بهدف تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء الدوليين والجزائريين: ندوة حول الفضاءات الثقافية وفرص الاستثمار
شكل موضوع الأمكنة والفضاءات الثقافية و الفنية محور ندوة في منتدى الاقتصاد الثقافي (3 – 5 ابريل) بمركز المؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة و تم خلالها تقديم نخبة من تجارب الاستثمار الثقافي تعكس مختلف المبادرات في فضاءات الإبداع في مجال الفنون التشكيلية والمسرحية والموسيقية وفنون الخشبة. وفي هذا الإطار تناولت آمال ميهوب صاحبة رواق ” الطاووس” بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة تجربتها الخاصة في مجال تنظيم المعارض الفنية التشكيلية الافتراضية كتوجه رقمي للترويج و للتسويق للفن الجزائري عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت المتحدثة أنه إلى جانب تنظيم مؤسستها الفنية للمعارض التشكيلية الافتراضية تقوم بتنظيم معارض للمنتوجات التقليدية والحرف الفنية اليدوية وكذا الاهتمام بالتكوين الفني والخرجات الثقافية من أجل ترسيخ ثقافية فنية لدى الجيل الجديد. وركزت السيدة ميهوب على تجربتها في المعارض الفنية الافتراضية منذ انتشار وباء كورونا حيث سجلت ارتفاع وإقبال لافت على المعارض الافتراضية من طرف الجمهور أين ارتفع عدد متصفحي المعارض افتراضيا بصفة دورية وثمة شغف لاكتشاف الفن التشكيلي الجزائري لدى مختلف الفئات العمرية – حسب استبيان اعدته مؤخرا – على غرار معارض ” ألوان” وأعمال الفنان و النحات الياباني العالمي مايوكا واكاي إلى جانب أعمال للتشكيلي بوشتة سليمان وطلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة وغيرها. كما تناولت ذات المصدر معوقات وصعوبات السوق الفنية وتوزيع الأعمال الفنية التشكيلية الافتراضية على غرار اشكالية عملية الدفع الإلكتروني لمثل هذه السوق ،داعية الى ضرورة ايجاد حلول و تسهيلات لعمليات التسويق والتوزيع الإلكتروني واستدراك هذا الوضع الذي يعيق السوق الفن التشكيلي الجزائري. وفي ذات السياق ، تطرق الموزع والمؤلف الموسيقي أمين دهان في مداخلته “فضاء الابتكار الجزائري ” إلى ملامح تجربته في التأليف الموسيقي حيث أكد على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي والتقني للترويج للتراث والثقافة الجزائرية وتغيير الذهنيات في التسويق الفني وذلك للانخراط في المسعى العالمي مبرزا انه يقوم بإبتكار مقاطع موسيقية بروح جزائرية وآلات محلية لفائدة الشركة اليابانية العالمية “ياماها ” التي تقوم بتسويقها بعبر مختلف الوسائط الحديثة . كما تناول ذات المتحدث أهمية الحفاظ على حقوق التأليف والحقوق المجاورة للمبدعين في المجال الموسيقى و باقي المجالات الثقافية و الفنية معتبرا ان منتدى الاقتصاد الثقافي فرصة مهمة للقاء المبتكرين ولبعث مشاريع استثمارية ثقافية حفاظا على الخصوصية الثقافية . من جهته ، استعرض صايم حداش عبد القادر تجربة الإستثمار في المجال المسرحي لتعاونية” البسمة ” حمام بوحجر بعين تموشنت حيث تم منذ سنة 2007 باستغلال قبو من الاملاك الشاغرة للدولة وتحويله لفضاء للممارسة المسرحية أين قاموا بتهيئته وتجهيزه بإنتاج العديد من المسرحيات مبرزا أن الهدف من هذا الاستثمار المسرحي هو تطوير وترسيخ ثقافة مسرحية . وفي ذات السياق أشار المتحدث إلى الصعوبات التي تواجهها التعاونية المسرحية “البسمة ” بحمام بوحجر في أداء رسالتها الفنية و التكوينية حيث دعا وزارة الثقافة التدخل بسرعة لدى السلطات المحلية لتسوية