وزيرة الثقافة الأسبق “شرابي” تعود إلى مقاعد الجامعةأطروحة دكتوراه تدعو إلى..”تنوير الجيل الصاعد بخطاب الذاكرة الوطنية أولى مستويات الوعي الجمعي”
شهدت كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3 الأحد مناقشة الباحثة حفيظة بوخاري أطروحة “دكتوراه علوم” في علوم الإعلام والاتصال بعنوان: “أسس بناء الخطاب التلفزيوني الجزائري الموجّه للطفل وعلاقته بالسياق السوسيو ثقافي وسيكولوجية المتلقي” أين سلطت الباحثة الضوء على مضمون السلسلة الكارتونية «الجزائر تاريخ وحضارة» للمخرج الطيب شريف صديق الذي بث على مدار السنوات الأخيرة عبر شاشات التلفزيون العمومي والخاص، فيما شملت الدراسة أيضا سبر آراء عينة من التلاميذ بالطور المتوسط .
وزيرة الثقافة الأسبق” نادية شرابي” تدعو للاهتمام بالانتاج التلفزيوني الموجه للطفل
أطوار المناقشة شهدت عودة وزيرة الثقافة الأسبق” نادية شرابي” إلى مقاعد الجامعة من خلال الإشراف على الأطروحة، أين دعت إلى الاهتمام أكثر بالإنتاجات التلفزيونية المحلية الموجهة للطفل، خاصة الكارتونية منها التي ترافع لصالح الذاكرة الوطنية وخطاب الهوية، ويذكر أن “شرابي” ذات الباع الطويل في مجال الإنتاج السينمائي على غرار البرامج الموجة للطفل وأبرزها برنامج” ساهلة ماهلة “
الأستاذ ” يوسف تمار” .. سرد الأحداث وتجسيد الرموز والأبطال في الأفلام الكارتونية بحاجة إلى تمحيص
فيما أشار البروفسور يوسف تمار المتخصص في مجال تحليل المضمون الإعلامي والذي ترأس لجنة المناقشة إلى أن الانتقال من النص التاريخي إلى بناء الصورة السمعية البصرية وخاصة المشهد الكارتوني بحاجة إلى تمحيص من طرف المنتجين والمختصين بهذا المجال، يذكر أنه تحدث أيضا عن الأطر المرجعية التي تتحكم في عملية تجسيد الشخصيات الكارتونية من حيث الشكل والمضمون على حد سواء ، منوها في ذات الصدد بما قدمته الباحثة من تزواج بين تحليل المضمون وسبر الآراء الميداني كعمل أكاديمي يستحق الإشادة ويعكس البحث الجاد في مجال إعلام الطفل.
الأستاذة “راضية حميدة ” هناك منافسة شرسة للقنوات العربية والأجنبية التي تستهدف الطفل
ومن جهتها نوهت البروفسور حميدة راضية بالمدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال بأهمية الدراسة، كونها تركز على المضمون المحلي وتشجع عليه، في ظل المنافسة الشرسة للقنوات العربية والأجنبية التي تتربع على سلم المشاهدة لدى الأطفال بالجزائر، معتبرة كذلك أن التلفزيون تحول اليوم إلى وسيط ناقل لمضامين شبكة الانترنت تزاحم التلفزيون كمصادر ترفيهية يتجه لها الطفل، علاوة على باقي القنوات العامة أو حتى المتخصصة التي تبث برامج وأفلام تتطرق في غالب الأحيان إلى الأطفال كجزء من الإنتاج التلفزيوني .
الأستاذة “جواهرة سعاد” ..هناك إجحاف في حق فئة الأطفال كمشاهدين للقنوات التلفزيونية الجزائرية
فيما رأت جواهرة سعاد الأستاذة بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر في خضم مناقشة أطروحة الدكتوراه للباحثة بوخاري ، أن هناك إجحاف في حق فئة الأطفال كمشاهدين للقنوات التلفزيونية الجزائرية نظرا لإفتقادها إلى المضمون المحلي الخاص بهم ، مشيرة إلى أن الطفل إنتقل إلى مختلف شبكات التواصل للبحث عن المحتوى الذي يناسبه من أفلام وسلاسل كارتونية بعيدا عن صفة التزامنية ، وهو ما يدعو إلى مسايرة هذا التطور التكنولوجي خدمة للمجتمع وتلبية لرغبات هذه الفئة العمرية.
ومن جهتها ثمنت بن مكي فطومة الأستاذة بكلية علوم الإعلام والاتصال الجهد المبذول في هذه الدراسة معتبرة أن الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بإعلام الطفل مهمة لما تضفيه من إضاءات لهذا المجال ، سيما القيم التي تترسخ لدى هذه الفئة وهي في مرحلة النمو وتكوين الشخصية .
الباحثة “بوخاري”..لتعزيز الذاكرة الوطنية.. الإنتاج التلفزيوني الموجه للطفل بالجزائر بحاجة إلى تجديد”
وخلصت الباحثة حفيظة بوخاري إلى أن الإنتاج التلفزيوني الموجه للطفل بحاجة إلى تجديد بما يعزز الإهتمام بتاريخ الجزائر والذاكرة الوطنية ،سيما وان تاريخ البلاد حافل بعديد المحطات والبطولات التي ظلت ولا تزال معلما من خلال النضال المستمر والمتجدد وبما يعكس طبيعة الشعب الجزائري الحر المناهض للاستعمار، إنطلاقا من مقومات الثقافة الجزائرية
الباحثة “بوخاري”.. في ظل” الثقافة الطافحة.. إعادة هيكلة منظومة الإعلام الموجه للطفل ضرورة
وشددت الباحثة بوخاري على أن”التجديد” في معالـجة الأحداث التاريـخية دراميا أمر ضروري بما يتجاوز حرفية النص التاريخي و”التنميط” وصولا إلى تكريس مفهوم البطل المحلي، كاستمرارية لأمجاد مضت وأن ما نحتاج إليه فعلا هو إعادة بناء وهيكلة منظومة إعلامية للطفل الجزائري في ظل” الثقافة الطافحة ” التي تمده بمواد ثقافية لهوية ترفيهية.
مع الذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية ..المضامين الجزائرية أصبحت إلزامية
فيما أجمع الأستاذة على هامش المناقشة إلى أن التسارع التكنولوجي اليوم يدفع بالمنتجين في مجال السمعي البصري و بالباحثين على حد السواء إلى مسايرته ، فإنتاج البرامج الكارتونية الهادفة ببعدها الوطني أصبح لزاما، خاصة مع منصات التواصل الاجتماعي و بروز الذكاء الإصطناعي كفاعل جديد .