بعد سنوات من الانقسام: حكومة ليبيا.. حسم في البرلمان أم عودة إلى ملتقى الحوار؟
بعد سنوات من الانقسام، اجتمع البرلمان الليبي من أجل مناقشة منح الثقة للتشكيلة الحكومية التي تقدم بها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة. وعرضت قائمة الحكومة النهائية اليوم الأربعاء على البرلمان للتصويت عليها.
إلا أن مصير تلك العملية التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تقدم فيما يبدو أوضح طريق منذ سنوات لإنهاء عقد من الفوضى والعنف في ليبيا، وتلاحقها مزاعم بالفساد واستغلال النفوذ ووجود مرتزقة أجانب، قد لا يحسم أيضاً، وبالتالي لن يكون أمام السلطة الجديدة إلا العودة إلى ملتقى الحوار الليبي. وتتجمّع العديد من الأسباب والخلافات والشروط المسبقة، لتجعل مصير حكومة الدبيبة غامضا، حسب المحلل السياسي، جمال شلوف، الذي أكد في مقابلة سابقة أن كل الخلافات تمحورت حول المناصب، موضحا أن نواب البرلمان انقسموا بين شقّ يدعم منح الثقة للحكومة لأنه نجح في الحصول على وزارات، وشقّ ثانٍ لا يزال بصدد التفاوض للحصول على مكاسب شخصية من خلال الدفع نحو تعديل التشكيلة الوزارية المقترحة، وتكتلّ آخر رافض للحكومة لأنّه لم ينل فيها حصتّه. كما توقع أن تطول المفاوضات والنقاشات يومين أو أكثر. وفي حال فشل جلسة اليوم لمنح الثقة، ستكون لدى الدبيبة فرصة ثانية لينظر البرلمان في حكومته يوم 19 مارس، وفقا لخارطة الطريق التي اتفقت بشأنها الأطراف الليبية في جنيف، ولكن إذا تكرر فشل جلسة التصويت ثانية، سيؤول التصويت إلى الأعضاء الـ75 الممثلين لملتقى الحوار السياسي، وهو ما يهدد البرلمان بفقدان صلاحياته ودوره في المشهد السياسي. يذكر أن رئيس الوزراء الليبي كان حث أمس الثلاثاء البرلمان، المنقسم منذ فترة طويلة، على الموافقة على حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها. وقال في كلمته أمام البرلمان إن قائمة حكومته المقترحة التي تضم 35 وزيرا ما زالت تخضع لتعديلات على الرغم من توزيعها على النواب في مطلع الأسبوع بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة لكي تضم جميع الفصائل المختلفة في ليبيا. كما ندد باستمرار وجود المرتزقة وقوى أجنبية أخرى في ليبيا، وقال إن أهداف حكومته المتمثلة في توحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر الأول ستكون إنجازا كبيرا لو تحققت. يشار إلى أن البرلمان اجتمع أمس للمرة الأولى منذ سنوات لعقد الجلسة في مدينة سرت القريبة من خطوط القتال، وهو منقسم بين فصائل من غرب البلاد وشرقها مع معظم مؤسسات الدولة منذ انقسام ليبيا بعد وقت قصير من انتخابات 2014.
… استئناف الرحلات الجوية بين بنغازي ومصراتة بعد توقف استمر حوالي 7 سنوات
ومن جهة أخرى حطت طائرة تابعة لشركة “الخطوط الجوية الإفريقية” الليبية في مطار مصراتة قادمة من بنغازي، في استئناف للرحلات الجوية بين المدينتين، بعد تعليقها منذ أبريل 2014. وقالت “الخطوط الجوية الإفريقية” في منشور عبر “فيسبوك”: “بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات، استقبل مطار مصراتة رحلة شركة الخطوط الجوية الإفريقية القادمة من مطار بنينا بنغازي، لتستأنف الرحلات مجددا لملمة شمل أبناء الوطن الواحد بأربع رحلات أسبوعيا”. وأضافت أنه “كان في استقبال الرحلة أهالي مصراتة بكثير من الفرح والبهجة، حيث كانت آخر رحلة بين المطارين يوم 20/04/2014″. وتابعت” الخطوط الإفريقية تتمنى للوطن الأمن والوئام”.