الجزائر

المخابرات، عامل أساسي في إنتصار حرب التحرير الوطني

عملت مصالح المخابرات الجزائرية خلال حرب التحرير الوطني المجيدة بشكل “فعال” من اجل جمع المعلومات ومعرفة نوايا السلطة والطبقة السياسية الفرنسية بغية تجنب العواقب “السلبية” وهو ما سمح بانتصار الثورة الجزائرية، حسبما اكده رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة (مالغ)، دحو ولد قابلية.

وفي تصريح لوأج عشية الاحتفال بالذكرى 67 لاندلاع حرب التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، قال السيد ولد قابلية ان “مصالح المخابرات كانت تعمل على جمع المعلومات السياسية لاسيما من اجل معرفة نوايا السلطة الفرنسية والطبقة السياسية الفرنسية، وذلك لدى الشخصيات غير المنخرطة في الادارة الفرنسية على غرار المفكرين والنقابات والاوساط الكاثوليكية بشكل خاص”.

كل هؤلاء العناصر كانوا يقدمون معلومات للقادة الضباط المتواجدين بالخارج الذين كانوا ينقلونها ويتصرفون وفقا لذلك، حسب ذات المتحدث.

وفي الجانب العسكري و في اقل من سنة، تمكنت مصلحة المخابرات العملياتية المتواجدة بالحدود من تحديد شكل الحواجز الكهربائية التي تم وضعها سنة 1957، حسب ذات المسؤول الذي اوضح ان المصالح كانت آنذاك على علم بكيفية وضع الاسلاك الكهربائية وجهاز الانذار وجهاز التفخيخ.

وفي معرض حديثه عن تاريخ ثورة التحرير، قال السيد ولد قابلية ان عبدالحفيظ بوصوف (الذي كان مساعدا لمحمد العربي بن مهيدي قائد الولاية التاريخية الخامسة) قد اعتبر ان الثورة لم تكن بحاجة الى رجال او سلاح لكن الثغرة كانت في مجال التكوين على مستوى العلاقات والمخابرات.

و في تحليله لهذه النقاط الثلاثة، قرر بوصوف انشاء مدرسة للإطارات بوجدة تتكفل بتكوين محافظين سياسيين، يضيف السيد ولد قابلية موضحا انه علاوة على العمل “المضر و الخطير” للجيش الفرنسي في منطقة القطاع الوهراني، كان خطره يحوم كذلك في الحدود باعتباره كان متواجدا بالمغرب بالرغم من استقلال هذا الاخير.

وقام بوصوف بوضع خدمة لوجيستية تتكفل بجمع الاسلحة ومصلحة مخابرات واتصال من اجل مكافحة المصالح الخاصة التي كانت تعمل من وجدة.

ليعمل بعد تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية على تعزيز هذه المنظمة الاستخباراتية من خلال إنشاء وزارة التسليح والاتصالات العامة التي ستقوم بشكل فعال على جمع أدنى المعلومات التي تخدم انتصار الثورة الجزائرية وإحباط الدعاية الاستعمارية.

وبالنسبة للسيد ولد قابلية، قطع الشعب الجزائري التزاما قويا بإنهاء حقبة استعمارية طويلة، مليئة بالإبادة الجماعية والمذابح والقمع الوحشي والقتل.

واستذكر ذات المتحدث المراحل المختلفة لنجاح الفاتح من نوفمبر 1954، مشيرا إلى أن مجازر 8 مايو 1945 كانت نقطة تحول نحو الكفاح المسلح.

وأردف بالقول “كان هناك قمع عنيف ووحشي للغاية بكامل التراب الوطني. وقد عانى الجميع من القمع ، حتى تولد شعور بأن فرنسا ترفض الامتثال لتوجيهات عصبة الامم، ولا سيما تلك التي مفادها ” ان جميع الشعوب المستعمرة ستتحرر مع نهاية الحرب العالمية الثانية “.

بالنسبة له، كان لدى الجزائريين آمال كبيرة لكنهم أصيبوا بخيبة أمل وفهموا أنه لم يعد من الممكن الوثوق بالخطب والأكاذيب، بل اللجوء إلى الكفاح المسلح.

ستتجسد هذه الفكرة مع إنشاء المنظمة الخاصة في عام 1947، وهي بداية الكفاح المسلح وبوتقة انصهر فيها معظم قادة الثورة الجزائرية.

وفي تطرقه إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الجزائر، أشار السيد ولد قابلية إلى أن ذلك يعد “استفزازا” لم يقبله الجزائريون، وأعربوا تجاهه عن عدائهم بقوة ، متسائلا ما الذي دفع الرئيس ماكرون إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى