مجتمع

تأمل في فتح ورشة مستقبلا لتكوين الأطفال.. رجاء طمار أنامل مبدعة في صناعة الموزاييك

ضيفة الشباب اليوم هي  الشابة رجاء إيمان طمار فنانة مبتدئة في الموزاييك و التي سنتعرف  عليها من خلال هذا الحوار على الأسباب التي دفعتها لممارسة هذا النوع من الفنون.

يعد الموزاييك أو ما يسمى بـ”الفسيفساء” من الصناعات الحرفية القديمة يعرف ببساطته و جماله و ارتباطه بشغف الإنسان بتجميع الأشياء البسيطة لتكوين أشكال جميلة. و تعود كلمة موزاييك لأصل روماني و يعتمد بالأساس على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة جنباً إلى جنب للحصول على صورة جميلة تعكس معنى من معانى الحياة،  وزخارف جميله تركب في جدران المنازل من الداخل كأنه نقش مصور كما يستخدم  أيضا على واجهات الصروح من كنائس أو مساجد أو معابد وغير ذلك من الأوابد الأثرية القديمة والحديثة.

عرفي لنا بنفسك؟

رجاء إيمان طمار  مهندسة تخرجت  من الجامعة في سنة 2008  اشتغلت  بقطاعات مختلفة ما بين العام و الخاص و على مستوى ولايات مختلفة من الوطن على غرار قسنطينة، عين تموشنت و وهران.  الأمر الذي ساعدني  للتطلع على ثقافات مختلفة  و التي جسدتها حاليا في حرفة ” الموزاييك” أو ما يسمى بالفسيفساء.  و في سنة 2018 بدأت الدراسة بمعهد ” انسيم”  تم قمت بدراسة تخصص آخر ” مناجمنت المشاريع”.

كيف كانت بدايتك في “الموزاييك”

 كانت بداية دخولي هذا المجال  سنة 2020 أين توجهت لمقر الأخوات بحي المقري ( سانتوجان) سابقا بغية تعلم حرفة الخياطة إلا أنه جذبني فن الموزاييك فتلقيت دورة تكوينية لمدة شهر واحد فقط و مع تداعيات الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا استغليت الفرصة لصقل موهبتي في هذه الحرفة التي أغرمت بها نوعا ما حيث اعتمدت في بداية الأمر على الوسائل المتوفرة لدي بالمنزل،أين قمت بإعادة رسكلة الأشياء المتوفرة  و إعطائها لمسة أخرى  كأنني أحييها من جديد لدي  و عند شراء المواد الأخرى الممثلة أساسا في السيراميك  فأقوم باقتناء الحد الأدنى فقط.

من ساندك لإبراز موهبتك؟

أول من ساندني و آمن بهذه الموهبة هي “أمي” كما أن الأشغال اليدوية ليست بالشيء الجديد في العائلة  فعلى سبيل المثال أمي و خالتي محترفتان في الخياطة   و نرى أن الحرف لا تأتي  لسد أوقات الفراغ  بل أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، حتى و نحن نتبادل أطراف الحديث فتكاد يدانا لا تخلو من شيئ قد تجدني أنا ” أحيك ” و أمي تخيط بيديها.كما يساعدني أحيانا أبناء أختي بجمع المواد من حصى و زجاج و أقوم في المقابل بتلقينهم كيفية عمل الموزاييك في أشكال مصغرة.

ما هي المواد التي تستعملينها؟

 كما قلت سابقا أنني في بداية الأمر اعتمدت إعادة رسكلة و تدوير كل ما توفر بالمنزل و ما يمكنه مساعدتي في صناعة تحفي الفنية، في حين أقوم  بشراء ” السيراميك” و بما أن الموزاييك يعتمد على الألوان فهو يكلفني ثمنا باهظا  نوعا ما لأنني أقوم باقتناء كل متر على حدا. كما هنالك مواد أخرى و التي هي متوفرة  على غرار الحصى العادية، القرانيطو، بقايا الزجاج التي أقوم بجمعها من شاطئ البحر كما اعتمد على الخياطة أيضا في هذا الفن. و خصصت ورشة عملي بمنزلي العائلي باعتبار كل شيء متوفر أمامي من ماكينة الخياطة  إلى جانب الأدوات المستعملة كالقصافة و الغراء الأبيض و الخشب.

ما هي الصعوبات التي تلقيتها؟

من الصعوبات التي واجهتها هي توفر المادة الأولية فعلى سبيل المثال عند اقتناء السيراميك  يجب اقتناء كبيرة وكأنني سأقوم بتهيئة غرفة أو حمام. إلى جانب ذلك ففي بداية الأمر الناس لا تأخذ هذا العمل بجدية فغالبا ما يحبوك أن تواصل ما تخصصت عليه في الجامعة …( أنت مهندسة و ستبقي كذلك)  إلا أنني فتاة تحب التنوع. كما كان يرى البعض أن الموزاييك هو مضيعة للوقت باعتبارها تأخذ الكثير من الوقت و تتطلب جهدا و صبرا كبيرين، لكن عند الانتهاء من أي لوحة و عرضها على الحائط يظهر جمالها الحقيقي عكس تماما عندما تراها فوق الطاولة.

مشاركتك بالمعارض؟

أول عرض لي كان بمحل حلويات ” ايزابيل” بوسط المدينة  أين قمت بعرض البعض من أعمالي و  صاحبة المحل هي من شجعتني على المواصلة في هذه الحرفة خاصة و أن أعمالي لقيت إقبالا كبيرا من قبل الزبائن حيث تواصل المعرض الذي بدأ في الـ7 نوفمبر الماضي إلى غاية 5 ديسمبر  الجاري كما قمت بعرض آخر على مستوى محل ” حرفة ” بحي قمبيطة الشعبي. للإشارة أول مرة أقوم بعرض الأعمال من أجل بيعها غالبا ما كنت احتفظ بأعمالي لنفسي أو أقوم بإهدائها و مؤخرا من كثرة التحف التي قمت بها نصحني أهلي بعرضها و بيعها. ففي اليوم التاني من المعرض تفاجئت بان أعمالي لقيت إقبالا كبيرا من قبل الزبائن  الأمر  الذي أفرحني من جهة و حزنت في نفس الوقت لأنني تعودت على الاحتفاظ بكل شيء.

ما هي لمستك الخاصة؟

رغم أن الفن عرف منذ القدم إلا أنني لم استلهم هذه الحرفة من فنانين مشهورين،  قد أقوم بأخذ بعض الأفكار و لكن ليست نسخة طبق الأصل من أعمال أخرى و أعتمد على لمستي الخاصة بها فيما تعجبني الأعمال الإيرانية كثيرا و اليمنية أيضا. و أطلقت على  أعمالي  إسم  RAJ TEAM

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا متأثرة كثيرا بالمرأة الأمازيغية ( القبائلية )  و لدي ميول كبير إلى هذه المنطقة و هذا ما يعكسه ما ألبسه من حلي و أفكر أن أخصص عرضي المستقبلي  للوحات مختلفة تضم  المرأة الجزائرية بكافة ربوع الوطن على اختلاف ثقافاتها.  كما أنني أفكر في استبدال المواد المستعملة الحالية بكتب قديمة جدا إضافة إلى فكرة فتح ورشة للأطفال لتكوينهم في هذا المجال مستقبلا.

كلمة أخيرة

أشكر جريدة الشباب الجزائري التي فتحت لي المجال لإبراز موهبتي و التي أتمنى أن أكون من الفنانين المشهورين بها على مستوى الجزائر عامة ووهران خاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى