أخبار محلية

استطاعت أن تتحدى الزمن رغم تقدمها في السن.. خالتي يمينة تنافس الرجال وتختار الصيد مصدرا لدخلها اليومي

توحي تقاسيم وجهها بعزة وكرامة الجزائرية التي لا تهزمها الظروف ولا تهزها الأزمات تجاعيد التي تحفر وجنتيها تحكي كل واحدة منها حكاية امرأة استطاعت أن تتحدى الزمن، رغم تقدمها في السن.

اختارت السيدة بن دادة يمينة البحر موردا لرزقها ورزق أبناءها الثلاث، وبعد وفاة زوجها اضطرتها الظروف الحياة الصعبة أن تعانق أمواج البحث بشاطئ تارقة بعين تموشنت وان تعيل عائلتها.   وفي دردشة خفيفة مع خالتي يمينة او كما يحلو للبعض تسميتها ” بالرايسة” يمينة البالغة من العمر 60 سنة، وهي تخيط شباك الصيد ، أنها ورثت هذه الحرفة عن زوجها الذي انتقل الى الرفيق الأعلى، وقد كسرت القاعدة “الصيد مهنة الرجال” منذ 20 سنة، واختارت هذه الحرفة مكسبا حلال لها، و ككل صباح تستقل مركبها الصغير رفقة ابنها قاسم ويرمون الشباك، وبعناد تقارع الامواج العاتية وتنتظر ما ستجود به هذه الشباك، وتضيف السيدة بن دادة ان البحر مزاجي مرات يكون الإنزال وفير ومرات اخرى يغدر بها، كما تعتبر البحر سندها بعد الله تعالى في الحياة ومصدر دخلها وحاضنا لحزنها بعد وفاة شريك حياتها.  وعن اصعب موقف تعرضت له ولا زال محفور في ذكرتها، يوم وجدت في عرض البحر، امراة تتقاذفها الامواج وهي في حالة متقدمة من التعفن، والمرجح انها كانت في مغامرة الهجرة الغير شرعية “الحرقة” نحو الضفة الاخرى، في رحلة مجهولة كلفتها حياتها، هذه الصورة خلفت لخالتي يمينة الكثير من الحزن والاسى، كما دعت الشباب الى التعقل فرحلة عبر قوارب الموت محفوفة المخاطر، فبدلا من دفع امولا طائلة من أجل الهروب، وجب استثمارها في انشاء مشاريع صغيرة تدر لهم دخلا جيدا.  أما عن المشاكل التي تتخبط فيها خالتي يمينة صرحت المتحدثة ان هذه الحرفة أصبحت مملة بسبب الفوضى والمتاعب الكبيرة التي تلاحقهم، فعدى هيمنة السفن الكبرى على الصيد لامتلاكها احدث التقنيات، كذلك غياب السمك بين الحين والاخر، واصبح قليلا مقارنة بالسنوات السابقة، وهو الامر الذي جعل العديد من الصيادين يعتزلون نهائيا هذه المهنة، بالاضافة الى الاضطربات الجوية التي تحيلها رفقة المئات من الصيادين الى البطالة ما يجبرهم على ارساء قواربهم جانبا وانتظار استقرار البحر بفارغ الصبر، حيث يعانون الامرين في هذه الفترة .  هذا ورفعت السيدة بن دادة يامينة نداء استغاثة للجهات الوصية تحسين ظروف عملها، وتقديم لها المساعدة من اجل تأمينها اجتماعيا، خاصة وانها تعاني من امراض مزمنة ارهقت كاهلها، ولم تعد تقوى على الصيد كما كانت سابقا.

ب.ي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى