الجزائر

رئيس الجمهورية يدعو إلى دمج مفاهيم المؤسسات الناشئة والابتكار

دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون اليوم الثلاثاء في كلمة بمناسبة افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالجزائر العاصمة، تلاها نيابة عنه الوزير الأول، نذير العرباوي، رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الأفارقة المشاركين في المؤتمر إلى تنسيق جهودهم من أجل دمج مفاهيم المؤسسات الناشئة والابتكار وريادة الأعمال في المنظومات الاقتصادية للبلدان الإفريقية.

وأوضح رئيس الجمهورية أن هذا يتم من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات والقدرات الكامنة لدى الشباب الإفريقي، الذي وصل إلى مستويات عليا في مجال التحكم في التدفق المعلوماتي والمعرفي الذي تتيحه التكنولوجيات الحديثة. كما نوه رئيس الجمهورية بأهمية تعزيز العمل الإفريقي المشترك في هذا المجال الهام، لاسيما من خلال المبادرة بإنشاء ورشة مفتوحة للحوار والتشاور، تعنى برسم السياسات ومناهج العمل الهادفة إلى تثمين قدرات الشباب الإفريقي الابتكارية، وإلى استقطاب الطاقات البشرية ذات الكفاءة العالية من المهجر، عبر العمل على إدماجها ضمن المشاريع التنموية في البلدان الإفريقية، مع مراعاة وحفظ المكانة المهنية والعلمية للأدمغة الم اجرة العائدة إلى بلدانها للمساهمة في جهود التنمية المحلية. و كان قد أشرف الوزير الأول، السيد نذير العرباوي يوم الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال (الجزائر العاصمة)، على انطلاق أشغال الطبعة الـ2 للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، المنظم من طرف وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون. وجرى انطلاق أشغال هذا الموعد القاري، الذي يدوم ثلاثة أيام، تحت شعار “الابتكار من أجل تنمية القارة الافريقية “، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، وسيط الجمهورية، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي، إطارات سامية في الدولة، سفراء دول إفريقية، مدراء عامين لمؤسسات جزائرية عمومية وخاصة وكذا منظمات أرباب العمل. وتهدف هذه التظاهرة السنوية التي تشهد حضور أزيد من 200 خبير دولي في مجال المؤسسات الناشئة، وكذا حوالي 50 من الوزراء وأصحاب قرار أفارقة في ميدان المؤسسات الناشئة والابتكار، إلى السماح لجميع أصحاب القرار والمسؤولين والفاعلين وواضعي السياسات الحكومية في هذا المجال بالاطلاع على كل ما يحدث في البلدان الإفريقية الأخرى فضلا عن تبادل التجارب و الخبرات وتوقيع اتفاقيات تعاون. علاوة على ذلك، يتضمن برنامج هذه الطبعة عقد اجتماع وزاري يضم الوزراء الأفارقة المكلفين بالمؤسسات الناشئة والذي يهدف إلى تجسيد القرارات التي صادق عليها المشاركون في الطبعة السابقة لهذا الحدث (2022) المنظمة بالجزائر، على غرار إنشاء صندوق للصناديق الإفريقية للمؤسسات الناشئة، المصادقة على إستراتيجية افريقية موحدة للتقليص من هجرة الأدمغة، وكذا تسهيل تنقل المواهب الإفريقية وأصحاب المؤسسات الناشئة بين مختلف بلدان القارة. وعلى هامش هذه الطبعة، يتم تنظيم صالون للمؤسسات الناشئة بمشاركة زهاء 200 عارض من الجزائر وبلدان افريقية  وكذا شركاء أفارقة ومن بلدان أخرى، مختلف وكالات التعاون في القارة، فضلا عن مؤسسات مالية انضمت إلى المبادرة.

