المغرب: برلمان أم سوق نخاسة؟!
تعمدت وضع هكذا عنوان، ليس للرّد على بيادق نظام المخزن المغربي ، وإنما لوضع الرأي العام الوطني والدولي أمام حقيقة من يدّعون اللياقة الدبلوماسية، وخصوصا عندما قال الملك محمد السادس “أما فيما يخص الادعاءات، التي تتهم المغاربة بسب الجزائر والجزائريين، فإن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين”.
نكاد نجزم اليوم أن المخزن المغربي وبيادقه قد وصلوا إلى أقصى درجات الانحطاط الدبلوماسي والأخلاقي، ونراهم مهوسين باختلاق المشاكل والأزمات…، والتي آخرها، تطاول البرلماني الذي أنتجه الفساد المعشش في المغرب، محمد السيمو، على الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، متحججا باستقبال الرئيس تبون لممثلين عن الطريقة الصوفية بمالي والسنغال.
واستخدم السيمو مِزودّة زبالته الفكرية خلال اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية لدراسة مواضيع تهم قطاع السياحة، بحضور الوزيرة الوصية على القطاع، الأربعاء 7 فبراير، عبارات تتنافى مع الاخلاق العربية والإسلامية حيث قام “بلعن” الرئيس عبد المجيد تبون، مبررا ذلك، بأن الجزائر تحاول اختراق الروابط الدينية التي تجمع المغرب وهاتين الطرقتين.
ولم يستهجن أحد من النواب الحاضرين من الأغلبية والمعارضة الكلام الوقح والسخيف للبرلماني السيمو، كما لم يعمد رئيس لجنة القطاعات الانتاجية إلى مقاطعته وتذكيره بمقتضيات النظام الداخلي في هذا الباب، وراحت مواقع إلكترونية ووسائل إعلام مخزنية تُروّج لسخافاته ووقاحته… وبالتالي فهذا النائب وزملائه في البرلمان المغربي يُعدّون حلقة في مسلسل النائبات التي أصابت المغرب ولا تزال إلى يومنا هذا.
كان من الأجدر، أن ينتقد السيمو وأشباهه، الزيارات المتتالية للمسؤولين المدنيين والعسكريين الصهاينة إلى المغرب، الذين باتوا يقودون إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني في غزة الأبية، وهو العار الذي لا يمحوه كر الدهر، أما استقبال الجزائر للعلماء والمشايخ، فهذا من شيمها، وهو شرف يعتز به كل جزائري.
لن نُطيل في تفصيل خلفيات هذا الجدال المُبتذل والسخيف، لأن من أثاره هو من السخافة بمكان، لأنّ الجزائريين يُفرّقون بين السفيه والسخيف، والحال كذلك نُجدّد القول جهارا، بأنّه من حقّ هذا ” العبد” السيمو ومحركوه ومشغلوه أن يَنبَحوا ويُواصلوا نُباحهم، فالسفيه هو الإنسان ناقص العقل، الذي يتجرأ على الآخرين بالسب والشتم ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام القبيح بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول.. وهو يختلف عن (السخيف) فالأخير لا يعتدي بساقط القول، ولكنه يتحدث بكلام لا فائدة منه ولا لون له ولا طعم، فضد السخيف هو الرصين، وضد السفيه هو العاقل الحكيم، السفيه قليل العقل فاقد للحكمة والأهلية، والسخيف فارغ من الداخل تافه الاهتمام والكلام والعمل، لذلك أنصح البرلماني السيمو هذا أن يتحوّل إلى سخيف فهذا أفضل له.
ما يعني أن كلام السيمو ينطبق عليه المثل القائل: “كبعرة علقت بذيل بعير وذاك البعير يمشي”، فبأي مستوى معرفي وبأي مرجعية تاريخية يسمح هذا السيمو لنفسه أن يتطاول على أسياده، وعلى من يدافعون عن سيادة واستقلال دًول، ويرفضون أن يجعلوها تابعة لأي كان بمن فيهم المغرب الذي بات مستعمرة صهيونية، وبالتالي أنصح السيمو ومن هم على شاكلته أن يلزموا الصمت وألا يتطاولوا على هامات جزائرية كبيرة أثبتت دورها الحاسم والفعال وواصلت خدمتها للإنسانية جمعاء ولا تزال من أمثال الرئيس عبد المجيد تبون.
وما دام أن المخزن المغربي وبيادقه، يواصلون في فبركة الوقائع لغاية في نفس يعقوب، ولصرف أنظار المغاربة عن استشراء الفساد والقمع في الداخل المغربي وتوسع رقعة الاحتلال الصهيوني للأراضي المغربية، ناهيك عن بيع المغرب والمغاربة للصهاينة بأبخس الأثمان، فإننا كجزائريين ننصح السلطة المغربية أن تبحث عن مهدّئات أخرى بعيدا عن الجزائر، التي برهنت مرارا وتكرارا بأنها ترفض اللعب مع الصغار والمنبطحين، وأن هدفها النبيل يتمثل في السلم والسلام، وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه، لفسح المجال واسعا أمام بناء المغرب العربي الكبير، الذي يمثل أهم حلم للشعوب المغاربية، وهي على يقين أن شطحات المخزن المغربي لن تغير مسار التاريخ، ولن تُوقف عجلته عن الحركة، لأن إرادة الشعوب هي التي تنتصر دائما، وعلى هذا الأساس فإن مجاراة الصغار في لعبهم هو مضيعة للوقت ليس إلا…
ونختم كلامنا بالتوجه إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لنقول، إن هؤلاء الشياطين الذين تطاولوا عليك، كانوا ولا يزالون إلى يومنا هذا، يدفعون باتجاه إذكاء نيران الفتن بين الجزائريين وشعوب المنطقة بأكملها، وهم اليوم، بالتطاول على سيادتكم، يتطاولون على الشعب الجزائري بأكمله، ويكفي أن نقول في هذا المقام لهؤلاء المرتزقة، إن الرئيس تبون أشرف وأطهر من أشرفكم، -إن كان لكم أصلا شرف.
بقلم زكرياء حبيبي (من موقع الجزائر اليوم)