“مكتبة في كل مقهى” : مبادرة جعلت مقاهي تلمسان فضاء ثقافي للتحاور الجاد والجلسات المفيدة
تألقت جمعية “أبواب للثقافة والإعلام ” بمدينة تلمسان من نشر مشروع “مكتبة في كل مقهى”، الذي يقوده رئيس الجمعية الشاب “زيتوني هواري” في العديد من مقاهي الولاية ، وذلك من خلال تخصيص ركن مكتبي في كل مقهى يضم العديد من المؤلفات الأدبية و التاريخية و الترفيهية وغيرها من الكتب التي أضيفت إلى هذه المكتبات العامة ، يقصدها كل راغب في المطالعة ، كما عملت المبادرة على تشجيع الكثيرين من مرتادي المقاهي على القراءة والاستفادة بدل الجلوس هباءا .لتضاف هذه الالتفاتة الثقافية إلى إحدى اكبر المبادرات في تشجيع القراءة التي دأب الشاب هواري على تجسيدها في أرض الواقع آملا في تعميمها بكافة مناطق وبلديات الولاية .
زيتوني هواري صاحب الفكرة وحافز التنفيذ
تقربت جريدة “الشباب الجزائري ” من صاحب الفكرة والمبادرة للاستفسار أكثر حول المشروع وكيفية تجسيده حيث قال السيد زيتوني أن هذه المبادرة تهدف للوصول إلى فئات جديدة من جمهور القراء و ذلك بتقديم كتب متنوعة قصد الوصول إلى مختلف أذواق القارئ التلمساني ، كما يهدف المشروع أيضا إلى تهذيب المقاهي وجعلها فضاءا ثقافيا للتحاور الجاد والمطالعة والجلسة الهادئة المفيدة، مؤكدا نية تعميم العملية مع أصحاب مقاهي أخرى بمناطق مختلفة تتضمن المناطق النائية أيضا ، مضيفا أن هذه المبادرة لقيت ترحيبا محليا كبيرا وساهمت في استقطاب الكثير من المتبرعين بالكتب على غرار كتاب من مختلف ولايات الوطن اللذين شاركوا بمنح مؤلفاتهم مع التوقيع تثمينا للمبادرة وتشجيعا لها ، إضافة إلى أنها استطاعت لم شمل القراء بمختلف تخصصاتهم في المدينة وإيجاد إطار يجمعهم كما ساهمت في إيصال فكرة المطالعة إلى فئات جديدة من المجتمع. وأضاف زيتوني أنه تفاجأ بالإقبال والترحيب الذي لقيته الفكرة حيث توافد أصحاب المقاهي للاتصال به من أجل احتضان الفكرة و تنفيذها الأمر الذي شجعه على المضي قدما في المبادرة و الاستمرار بها ، في مختلف بلديات الولاية وقرائها التي لم يعرف بعضها أي نشاط ثقافي منذ سنين ،وذلك بإمكانيات بسيطة وبحب كبير والتفاف متزايد من المبدعين .
مقهى “جافا JAVA ” نقطة انطلاق المشروع
ككل المشاريع الكبيرة بدأ من فكرة راودت “السّيد زيتوني” رئيس جمعية “أبواب للثقافة والإعلام ” بمدينة العلم والعلماء تلمسان فكانت “مقهى جافا” انطلاقة للمشروع الذي جاء بعد عرض الفكرة ومناقشتها مع أعضاء الجمعية ومجموعة من مثقفي الولاية لتكون هذه الأخيرة على موعد مع حدث ثقافي مختلف والأول من نوعه في تلمسان تحت شعار “مكتبة في كل مقهى ” من شأنها غزو المدينة بالكتب والقراء لتُكلل المبادرة بفتح ثاني مكتبة بمقهى “النجاح ” في حي الكدية وتلتها مكتبات أخرى بمقاهي المناطق المجاورة بالتنسيق المسبق مع شبان مهتمين بالعمل الثقافي ، والذين استدعوا بدورهم عددا من قراء مناطقهم .
مثقفون ومولعون بالمطالعة يثمنون المبادرة :
أعرب الكثير من هواة المطالعة في تلمسان عن سعادتهم بإنشاء هذا المشروع الذي لم يكن أكثر من فكرة وهاجس ثقافي لدى بعض مثقفي المدينة ، بعيدا عن واقع التنفيذ ، ليتحول فيما بعد إلى مبادرة تكاد تصل إلى كافة البلديات ، كما دعا أغلبهم إلى ضرورة التبرع بالكتب ، فمن واجب كل قارئ أن يتبرع طوعا بما استطاع من الكتب ويتنازل عنها للمقهى وزبائنها حسبهم ، كما اعتبروا العملية مؤشرا إيجابيا يساهم في إعطاء المقهى صورة أكثر ايجابية وإبعاده عن الصورة النمطية،خصوصا وان الولاية تحتضن آلاف الجامعيين ورجال الفكر والثقافة والفن . كما عبر آخرون عن سعادتهم بإيجاد مؤلفات كانوا بصدد البحث عنها ، أو وجدوا صعوبة في اقتنائها لتصبح المقهى وجهتهم المباشرة وقت فراغهم لإنهاء ما تم البدء في قراءته ، فيما ذكروا بضرورة الحفاظ على هذه المؤلفات التي من المحتمل أن يلجأ إليها باحثون على غرار القراء عامة .
للإشارة فإن مبادرة “مكتبة في كل مقهى” سبقت مبادرة أخرى غير مسبوقة تعمل الجمعية على تنظيمها و المتمثلة في “مكتبة عند كل طبيب” من خلال العمل على إنشاء مكتبة لدى طبيب أسنان بمنطقة الرمشي و تأتي هذه المبادرة لتسد فراغا كبيرا وتعلن أن المبدعين على استعداد للمساهمة في صنع مشهد ثقافي جاد عبر الاحتكاك المباشر بالجمهور في مختلف أماكن تواجده ، كما تحاول قلب القاعدة التي يشهدها عالمنا العربي وشطب عبارة “أمة اقرأ لا تقرأ “.
أ.صحراوي