وينشط العارضون في هذا الصالون في عدة مجالات كالطاقة، المالية، التغذية، الرعاية الصحية،النقل، تخزين المعلومات و الأمن السيبراني، والتعليم. ومن بين الفعاليات الأخرى المبرمجة في إطار هذا الحدث الإفريقي، سيتم تنظيم المسابقة الإفريقية في مجال الذكاء الاصطناعي من اجل التنمية المستدامة و مسابقة في ميدان الروبوتيك، إضافة إلى أنشطة أخرى.

  الجزائر ملتزمة بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة في خدمة القارة الإفريقية

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون التزام الجزائر بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة في متناول الأشقاء الأفارقة من خلال فضاءات تبادل الخبرات، على غرار المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الذي أضحى موعدا قاريا هاما في مجال تحفيز الابتكار وتطوير المؤسسات الناشئة. وفي هذا الإطار، أشاد رئيس الجمهورية ب”النتائج الإيجابية الهامة” التي أفضى إليها المؤتمر الإفريقي الأول للمؤسسات الناشئة المنعقد بالجزائر السنة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بوضع خارطة الطريق القارية للمؤسسات الناشئة واعتماد إعلان الجزائر لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا، اللذين حظيا بدعم المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في دورته ال42 المنعقدة في فيفري 2023. وأضاف رئيس الجمهورية بأن هذه المبادرة الجزائرية الهادفة تندرج في مساعي الاتحاد لتجسيد أجندته 2063 من أجل بناء إفريقيا متكاملة ومزدهرة، تعتمد على قواها الذاتية خاصة الشبابية منها، لبعث ديناميكية شاملة، تقوم على اقتصاد متطور، وتعمل على “تغيير نظرة الشركاء لإفريقيا، باعتبارها مصدرا لخيرات مستباحة، ولثروات منهوبة، إلى شريك حريص على مصالحه في إطار توازن المصالح في العلاقات الاقتصادية الدولية، في ظل نظام دولي منصف وعادل”. وعبر الرئيس تبون في هذا السياق عن “اعتزاز الجزائر، من منطلق دورها التاريخي الرائد في الدفاع عن مصالح إفريقيا، بالرصيد النضالي الإفريقي المشترك، وإيمانها الراسخ بحتمية تحررها من إرث العقيدة الاستعمارية، التي تتغذى إلى يومنا هذا من ريع النفوذ البائد”. كما أكد رئيس الجمهورية “وفاء الجزائر لانتمائها الإفريقي، وتمسكها بالتاريخ النضالي المجيد الذي تتقاسمه مع القارة الإفريقية”، منوها ب”ضرورة اعتماد نظرة إفريقية جديدة ومدركة للمصالح القارية المشتركة، للارتقاء بالقارة الإفريقية إلى مكانتها المستحقة في التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة والمستقبلية، في ظل عالم يشهد تطورات وتحولات متسارعة وبالغة التعقيد.

رئيس الجمهورية يدعو إلى تحفيز الإبداع والابتكار لدعم جهود التنمية في إفريقيا

دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بالجزائر العاصمة، في كلمة بمناسبة افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، تلاها نيابة عنه الوزير الاول، نذير العرباوي، إلى تحفيز الإبداع والابتكار في إفريقيا من أجل زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي، بما يمكن من تعزيز استقلال القرار السياسي والاقتصادي. وركز الرئيس تبون على إبراز دور المؤسسات الناشئة في إفريقيا على رفع التحديات التنموية، في ظل بيئة اقتصادية تنافسية تؤهلها لفسح المجال للمبادرات وتعزيز التعاون القاري في مجال اقتصاد المعرفة وتحسين مناخ الأعمال والابتكار. وفي هذا الإطار أشار رئيس الجمهورية إلى التحدي الضخم الذي تشكله نسب البطالة المرتفعة التي تسجلها القارة الإفريقية، في حين أنها تسجل في ذات الوقت أعلى المعدلات العالمية في نسب الفئات الشابة، داعيا إلى ضرورة الاعتماد على ريادة الأعمال المستندة على الابتكار، كأحد أهم آليات التصدي لإشكالية التشغيل، مما يحتم على الحكومات الإفريقية أن تولي الدعم الكامل للشركات الناشئة التي أثبتت قدرتها على الدفع باقتصاديات عديدة في أوروبا وآسيا إلى مستويات عالية من النجاعة الاقتصادية وخلق الثورة وتهيئة أسس التنمية المستدامة.

