بمبادرة من الفنانين و مستخدمي قطاعي الصحة و التربية: ورشات للعلاج بالفن لفائدة الأطفال المصدومين من الحرائق
نظمت مجموعة من الفنانين و مستخدمي قطاعي الصحة و التربية ابتداء من أمس الأحد ورشات للعلاج بالفن لفائدة أطفال منطقة تيزي وزو المصدومين جراء الحرائق التي نشبت مؤخرا بالمنطقة داعية إلى مرافقة على المديين المتوسط و البعيد في الوسط المدرسي. و في تصريح أكدت الجامعية المختصة في علم النفس ياسمينة وناس أن هذه العملية سمحت باستهداف الأطفال المصدومين بشدة قصد إعداد برنامج متابعة على المديين المتوسط و البعيد. و أوضحت المتحدثة أن ورشات العلاج بالفن ستسمح أيضا بإعادة إدماج الطفل في مجموعة اجتماعية و إعادة إقامة الروابط بين الأطفال بعد هذه الصدمة و تشجيع الطفل على “التعبير عن مشاعره و أحاسيسه للتخلص من الحزن الذي بداخله” مضيفة “استطعنا من خلال الرسومات و النشاطات اليدوية إعادة تشكيل ما عاشه الأطفال”. كما أشارت هذه المختصة في علم النفس إلى تسجيل تحسن بفضل هذه الورشات لدى العديد من الأطفال من خلال الألوان و المواضيع التي يختارونها حيث أن أغلبية الرسومات كانت باللون الأسود و الأحمر و الأزرق في حين أن ألوانا هادئة و زاهية ميزت رسوماتهم خلال اليوم الثاني من الورشات. من جهته، أوضح ابراهيم سي الطيب، إطار بوزارة التربية الوطنية شارك في هذه الورشات أن هذه المبادرة هي ثمرة عمل جواري مس عدة قرى تضررت من جراء الحرائق” مما سمح بتحديد الحاجيات في مجال المرافقة و وضع برنامج عمل بالتنسيق مع المختصين في علم النفس. كما اعتبر أن ورشات العلاج بالفن التي تجمع بين عمل الفنان و المختص في علم النفس تسمح ب “استهداف الحاجيات في مجال التكفل و المرافقة النفسية ” مضيفا أنه اكتشف لدى الأطفال “شغفا كبيرا” بالنشاطات الفنية اليدوية مثل الرسم و الخزف. و قد سمحت مختلف العمليات و الورشات التي نظمت بالتعاون مع مديرة متوسطة تيزي راشد للمؤطرين باقتراح على المديرية المحلية للتربية مرافقة نفسية و تنظيم ورشات للعلاج بالفن في الوسط المدرسي إضافة إلى إشراك الأطفال في عمليات إعادة التشجير في المستقبل القريب حسب ابراهيم سي الطيب. أما النحات عبد الغني شبوش، أحد المبادرين بالمشروع فقد أشار إلى أن الهدف من هذه المبادرة يكمن ” في تقديم مساعدة نفسية للأطفال لاسيما تخليصهم من الصدمات التي خلفتها حرائق الغابات و إعادة تعمير المناطق المنكوبة مجددا داعيا إلى تعميم مثل هذه المبادرة رفقة متطوعين آخرين عبر كامل الولايات المتضررة من الحرائق. كما أكد أنه عمل، بمساهمة الجمعية المحلية “أصدقاء الشجرة” مع نحو أربعين طفل يحتاج أغلبيتهم إلى متابعة على المديين المتوسط و البعيد. و أمام هذا الوضع، دعا النحات إلى إعداد برنامج متابعة و تنظيم أكبر عدد من العمليات المماثلة بمناطق غير تلك التي شهدت الحرائق. من جهة أخرى، أوضح عبد الغني شبوش أن مجموعة الفنانين و مستخدمي قطاعي الصحة و التربية نظمت يوما إعلاميا حول العلاج بالفن لفائدة الفنانين و المختصين في علم النفس و المتطوعين بالمنطقة من أجل ضمان استمرار المبادرة مؤكدة أنها تبقى مستعدة لتقديم تكوين لهؤلاء على أمل تكرار هذه المبادرة.
مختصون يدعون إلى وضع مخطط استعجالي لتفادي انجراف التربة
دعا مختصون في حماية البيئة الى وضع مخطط استعجالي من أجل تثبيت تربة الغابات قبل حلول فصل الشتاء لاسيما بالمناطق الجبلية التي مستها الحرائق مؤخرا و المعرضة لظاهرة الانجراف. و أكد المختصون أن هذه الحرائق قد تؤدي إلى إتلاف “حتمي” للتربة و إحداث -بتساقط الأمطار- مشكل خطير لانجراف التربة يتعين التصدي له فورا على مستوى المناطق الجبلية. كما أوضح هؤلاء أن “حرائق الغابات تؤدي أيضا إلى إتلاف النباتات التي كانت جذورها تثبت التربة و تعمل على تفادي الانجراف. و مع قدوم الأمطار فمن غير المستبعد أن نشهد تفاقم ظاهرة انجراف التربة . و لمواجهة هذا المشكل, اقترح المختصون تقنيات من شأنها السماح بتفادي هذا المشكل و الحفاظ على التربة و أنواع الغابات. في هذا الصدد أوصى الأستاذ و الباحث في مجال البيئة و الثروة الغابية بجامعة العلوم و التكنولوجيا هواري بومدين باب الزوار, البروفيسور بن سعيد صحراوي باللجوء إلى بناء أسوار من الحجارة في شكل هلاليات لوقف زحف التربة و تفادي إتلافها و إلى حفر خنادق تسمح للمياه بالتسلل إليها”.
في نفس الإطار تطرق المتدخل إلى اللجوء إلى وضع مصاطب لامساك المياه و تقليص الطاقة الحركية التي تؤدي إلى تحرك التربة و انجرافها.