المجلس الشعبي الوطني يحيي ذكرى مظاهرات الشعب 11 ديسمبر 1960
أحيا المجلس الشعبي الوطني، اليوم الأحد 10 ديسمبر2023، ذكرى مظاهرات الشعب 11 ديسمبر 1960، تحت شعار “11 ديسمبر 1960 بين تدويل القضية الجزائرية وإقرار حق تقرير المصير”.
جرت فعاليات هذه المناسبة التاريخية بحضور السيدين المجاهد محمود بالإضافة إلى مجموعة من نواب رئيس المجلس ورؤساء اللجان الدائمة والمجموعات البرلمانية والنواب.
استهلت نشاطات هذا اليوم بزيارة معرض للصور الفوتوغرافية تضمن صورا خاصة بمظاهرات 11 ديسمبر 1960، نظم ببهو المجلس من طرف المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، أين استمع الحضور لعرض تاريخي حول المناسبة.
تنقل الوفد بعدها لقاعة المحاضرات “رابح بيطاط” أين تم تنظيم ندوة تاريخية ألقى نائب رئيس المجلس السيد مولود حبناسي، في بدايتها كلمة استذكر فيها تضحيات الشعب الجزائري والجرائم البشعة التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في حقه، ودعا من خلالها الجزائريين إلى استلهام الدروس من تاريخهم من أجل بناء مستقبلهم.
وأشار السيد حبناسي في كلمته ألقاها باسم رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد إبراهيم بوغالي إلى أن يوم 11 ديسمبر هو يوم مشهود من أيام الجزائر الخالدات، يوما كان منعطفا حاسما، ومنعرجا فارقا في تاريخ ثورتنا المظفرة ضد المستعمر الغاشم، فقبل ثلاث وستين سنة سجل الجزائريون حدثا بارزا، أين خرجوا في مظاهرات عارمة يعبرون فيها عن رفضهم لسياسة ديغول الرامية إلى إبقاء الجزائر في ربقة المستعمر تابعة لفرنسا التي لا تمت إليها بصلة.
تناول المشاركون بعدها الكلمة حيث أكد الدكتور جمال يحياوي عضو اللجنة المشتركة الجزائرية-الفرنسية المكلفة بملف الذاكرة، أن مظاهرات 11 ديسمبر جسدت “إسقاط الأوهام الفرنسية ومكنت للقضية الجزائرية بهيئة الأمم المتحدة، فمثلت بذلك إسماع صوت الشعب الجزائري في منهاتن على حد توصيف كريم بلقاسم”.
وأضاف أنها ضربت إستراتيجية الطرف الفرنسي القائمة على عنصري “السيطرة على الأرض وكسب الشعب”، والذي تجسد في سلسلة المشاريع التي أطلقها شارل ديغول بداية من مشروع قسنطينة وسلم الشجعان والقوة الثالثة وصولا إلى مخطط تقسيم الجزائر عبر مخطط “هارسنت”، ليكون مآلها كلها الفشل في ظل وحدة الصف التي أكدها الشعب.
بدوره، أبرز الدكتور دريس عطية أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن العملية أكدت إرادة وعبقرية الشعب من جهة وإصرار جبهة التحرير الوطني على هدف الاستقلال من جهة ثانية لتكون تلك المظاهرات إحدى حلقات مسار الاستقلال بعدما مكنت من توسيع دائرة الرأي العام العالمي ومساندته للقضية الجزائرية بعدما تخلت فرنسا عن باقي مستعمراتها للتفرغ للجزائر.
من جهته، أوضح المجاهد محمود عرباجي، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كانت بمثابة “جرعة أكسجين” للثورة حيث أنها دحضت الدعاية الفرنسية التي اعتمدت على الحرب النفسية وإشاعة الرعب وزرع الشك في نفسية الجزائريين لزعزعة الثقة الكبيرة التي كانت بين جبهة التحرير الوطني والشعب الجزائري والتي كانت تعمل من أجل تدمير الذات النضالية وإثارة روح الاستسلام لدى الشعب.
في ختام هذه الندوة التاريخية، قام السيد نائب رئيس المجلس بتكريم الضيوف الحاضرين.