بعد كل ما كابدته في سبيل التغيير، رئيس الجمهورية: “لم يكن في وسعي التخلف عن نداء الملايين المطالبين بإنقاذ البلاد”
كشف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون اليوم في خطابه للأمة أمام نواب البرلمان بغرفتيه أمس أنه لم يكن في وسعه بعد كل ما كابده في سبيل التغيير أن يتخلف عن نداء الملايين من أبناء الشعب المطالبين بإنقاذ البلاد.
و صرح السيد الرئيس أن البرنامج الذي قدمه للشعب لم يكن إلا ترجمة وفية لتلك المطالب المشروعة و الطموحات التي نادى بها الحراك المبارك و الذي حظي بموافقة الشعب الجزائري خلال الانتخابات الرئاسية. و في سياق متصل أضاف السيد الرئيس أن البرنامج الذي قدمه للشعب الجزائري هو أرضية مسار شامل لإحداث تغيير حقيقي يسمح بالتقييم الوطني و يتيح للشعب العيش في جزائر ديمقراطية و مزدهرة ووفية لقيم نوفمبر المظفر في ظل دولة ذات طابع اجتماعي. و في جملة خطابه للأمة صرح السيد عبد المجيد تبون انه عاهد الشعب الجزائري الذي قلده ثقته العالية للعمل دون هوادة من أجل التأسيس لجمهورية جديدة عبر نهج صلاحي مبني على 54 التزاما تيمنا بنوفمبر 1954. مشيرا إلى أنه و لأول مرة يكتب مترشح للرئاسيات التزاماته حتى يسمح لكل من يريد المحاسبة أن يحاسب . و أضاف السيد عبد المجيد تبون في معرض خطابه أنه إلتزاماته الـ54 تتوزع على خمسة محاور أساسية شكلت خلال السنوات الأربعة الماضية الإطار العام لعمل الحكومة و مؤسسات الدولة المختلفة. و تتمثل الالتزامات- يضيف السيد الرئيس- في تبني رؤية سياسية واضحة المعالم و اعتماد خطة اقتصادية باعثة للنمو و التنمية مع انتهاج سياسة اجتماعية و ثقافية ملائمة لتحسين الإطار المعيشي للمواطن مع وضع سياسة خارجية ديناميكية و استباقية باعثة لديبلوماسية متجددة و تنفيذ إستراتيجية معززة للأمن و الدفاع الوطني مع استرجع هيبة الدولة و محاربة الفساد مع أخلقة الحياة السياسية و الاقتصادية. هذا و أشار السيد عبد المجيد تبون أن التحديات الجمة التي واجهت مسار تنفيذ هذا البرنامج بداية من الأزمة الصحية العالمية “كورونا” التي فرضت علينا مثل باقي دول العالم و التكفل المستعجل بمكافحتها و آثارها السلبية على مختلف الأصعدة خاصة الاقتصادية و الاجتماعية مشيرا إلى أنه تم تسييرها بنجاح حيث أدى الجيش الوطني دورا رائدا في جلب اللقاحات و الاحتياجات الصحية الضرورية التي استعصى تحصيلها على العديد من الدول. و في بداية الخطاب كان قد أكد السيد عبد المجيد تبون أنه لم يتوجه أي رئيس للجمهورية بخطاب أمام البرلمان منذ خطاب الزعيم الراحل هواري بومدين عام 1977، مشيرا إلى أن هذا الخطاب يأتي على غرار عرض بيان السياسة العامة للحكومة أمام البرلمان الذي تم الالتزام به و تنفيذه طبقا لدستور الجزائر الجديدة بعدما كان في وقت سابق يعرض حسب النزوات.
الجدير بالذكر أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالجزائر العاصمة على افتتاح أشغال الدورة غير العادية للبرلمان بغرفتيه. وجاء الافتتاح بحضور رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، رئيس المحكمة الدستورية، السيد عمر بلحاج، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، مدير ديوان رئاسة الجمهورية بالنيابة، السيد بوعلام بوعلام، إلى جانب كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة. وتأتي الدورة غير العادية للبرلمان تبعا للمرسوم الرئاسي رقم 23-462 المؤرخ في 19 ديسمبر2023 المتضمن استدعاء البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا.
زيدان نصيرة