يد الجزائر الممدودة الصادقة للشعب المغربي
رفض السلطات المغربية قبول المساعدات الإنسانية التي تقدمت بها الجزائر للشعب المغربي الشقيق، فضح أكاذيب نظام المخزن الإقطاعي أمام المجتمع الدولي، وفي المقام الأول أمام الشعب المغربي الذي فجعه الزلزال المدمر وترك لحاله في مواجهة هذه المأساة.
وفاءً لتقاليدها كبلد يحمل قيم حسن الجوار الأصيلة، المتجذرة في الحمض النووي لبلد الشهداء، قدمت الجزائر مساعداتها الإنسانية، وفتحت مجالها الجوي أمام طائرات نقل المساعدات من بلدان أخرى، تضامنا مع شعب نتقاسم معه الفرح والمعاناة وليس نظاما إقطاعيا توسعيا الذي أثبت وجسد كراهيته للجزائر بالتحالف مع العدو الصهيوني.
أما اليد الممدودة لمحمد السادس، التي نطق بها مرتين، تبين أنها مجرد وهم ومناورة بهدف خداع شعبه والمجتمع الدولي.
اليوم، لقد أظهرت الجزائر للعالم أجمع أن مبادئ تأسيس الدولة الوطنية الجزائر، دولة ذات سيادة بالمعنى الحقيقي للكلمة، ليست كلمة فارغة، ويدها الحقيقية الممدودة إلى الشعب المغربي لم تكن يوما سجلا تجاريا سياسيا أو دبلوماسيا.
علاوة على ذلك، وفي الوقت الذي لوحظ فيه غياب “أمير المؤمنين” لعدة ساعات بعد وقوع الزلزال، قدمت الجزائر تعازيها للشعب المغربي وأكدت لأسر الضحايا تعاطفها التام.
وهي المبادرة التي لم يتجرأ حتى محمد السادس على القيام بها، حيث أعلن ببساطة الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتغافل عن تقديم تعازيه لأسر الضحايا ورفض إعلان المناطق المتضررة من الزلزال مناطق منكوبة.
في الختام، هذه الكارثة، وإن كانت مؤلمة، تؤكد أن الجزائر لا تزال تجسد قيم حسن الجوار والتضامن الإنساني، في حين يواصل النظام الإقطاعي المخزني ممارسة سياسة النعامة والعدوان تجاه جيرانه.
زكرياء حبيبي