ثقافة

الممثلة المسرحية ايمان مزيان للشباب الجزائري : المرأة المبدعة موجودة ينقصها المساندة والدعم والتشجيع

غزى الحضور النسوي بالجزائر كافة الميادين والمجالات، حتى في المهن والفنون التي اختص بها الرجال الا أن حضور المرأة المسرحي يبقى محتشما يقتصر على بعض الفنانات التي تحلم ان تكبح اقدامهن المسارح الوطنية والدولية وحتى العالمية،خاصة وأن المسرح يعتبر بمثابة منصة الحياة، ومراياها الناطقة والصامتة، يصنع منها حضور المرأة لوحة فنية ناذرة ، خاصة وأن للمرأة الجزائرية إبداعاتها ونجاحاتها وتميزاتها و طاقات عظيمة في  المجال المسرحي، ورغم هؤلاء النادرات في عطائهن، يبقى السؤال عن أسباب غياب المرأة، وكيفية تفعيل دورها في المسرح الجزائري كتابة وإخراجاً وموسيقى…

زياني إيمان هي إحدى الممثلات مسرحيات بولاية تلمسان تألقت في العديد من العروض المسرحية على غرار ” اعتراف بالجميل ” و ” عجوز الناير ” و”حلويات فراولة ” و غيرها من المسرحيات التي اثبتت من خلالها احترافية المرأة على خشبة المسرح،حيث  تحصلت على احسن ممثلة في مهرجان الوطني لمسرح الطفل ببشار وغيره من الألقاب التي تضاف الى خزينة النجاحات النسوية في المجال. ولدى لقاء لها مع جريدة ” الشباب الجزائري ” صرحت الممثلة بالوضع المتدهور للمسرح ككل في الجزائر حيث تقول ان الفنان المسرحي المعاصر على غرار المرأة طبعا  يعيش حقبة تطور تتماشى و تغيرات الفكر المعاصرة حيث خرج المسرح عن العلبة الإيطالية إلى الحداثة واعتمد على البوميكانيك الذي  يجعل من الجسد و الضوء امرا كافيا يغني الممثل عن القواعد الكلاسيكية  التي تعتمد على ثقل النص و الإطناب في الحوار و صراع الخير والشر و مع ظهور التجريب تحرر الممثل من القيود و وظف  العامل النفسي والروحي لكي يعبر عن مشاكل التي تمس العالم و استعمل الكوميدية الساخرة من أجل إخراج المعاناة من طبيعتها التراجدية لطابع كوميدي ساخر و لعل الوحدات الثلاثة للبنية الدرامية  أثر فيها التجديد هي أيضا فأصبحت  مفككة وأضافت ان الخلل اذا اصاب المجال ككل فاكيد سيؤثر على الردود والاقبال، فالنصوص المسرحية الجزائرية هي نصوص متذبذبة لا ترقى للنصوص المسرحية الأكاديمية   ولهذا قد يرجع الى غياب او رداءة  تكوين ممثلين ، وتضيف ايمان ان تلمسان تفتقد إلى مراكز تكوين ناهيك عن انعدام مسرح جهوي بالولاية  و حتى قسم الفنون لا يفتح أبوابه للمثلين الذين يمارسون المسرح مع الفرق الهاوية الامر الذي يساهم في تفاقم الوضع المسرحي بولايتها التي تقدم نموذجا مصغرا للمسرح الجزائري.اما في ما يخص دور المرأة المسرحي فقد اكدت الممثلة أنه جد اساسي في قطاع المسرح، تبلور مع الجيل الثاني خاصة مع فرقة المعمورة التي قدمت أسماء لنساء أخريات، ثم في فترة الستينات التي تميزت بزخم ثقافي كبير لعبت فيه الجامعة دورا أساسيا، حيث ظهر مسرح الهواة الذي يؤمن بأن المرأة فاعل أساسي في المجتمع وبالتالي إشراكها ضروري في الفعل، واشارت الى أن المرأة المبدعة موجودة، ولكنها تبحث عن المساندة والدعم والتشجيع، وهذا التشجيع يجب أن يبدأ من تواجد نسائي وحضور للمرأة في أكثر من مجال في مجالات المسرح. في ذات السياق اكدت الممثلة عن ضرورة الاعتناء بالمسرح لبناء فن راقي وكسب جمهور يتذوق المسرح فقد نلاحظ أن الجمهور هو الآخر قد هجر المسارح نظرا لظروفه المعيشية القاهرة و سيطرة وسائل التواصل الإجتماعي  مثل التيكتوك وغيرها الأمر الذي أثر على التمثيل بشكل قوي ما يجعل الممثل يقع في الرتابة في نظر  الجمهور خاصة فئة الشباب.ليبقى حضور المرأة المسرحي ذابلا في رياض المسرح الجزائري آملا في بعض الاهتمام ليغدو زهرا يرمز لجمال المسرح وابداعه.

أ.صحراوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى