الفنان منصف قيطا يعرض مجموعته الفنية الجديدة برواق باب الزوار
قدم الفنان التشكيلي منصف قيطا, اليوم السبت برواق الفن “الزوآرت”, مجموعته الفنية الجديدة بعنوان “إيفانيسونس” (الرجوع إلى الحياة) والتي لخصت عمله خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
واختار الفنان منصف قيطا (من مواليد عنابة 1945), عرض 21 لوحة تشكيلية برواق “الزوآرت” بباب الزوار, ليوقع عودته الى الواجهة الفنية بعد ثلاثة سنوات من العمل والتأمل في ماهية مجموعته الجديدة التي اختار لها عنوان “الرجوع الى الحياة” للدلالة على “قدرة الفن في استرجاع الاشياء التي قد يظنها الجميع مفقودة ولكنها تعود الى الظهور بفضل التعبير التشكيلي”, حسب وصفه.
وبتقنية الرسم الزيتي الممزوج مع عناصر طبيعية و اخرى اصطناعية مثل التراب والألوان التي تفرزها بعض الخضر والفواكه وحتى الإسمنت, يستخرج الفنان ألوان لوحاته التي تدرجت بين الترابي و الدافئ والتي يبدو أنها عكست البعد الإفريقي والمتوسطي للجزائر.
وجالت ريشة الفنان بين مواضيع ذات صلة بالمدينة و الإنسان وتحديدا الطفل والمرأة والمناظر الطبيعية المحيطة بهم, إذ يسهل على المتلقي فك شفرة اللوحات من الوهلة الاولى بفضل تفاصيل يحرص الفنان على وضعها كعلامات واضحة قبل أن ينغمس في تفاصيل اخرى تجريدية متداخلة قابلة للتأويل وتفتح أفق التفكير في ماهية اللوحة.
وتختفي وراء الخطوط والخدوش التي يحدثها سكين الرسم, حساسية فنية كبيرة لهذا التشكيلي الذي يبدو أنه مشغول بالمسألة الثقافية والتاريخية, بحيث يستعين برموز أمازيغية نجدها في الوشم وزركشات الفخار والزرابي علاوة عن اشكال تحيل إلى النقوش القديمة في الطاسيلي.
وينظر السيد قيطا, بصفته فنانا عصاميا جرب النحت والتشكيل وكتابة الشعر في آن واحد, الى الحياة على انها تركيبة لا متناهية من الأشكال والإشارات التي تختفي وتعود بطرق مختلفة, لهذا نجده يصبغ لوحاته بالألوان وقصاصات الجرائد والروايات كما لا يخفى على المشاهد اكتشاف تأثره بالفنان الكبير إسياخم خاصة في لوحة “العازفة” و “الأخوات الثلاثة” و”المنفيون”.
يذكر أن معرض “الرجوع الى الحياة” متواصل الى غاية 8 يونيو المقبل.