعبية و ما تبعها من مقاومات إلى غاية الإستقلال”.
للاشارة, تضمنت التظاهرة التي نظمت بكلية التكنولوجيا بالتنسيق مع رئاسة الجامعة و مديرية المجاهدين و نوادي طلابية, تدخلات حول مغزى يوم الشهيد متبوعة بندوة تاريخية بعنوان “دم الشهيد يضيئ درب الإستقلال”, ثم سرد شهادات حية لمجموعة من المجاهدين و أبناء الشهداء حول الموضوع.
و عرض بالمناسبة شريط مصور حول معركة وادي أهلال بضواحي بلدية بغلية (شرق بومرداس) من إنتاج مديرية المجاهدين وذوي الحقوق, تبعه عرض مسرحي بعنوان “العقيد سي على خوجة” وعرض لصور فوتوغرافية خاصة بشهداء المنطقة. وأعطيت بنفس المناسبة إشارة انطلاق معرض ببهو الكلية للكتب و المقالات و للأبحاث التاريخية.
و وزعت خلال التظاهرة مطويات حول أبرز المعارك و شهداء المنطقة ونظمت مسابقات فكرية و ثقافية وعلمية و أخرى حول مسابقة أحسن صورة خاصة بالشهداء و أمسية شعرية خاصة بالذكرى إلى جانب نشاطات رياضية ومقابلة في كرة اليد في إطار البطولة الوطنية الجامعية.