خلال يوم دراسي نظم بوهران حول ثورة التحرير : الدعوة إلى إعادة قراءة وتحليل الوثائق التاريخية والأرشيف
دعا مشاركون في يوم دراسي حول “الثورة التحريرية من خلال يوميات الجزائريين” يوم الأحد بوهران الباحثين والمؤرخين إلى إعادة قراءة وتحليل الوثائق التاريخية والأرشيف من خلال استثماره في مقاربات توظف فيها كل الأدوات التي تسخرها المناهج العلمية والبحثية.
وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي نظم في إطار الاحتفال بالذكرى ال 67 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة على ضرورة مواصلة تسجيل وتدوين الشهادات الحية أو الأرشيف الشفهي لمن عايشوا فترة الثورة التحريرية للمحافظة على الذاكرة الوطنية ونقلها للأجيال القادمة. وشدد الأستاذ بلحاج محمد من جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” على ضرورة كتابة التاريخ الخاص بيوميات الجزائريين خلال الثورة التحريرية المظفرة وسرد معاناتهم جراء الانتهاكات والجرائم البشعة المرتكبة في حقهم من قبل منظمة الجيش السري. وأكد الأستاذ بلحاج على مواصلة التعريف بمجاهدين وشهداء بالجهة الغربية للوطن غير معروفين أمثال عائلات جلاط وبوسعيد والمهاجي وبوسوسالة وغيرهم وإبراز بطولاتهم وتضحياتهم للأجيال الصاعدة. من جهتها دعت الدكتورة حليمة مولاي أستاذة في التاريخ الحديث والمعاصر وباحثة بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران إلى “استحضار دائم لرموز الثورة التحريرية في الحياة اليومية للمواطنين”، مشيرة الى أن “الثورة الجزائرية ليست مجرد حدث تاريخي وإنما هي أيضا واقع معاش يومي لمن عايشوا تلك الحقبة الزمنية سياسيا واجتماعيا وثقافيا”. ودعت الأستاذة مولاي الى إنجاز وطبع سلسلة من الكتب تتناول أمجاد ورموز الجزائر الموجهة للناشئة من أجل ربطهم بتاريخهم مع تشجيع الدراسات والأبحاث التاريخية وغيرها من الأعمال. كما تم خلال هذا اللقاء المنظم بمبادرة من المرصد الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية والاقتصادية بالتنسيق مع مديريتي المجاهدين وذوي الحقوق والشؤون الدينية والأوقاف تقديم سلسلة من المحاضرات منها “أحداث منظمة الجيش السري في ذاكرة الجزائريين عشية الاستقلال” و”حضور المرأة الجزائرية ودورها السياسي” و”المنطقة الذاتية لوهران (مارس-جويلية 1962) ونشأة مؤسسات الجزائر المستقلة” وغيرها. للتذكير فقد نظم على هامش هذا اليوم الدراسي الذي حضرته السلطات الولائية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية معرض للصور تخص تاريخ الثورة التحريرية المجيدة على غرار قادة جبهة التحرير الوطني والمعارك التي خاضها المجاهدون ضد المستعمر الفرنسي وكذا مراكز الاعتقال والتعذيب للمستعمر آنذاك.