المسيلة/عيد الأضحى: سوق الصناعات التقليدية ببوسعادة وجهة الباحثين عن “السكين البوسعادي”
يصبح سوق الصناعات التقليدية في بوسعادة بولاية المسيلة مع اقتراب كل عيد أضحى “الوجهة المفضلة” للراغبين في اقتناء “السكين البوسعادي” المعروف بحدته و متانته.
ويشهد السوق حركية كبيرة أياما قبل عيد الأضحى المبارك حيث يقصده عدد كبير من المواطنين بحثا عن السكين البوسعادي المعروف بخصائصه التي تميزه عن باقي أنواع السكاكين بداية من حدته التي تسهل عملية نحر و سلخ الأضحية و متانته و زخارفه الجميلة التي بقي محافظا عليها منذ القدم، و أيضا مقبضه المصنوع من أجود أنواع الخشب الذي يعود أصله عادة إلى شجرة البلوط.
وتتراوح أسعار السكين البوسعادي, حسب حرفيين بذات السوق, ما بين 3.000 دج إلى 20.000 دج و ذلك حسب جودة السكين و المادة التي صنع منها، كما يتحدد ثمنه بالاعتماد على الزخارف التي تزين السكين بعد الانتهاء من صناعته و ذلك حسب طلب الزبون.
ويزاول أكثر من 30 حرفيا نشاطهم في هذا السوق, حيث يمتهن الكثير منهم حرفة صنع و بيع السكين البوسعادي التي لا تزال صامدة رغم مرور الزمن و ذلك بالنظر لما تحمله هذه الأداة من رمزية بالمنطقة، حسب ذات الحرفيين الذين أبرزوا بأن “السكين البوسعادي يمثل رمزا للرجولة والقوة بالنسبة لسكان المدينة”.
وفي تصريح ل/وأج أوضح خليل بن بوذينة, و هو صاحب ورشة خاصة لصنع السكين و السيف العربي بدار الصناعة التقليدية الواقعة ببوسعادة, بأنه “يحرص على عرض منتوجه من السكاكين و السيوف الذي ورث طريقة صناعته أبا عن جد بمحل يملكه بسوق الصناعات التقليدية”, مبرزا أن “اهتمامه بهذه الحرفة لم يكن وليد اليوم بل منذ الصغر”.
كما تطرق إلى أهمية هذا الإرث المادي بالنسبة للمنطقة التي لا تزال عديد العائلات بها تحافظ على حرفة صناعة السكين البوسعادي و تتوارثها عبر الأجيال, مفيدا بأن “التخلي عن ممارسة هذه الحرفة قد يعرضها إلى الزوال”.
فيما أوضح الحرفي الشاب عمار توامة بأنه “نشأ وسط عائلة تمارس هذه الحرفة و لطالما رافق والده في ورشته المتواجدة بسوق الصناعات التقليدية، و قد وجد بعد أن كبر في ذات السوق ملجأ لممارسة نشاط بيع السكاكين البوسعادية, حيث يملك مجموعة خاصة من ذات السكاكين صنعت قبل عقود يعرضها للبيع.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ إعادة ترميم سوق الصناعات التقليدية ببوسعادة سنة 2009، أصبح قبلة للسياح و زوار ذات المدينة لما يزخر به من موروث ثقافي يعبر عن تاريخ المنطقة و هو ما يعكس جهود الدولة لدعم الحرفيين و الصناعات التقليدية نظرا لأهميتها من الجانب الاقتصادي, من جهة, و في تشجيع السياحة الداخلية من جهة أخرى.