الوضعية القانونية لمقر التعاونية الذي يبقى مغلقا حاليا أمام المسرحيين والجمهور والعمل على إيجاد صيغة قانونية لاستغلال الفضاء المسرحي وحل الاشكال نهائيا وبعث النشاط المسرحي من جديد . بدورها ، قدمت صاحبة المؤسسة الاستثمارية الفنية معمري فايزة تجربتها في انشاء ” فضاء فنون العرض وفضاء الخشبة ” منذ 20 سنة و نبذة على أهم مشاريعها الفنية المنجزة من أجل الترويج للجماليات الرقص المعاصر و الكلاسيكي والمسرح وفنون الخشبة والسينوغرافيا عبر مختلف المهرجانات داخل وخارج الجزائر حيث تؤطر 178 طالب في مختلف التخصصات الفنية. وتتناول أشغال منتدى الاقتصاد الثقافي الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون تحت شعار “الثقافة استثمار اقتصادي ومجتمعي” حول عدة محاور على غرار آليات تمويل الاستثمارات في قطاع الثقافة والفنون وتسويق المنتوج الثقافي ودوره في الحركة الاقتصادية وكذا عرض لتجارب وتصورات حول الاستثمار الثقافي. كما عرف هذا المنتدى الذي عرف تنظيم العديد من الورشات حول هذه المحاور بالإضافة إلى معرض تشارك فيه عدد من الهيئات الثقافية وكذا مؤسسات ناشئة وأخرى مصغرة تشتغل في المجال الثقافي بالإضافة إلى صناديق ومؤسسات تمويل وكذا أصحاب مشاريع ثقافية. ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء الدوليين والجزائريين في مجال الاقتصاد الثقافي و الفنانين وأصحاب المشاريع الثقافية.
… جامعيون يؤكدون ضعف التسويق الثقافي في الجزائر
أكد جامعيون أمس الأول بالجزائر العاصمة على “ضعف التسويق للمنتوج الثقافي” في الجزائر. وقال الجامعي بالمعهد الوطني للمانجمنت فيصل زمور في ندوة في إطار فعاليات منتدى الاقتصاد الثقافي أن التسويق الثقافي في الجزائر “ضعيف” مشددا على ضرورة بعث “صناعة ثقافية بدل مجرد إنتاج ثقافي” وهذا من خلال “الابتعاد عن ثقافة الإعانات التي تقدمها الدولة وفتح الباب أمام الأفراد والخواص ولكن مع مرافقتهم”. وأبرز المتحدث في سياق كلامه أهمية استراتيجات التسويق الثقافي في التعريف والترويج للأعمال الثقافية وكذا كسب العوائد المالية من خلالها وخصوصا من خلال تسويقها عبر التكنولوجيات الجديدة للإعلام والإتصال وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي. وقال من جهته الأستاذ بجامعة الجزائر 3 عاشور فني أن الوضع في الجزائر “مازال في إطار المنظور الإنتاجي البيعي” الذي يقدم فيه المنتوج كما يريده المنتج والذي يعتمد تقليديا على الإنتاج والبيع والتوزيع ثم الإعلان عنه عبر الإشهار كوسيلة لجذب الزبائن و”لم ينتقل بعد للتسويق” الذي يعتمد على احتياجات الزبائن والذي تعطى فيه أيضا كل الأهمية لما يريدوه هؤلاء. واعتبر فني أنه من أجل الانتقال إلى منظومة حقيقية للتسويق الثقافي يجب تطبيق عدة خطوات تتمثل في “دراسة السوق” وخصوصا دراسة الجمهور التي اعتبرها “غائبة” في الجزائر وكذا “تجزئة السوق” أي الانتقال من اعتبار السوق الجزائرية سوق واحدة إلى عدة أسواق بالإضافة إلى “وضع مخطط” أو “سياسات تسويقية” ثم “التنفيذ” و”المراقبة”. واختتمت أمس فعاليات المنتدى الاقتصادي الثقافي بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال والذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون بالتعاون مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وعرف يوم الاختتام تنظيم ندوة حول آليات التنسيق بين القطاعات الوزارية والتدابير الإجرائية والمالية المتعلقة بالاستثمار الثقافي بالإضافة إلى العديد من الورشات.