مجتمع

في تظاهرة تعد الأولى من نوعها منذ الاستقلال: جامعة وهران1 تحيي حفلا تكريميا لاكثر من 260 طالبا حاملا للقرآن الكريم

نظمت مساء اليوم جامعة وهران1 حفلا تكريميا دينيا بقاعة المؤتمرات بفندق “ميريديان” لفائدة 262 طالب حامل لكتاب الله، حيث جاء الحدث بالتنسيق مع كلية العلوم الدقيقة والتطبيقية، ونادي “اقرأ”، ومخبر الدراسات القرآنية والمقاصدية، إلى جانب فرقة القراءات.

شارك في هذا الحدث الذي اعتبر الاكبر والاضخم منذ تاسيس جامعة وهران1 قرابة 40 كلية ومعهدًا من داخل الجامعة. وقد كان لكلية العلوم الدقيقة دورٌ محوري في هذا الإنجاز، حيث وفرت قاعات منتظمة ودائمة لتدريس القرآن الكريم لفائدة الطلبة، مما أتاح بيئة تعليمية مثالية ساعدت في تشجيعهم على الحفظ ما اشار اليه القائمون على الحفل إلى أن الطلبة الذين أتموا حفظ القرآن هم صورة مشرفة للشباب الجامعي، إذ جمعوا بين التفوق الأكاديمي والتكوين الروحي المتين. فهؤلاء الحافظون لا يمثلون فقط فخرًا لعائلاتهم، بل أيضًا مصدر فخر واعتزاز للجامعة الجزائرية عامة والوهرانية خاصة ودليلًا على أن حفظ القرآن لا يتعارض مع التحصيل العلمي، وعلى هامش الحفل اكد  البروفيسور “عمار بدر الدين” استاذ مقرر مجاز في القراءات العشرة الصغرى والكبرى و الاربعة الزائدة، و المشرف العام على المشروع القرآني بجامعة وهران 1، ان وهران تعيش اليوم لحظة تاريخية في رحاب الجامعة الجزائرية، وتحديدًا بجامعة وهران 1 التي تعد أول جامعة بعد الاستقلال وإحدى أرقى مؤسسات التعليم العالي في الوطن. مؤكدا ان تكريم أكثر من 260 طالبًا وطالبة بلقب حفظة كتاب الله العزيز، بعد مسيرة امتدت لأكثر من ثلاث سنوات من الجد والاجتهاد، تحت إشراف نخبة من الأساتذة المتخصصين في علوم القرآن والتجويد، لهو شرف للطاب الجامعي الجزائري والعربي،هذا المحفل العلمي المبارك، الذي يُعد سابقة نوعية في تاريخ الجامعات الجزائرية والعربية، يجمع نخبة من الطلبة من مختلف التخصصات، على رأسها كليات الطب، الصيدلة، طب الأسنان، المدارس العليا للأساتذة، الحقوق، العلوم الإنسانية، اللغات، والعلوم الإسلامية، بما يؤكد على أن حفظ القرآن الكريم لا يقتصر على تخصص بعينه، بل هو رسالة جامعة تتقاطع فيها كل مسارات المعرفة. وما ميز هذه الدفعة هو ان أغلب هؤلاء الطلبة لم يكتفوا بالحفظ، بل نالوا إجازات بالسند المتصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مشهد يعكس عمق الإتقان وجمال العطاء. كما أن هذا المشروع القرآني المبارك شمل مشاركين من 58 ولاية جزائرية، وأكثر من 50 تخصصًا جامعيًا، ممثلين بذلك مختلف جامعات الوطن، من عنابة شرقًا إلى تندوف وأدرار جنوبًا، ومن بومرداس إلى وهران غربًا، ومازاد الحفل جمالا هو مشاركة الاخوة الفلسطسنيين خاصة طاب من قطاع غزة ” أحمد صالح إبراهيم شاويش” وهو طالب بكلية الطب الذي اكد على الدليل الواضح على أن الجزائر، بلد الشهداء والعلم، لا تزال ولّادة لحملة القرآن الذين يعلون بمكانة الأمة ويرفعون رايتها عاليًا. “لي كل الفخر وكل الشرف أن أكون جزءًا من هذه التظاهرة القرآنية المباركة التي أقيمت في الجزائر، هذا البلد المضياف الذي احتضنني كطالب فلسطيني يدرس الطب البشري في جامعة وهران 1، الجامعة التي أصبحت بيتًا علميًا وروحيًا لي منذ هجرتي لبلدي، كما اثنى على الدور الذي تلعبه الجامعة الجزائرية من خلال فتح ابوايها للمهاجرين خاصة الفلسطينيين”.
مريم حمادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى