اقتصاد

النشاط التسويقي لسوناطراك: يقظة دائمة من أجل إمدادات مثلى داخليا وخارجيا

يحتل نشاط التسويق، الذي يشكل حلقة الوصل القوية في إمدادات الطاقة للسوق الوطنية والدولية، مكانة متميزة في مجمع سوناطراك، ما سمح للشركة الوطنية بأن تكون واحدة من الشركات الرائدة عالميا في مجالها، لاسيما في الغاز الطبيعي والمسال، بفضل التزام فريق من الشباب المتخصص و المدرب تدريبا عاليا للقيام بمهمة الرصد و اليقظة في قطاع يعرف تقلبات مستمرة.

وتم تقديم النشاط التسويقي للشركة، و الذي يتواجد مقره على مستوى مبنى المقر السابق لوزارة الطاقة بشارع أحمد غرمول بالقرب من المتحف الوطني للآثار بالجزائر العاصمة (باردو)، خلال يوم إعلامي، تم تنظيمه مؤخرا لفائدة الصحافة تحسبا لانعقاد القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، في الجزائر العاصمة من 29 فبراير إلى 2 مارس القادم.

ويقول رئيس قسم تسويق المكثفات والمنتجات السائلة بالنيابة، مدني سمير: “تدير هذه البنية اليوم مجموعة كبيرة من الزبائن عبر قارات العالم الخمس”، موضحا أن “المهمة الأساسية لنشاط التسويق هي الترويج لمجمل إنتاج سوناطراك، من خلال توليد إيرادات مالية كبيرة”، مشيرا الى أن هذا العمل يتكفل به فريق مكون من رجال ونساء ملتزمين تماما بمواجهة جميع التحديات في هذه الإطار.

ويتم تنظيم هذا النشاط عبر ثلاثة وحدات عملياتية منفصلة يرأسها رؤساء أقسام، حيث يتكفل الأول بتسويق الغاز الطبيعي، والغاز الطبيعي المسال وكذا غاز البترول المسال، بينما يركز القسم الثاني على تسويق النفط والمكثفات وجميع المنتجات السائلة. أما الثالث فهو مسؤول عن توزيع منتجات النفط والغاز في السوق الوطنية.

وتمت ترجمة هذا الالتزام، الذي تم الحفاظ عليه طوال 60 عاما من وجود المجمع البترولي، اليوم على أرض الواقع عبر نتائج تعزز النطاق العالمي للشركة الوطنية.

ومن خلال أربعة مركبات لتسييل الغاز الطبيعي المسال، ثلاثة منها تقع في أرزيو (وهران) وواحدة في سكيكدة، تجاوزت قدرة سوناطراك 30 مليار متر مكعب، في حين توفر المصافي الخمس أكثر من 38 مليون طن سنويا، في انتظار استلام المصفاة السادسة، التي هي قيد الإنشاء حاليا بحاسي مسعود (ورقلة)، والتي ستزيد طاقات التكرير بنسبة 20 بالمائة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الموانئ النفطية الأربعة التي تقع في كل من أرزيو، الجزائر العاصمة، بجاية وسكيكدة، مع محطات التحميل الخاصة بها، تسهل عمليات التسويق.

وتكمن قوة سوناطراك في مجال التسويق أيضا في أسطول النقل الخاص بها، المكون من 17 سفينة، من بينها ناقلات غاز وناقلات بترول، مما يضمن توزيع غاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال وكذا البترول على نطاق عالمي، فضلا عن وجود أنبوبي غاز رئيسيان، “مدغاز” و”إنريكو ماتيي”، يربطان الجزائر بإسبانيا وإيطاليا على التوالي، بقدرات نقل تبلغ 10 مليار و32 مليار متر مكعب على التوالي.

  == بحث دائم عن الفرص المناسبة==

وكرس مجمع سوناطراك أكثر من 600 عامل لنشاط التسويق، موزعين عبر الإدارة المركزية وهياكل الدعم.

وفي قلب هذا النشاط، يوجد قسم تشغيلي كبير يضم أكثر من ستين مختصا في التسويق، معظمهم من الشباب المدربين تدريبا عاليا والمجندين لمهمة اليقظة و رصد ومتابعة أسواق الغاز والنفط.

ويتكفل هؤلاء الشباب، كل في تخصصه، بمهمة مراقبة التغيرات والتطورات في السوق الدولية، فضلا عن التقدم التكنولوجي وسياسات الطاقة، لتمكين سوناطراك من المنافسة واتخاذ القرارات الصائبة.

وأبرز القائمون على نشاط التسويق دور هذا القسم في وضع السياسات والاستراتيجيات في تسويق المحروقات، مما يسمح للشركة الوطنية بتعزيز حضورها في السوق الدولية، من خلال تنويع شركائها واستهداف دول ومناطق جديدة، تشهد فيها احتياجات الطاقة تزايدا.

ومن خلال الاعتماد على هذه السياسة، أصبحت الشركة الوطنية أحد الموردين الرئيسيين للغاز الطبيعي والمسال في السوق الدولية، خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط وفي أوروبا خاصة، بفضل القرب الجغرافي.

علاوة على ذلك، فهي مصنفة ضمن كبار موردي الغاز في إسبانيا وإيطاليا، ولها أيضا حصة كبيرة في الأسواق الفرنسية واليونانية والتركية، وتمكنت من تعزيز مكانتها في الأسواق البعيدة أيضا، من خلال الغاز الطبيعي المسال، خاصة في المملكة المتحدة، أين لديها منصة مخصصة لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله بهدف تسويقه.

ويشرف هؤلاء المتخصصون في التسويق على إبرام شراكات استراتيجية مع الفاعلين الرئيسيين في قطاع الطاقة، إلى جانب الجهود المستمرة في مجالات استكشاف فرص جديدة في السوق.

كما ينشط القسم التجاري في السوق الوطنية، مما يعزز دور سوناطراك في التنمية الاقتصادية من خلال زيادة المشاريع الاستثمارية خاصة في مجال الغاز لتلبية الطلب المتزايد و الذي انتقل من 10 مليار متر مكعب سنة 1995 إلى أكثر من 50 مليار متر مكعب حاليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى