الدبلوماسية الجزائرية تدخل “عهدا جديدا” من النشاط
أكدت صحيفة (الأخبار) المصرية الحكومية، أن الدبلوماسية الجزائرية دخلت منذ أسابيع “عهدا جديدا” ميزه “النشاط المكثف والسرعة الملحوظة” لإيجاد حلول سلمية لعدد من الأزمات الاقليمية، في مسعى لتعزيز الدور الدبلوماسي للجزائر إقليميا ودوليا، متوقعة أن تلعب الجزائر “دورا مهما” في إنهاء أزمة سد النهضة الاثيوبي.
وتحت عنوان ”شخصية من الأخبار.. “لعمامرة” جرعة تنشيطية للدبلوماسية الجزائرية”, كتب مدير تحرير جريدة (الأخبار) في مقال له: “لم يتأخر رمطان لعمامرة كثيرا بعد عودته من جديد إلى موقعه في التركيبة الوزارية الأخيرة في الجزائر, التي تم الإعلان عنها منذ أسابيع وهو ترأس الدبلوماسية الجزائرية للمرة الثالثة … حيث سعى إلى إعادة بلاده وبقوة إلى الساحة الدولية والتعامل بجدية ونشاط مكثف وبسرعة ملحوظة مع عدد الملفات التي أصبحت تؤثر على الجوار الجغرافي والاستقرار الإقليمي”.
ورصد الكاتب أن ليبيا و تونس و أزمة سد النهضة, ظهرت كأبرز الملفات في تحركات الدبلوماسية الجزائرية في الآونة الأخيرة وذلك عبر الجولة التي قادت في نهاية شهر يوليو الماضي وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة, إلى عدد من العواصم العربية والإفريقية, في إطار جهود الجزائر لتسوية النزاعات بين الفرقاء بالطرق السلمية.
وفي هذا السياق, قال مدير تحرير صحيفة “الأخبار” المصرية, إن “ليبيا هي إحدى القضايا التي تحظى باهتمام استثنائي من الجزائر لارتباط الأمن القومي بين البلدين, وكان لها جهد ملحوظ في التعاطي مع كل الفرقاء”.
أما الملف الثاني – يضيف الكاتب – فهو التغييرات التي تمت في تونس, “وكان من الملاحظ أن الوزير الجزائري زار العاصمة (التونسية) كأول مسؤول عربي كبير, ومثل أول نشاط له خارج الحدود, حيث التقى مع الرئيس التونسي قيس سعيد, وأعلن قدرة الشعب التونسي على حل مشاكله بنفسه مرة ثانية في نهاية جولته التي نقلته من تونس إلى إثيوبيا ثم القاهرة”, معتبرا أن “هذا مؤشر على أنه هناك توافق في الرؤى بين القاهرة والجزائر تجاه تلك التغييرات على ضوء التنسيق المستمر والدائم بينهما”, مذكرا بأن “الزيارة الأولى للرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي بعد توليه المسئولية في عام 2014 كانت للجزائر”.
و بخصوص أزمة سد النهضة بين اثيوبيا و مصر و السودان, فاستدل الكاتب بما قاله السيد لعمامرة من أن هذا الملف, “أصبح ينظر إليه عالميا بأنه من القضايا المهمة”.
واستطرد الكاتب في هذا الصدد قائلا “ويحسب للرجل (لعمامرة) أنه لم يتحدث عن واسطة جزائرية معروضة على الدول الثلاث المعنية بالأزمة بل يمكن أن نطلق عليها رحلة استكشافية لرؤى العواصم الثلاث القاهرة والخرطوم وأديس أبابا, والاستماع إلى وجهات نظرهم قبل تقديم خريطة طريق جزائرية للحل, وإن كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون – يضيف مدير تحرير الصحيفة المصرية – قد أشار منذ أيام إلى وجود مبادرات جزائرية مائة بالمائة لحل الأزمة, مع التأكيد على ضمان نجاحها من خلال القبول من الدول الثلاث بها, وإن كان الرئيس تبون قد طالب بعدم التصعيد في الأزمة“.
واختتم الكاتب مقاله, قائلا ان “تحركات لعمامرة تؤكد أن هناك عهدا جديد للدبلوماسية الجزائرية, وقد تتوجها بدور مهم في إنهاء أزمة السد الأثيوبي بما يحقق مصالح كافة الأطراف من خلال التوصل إلى اتفاق عادل وملزم يضمن كافة الحقوق”.