تأكيد أولوية قطاع المؤسسات الناشئة في التنمية الاقتصادية الوطنية

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالجزائر العاصمة، إرادته السياسية القوية لتطوير مجالات الابتكار وبعث المؤسسات الناشئة التي تشكل رهانا هاما في سلم الأولويات الوطنية التي سطرها برنامجه الطموح، والهادفة إلى تعزيز وتيرة التنمية الاقتصادية، من خلال تسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتنظيم هذا القطاع الواعد ومرافقة حاملي المشاريع في مختلف المراحل. وأشار رئيس الجمهورية إلى الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها في هذا الصدد، لا سيما تثمين التكوين في العديد من التخصصات المعنية بنشاط المؤسسات الناشئة بما فيها استحداث مدارس متخصصة، وربط جسور التواصل بين مؤسسات التكوين والبحث من جهة، وبين عالم المقاولاتية من جهة أخرى. كما ركز رئيس الجمهورية على ما تم تجسيده من خطط لمرافقة واحتضان المشاريع المبتكرة عبر استحداث أقطاب تكنولوجية وإطلاق المنصة المخصصة للبحث والتطوير والابتكار المفتوح، وتخصيص مساحات لتوطين المؤسسات الناشئة خاصة داخل الجامعات، فضلا عن إنشاء آليات خاصة للتمويل ومنح العديد من التسهيلات لتشجيع هذا النوع من المبادرات. وفي هذا الإطار، أشاد الرئيس تبون بالنتائج التي حققها قطاع اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، لاسيما من خلال إنشاء نظام بيئي وطني محفز للمبادرة والابتكار، مكن من تحقيق مكاسب نوعية من حيث معدل خلق المؤسسات الناشئة، وجعل الجزائر تتبوأ موقع الريادة على المستوى القاري. وأضاف رئيس الجمهورية أن هذه الحركية النوعية سوف تسجل تصاعدا متسارعا في الفترة المقبلة مع الإصلاحات الاقتصادية العميقة والواسعة التي أطلقها تحسين بيئة الاستثمار والأعمال.

ضرورة خلق نظام بيئي مناسب للإحتفاظ بالكفاءات الإفريقية داخل القارة

أكد وزير إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، ياسين المهدي وليد، يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على ضرورة خلق نظام بيئي مناسب للشركات الناشئة في إفريقيا للتمكن من الإحتفاظ بالكفاءات المحلية داخل القارة. و أوضح السيد وليد في كلمة ألقاها خلال أشغال الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”, بأن “إفريقيا بحاجة إلى خلق المزيد من الفرص للمواهب الإفريقية, وتحسين النظام البيئي للشركات الناشئة, بالعمل بشكل جماعي لسد الفجوات في هذا المجال, فضلا عن توفير الدعم اللازم والبنية التحتية اللازمة للشركات الناشئة لمساعدتها على التطور”. و أضاف في هذا السياق أنه يتعين معالجة “التحديات الحاسمة “التي تواجهها الشركات الناشئة الافريقية, لاسيما الحصول على التمويل والأطر التنظيمية وهياكل الدعم المخصصة, مشددا على أهمية الاحتفاظ بالمواهب وعكس اتجاه هجرة الأدمغة لما تشكله هذه الظاهرة من تهديد لتطلعات القارة في هذا المجال. كما أشار الوزير إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الشركات الناشئة في تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063, وأجندة الأمم المتحدة 2030 بشأن أهداف التنمية المستدامة, واستراتيجية التحول الرقمي لأفريقيا 2020-2030, لاسيما الاتحاد الأفريقي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار واستراتيجية أفريقيا لسنة 2024.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى