احتفاء باليوم الوطني للشهيد: ندوة تاريخية بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران
نظمت المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران مساء الخميس ندوة تاريخية احتفاء بالذكرى الـ34 ليوم الشهيد الموافق للـ18 فيفري بحضور عدد من الضباط و المجاهدين أساتذة جامعيين و مدير متحف المجاهد.
و في كلمة له بالمناسبة أكد قائد المجموعة العقيد شاوش رابح أن اللقاء يعد سانحة طيبة للوقوف بإجلال أمام التضحيات الجسام للشهداء الأبرار و المجاهدين الأخيار الذين ضحوا بالنفس و النفيس في سبيل أن تحيى الجزائر حرة مستقلة.
مشيرا إلى أن هذا اليوم وقفة لتذكر مآثر الشهداء الذين قدمتهم الجزائر عبر مسيرة التحرر و كان الثمن غال مع تفجير ثورة نوفمبر المجيدة أين التف الشعب مع جبهة التحرير الوطني فكانت المقاومات محطة للتضحية بالنفس من اجل التركيز على أن الشعب الجزائري قد رسم بمسيرته طريقا للحرية. هذا و أضاف العقيد أن الرسالة المقدسة التي توارثناها عن الأبطال تعد أمانة ثقيلة تتطلب رص الصفوف و التوجه نحو المستقبل الذي يجعل من تلاحم الشعب قوة موحدة قادرة على كسب الرهانات بالقيم النبيلة و المثل العليا التي كرسها نظام الشعب على مر السنين و العصور . و في ذات السياق نوه السيد بلحاج أستاذ بجامعة وهران في محاضرته برمزية هذا اليوم التاريخي الذي اعتبره كشجرة تغطى غابة باعتباره يوم رمزي لتضحيات الشعب في سبيل الحرية والشموخ عبر محطات كثيرة قبل حتى الاحتلال الفرنسي مشيرا إلى أن الجزائر معروفة بأنها ولادة للشهداء ولأجيال من المقاومين الرافضين للخضوع و الركوع بدءا من هجومات البرتغال و الإسبان على شمال المغرب العربي. و قد عرفت مدينة وهران سقوط آلاف الشهداء كما عرفت الاحتلال لمدة طويلة قاربت ثلاث قرون . و من الشهداء الرمزين بولاية وهران الشهيد ” شعبان زناقي” و كان باي الغرب الجزائري و أتى لتحرير مدينة وهران أين وقعت معركة كبيرة بحي العثمانية ” مرافال سابقا” انتهت باستشهاده و لا يزال قبره منسيا إلى يومنا هذا و المتواجد بالنسيج العمراني بوهران. كما تعد مدينة وهران المدينة الأكثر تحصينا من خلال العدد الكبير للحصون و الأسوار ، الأبراج و حتى الممرات بينها و هو ما جعل تحرير المدينة صعب. و في جويلية 1791 سقط عدد كبير من الشهداء بوهران نتيجة قصف مدفعي اسباني و كان هؤلاء قادمون من منطقة الظهرة بمستغانم و تم دفنهم بمقبرة الشهداء بحي سيدي البشير” plateau saint Michel . و التي طمسها الاستعمار الفرنسي استبدلها بمقبرة الملح المواجهة لمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. و قد عرفت وهران سقوط استشهاد أول طالب جزائري ” زدور ابراهيم بلقاسم” ابن العالم الجليل طيب مهاجي. كما استذكر كافة الحقبات التاريخية التي شهدتها الجزائر عامة ووهران خاصة. و عن معركة الذاكرة كشف ذات المتحدث أن هذه الأخيرة حاضرة بقوة و هذا ما تعكسه رئاسة الجمهورية بعدما عينت لجنة خماسية من المؤرخين للاهتمام بهذا الملف خاصة ما تعلق بقضية الاستعمار الفرنسي و هو ما يجعل الحديث – حسبه- عن صناعة المواطنة التي تنطلق من عدة روافد على غرار المدرسة و التاريخ و دولة القانون.
زيدان.ن