بسبب طريقة تعامل الحكومة مع تبعات الزلزال…شعب المغرب يشعر بالخيانة من نظام المخزن
قال رجل فقد والديه في زلزال المغرب إنه يشعر وكأنه تعرض للخيانة بسبب طريقة تعامل الحكومة مع تبعات الكارثة بعد أن استغرق وصول آلات الحفر أربعة أيام لبلدة تلات نيعقوب النائية, حيث دُفن والداه تحت أنقاض منزلهما المنهار المؤلف من أربعة طوابق.
وظل جمال الرباكي يبحث عن والديه بين الأنقاض بيديه العاريتين، بمساعدة شقيقه وعمه وجيرانه، على أمل أن يجدهما على قيد الحياة، بينما كانت طائرات الهليكوبتر العسكرية تحلق فوق قرية تلات نيعقوب في جبال الأطلس الكبير.
وقال لرويترز في مكان الحادث “انتظرنا المساعدة… مات الناس تحت الأنقاض ولم تصل المساعدة”, وقال الرباكي إنه لا يستطيع أن يفهم لماذا استغرق وصول المساعدات الحكومية وقتا طويلا إلى البلدة أو لماذا لم يتم قبول بعض عروض المساعدة الأجنبية بعد بينما يعاني كثيرون في منطقة الزلزال.
وقال “هذه خيانة.. منتهى الخيانة”، مضيفا أن الناس ما زالوا محاصرين تحت المباني المدّمرة في بعض المناطق.
وقال التلفزيون الرسمي إن الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة الفارط ، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.
وكثيرا ما عبر القرويون في المناطق الجبلية التي تعّرضت للدمار عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من الدولة.
ويقود الجيش المغربي جهود الإنقاذ ويوجد أفراد من الجيش وموظفو الإغاثة في تلات نيعقوب منذ أيام. وقال الجيش إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الطعام والخيام والبطانيات، بينما قالت الحكومة إنها تبذل كل الجهود الممكنة ميدانيا.
لكن المنطقة المنكوبة بالزلزال مترامية الأطراف ووعرة ومعزولة. وقد أغلقت بعض الطرق بسبب الانهيارات الأرضية، مما جعل الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررا غير ممكن إلا باستخدام طائرات الهليكوبتر.
وتحدث سكان قرى مجاورة عن قصص مشابهة لقصة الرباكي، وقالوا إنهم بحثوا بأنفسهم عن ذويهم وانتشلوا الناجين ودفنوا موتاهم دون أي مساعدة حكومية.
يقول كثير من الأشخاص في القرى المجاورة إنهم يعيشون على تبرعات الجمعيات الخيرية المحلية ولم يتلقوا سوى القليل من المساعدة أو لا يتلقون أي مساعدة من السلطات المركزية.
وقال الرباكي “الذين من المفترض أن يساعدوا الناس لا يهتمون”. وأضاف أن معظم الناس في تلات نيعقوب شعروا وكأن السلطات لا تكترث بهم. وقال “هذا يغرس سكينا في قلبك مباشرة.نحن نحب المغرب. هذا بلدنا، وهذا ترابنا”.
وعندما وقع الزلزال، كان الرباكي في مراكش، المدينة التاريخية التي تبعد 72 كيلومترا عن مركز الزلزال.
واستغرقت الرحلة التي تبلغ مسافتها نحو 100 كيلومتر من هناك إلى تلات نيعقوب 12 ساعة.
وقال إن جهوده اليائسة والمتكررة للاتصال بوالديه عبر الهاتف باءت بالفشل بينما كان ينتظر إزالة الركام من طريق تيزي نتاست الذي يربط مسقط رأسه بمراكش.