عمل محافظة الغابات بسكيكدة على إعادة الاخضرار لغابات الولاية بعد أن تضررت كثيرا جراء الحرائق التي اندلعت الصيف الماضي و ذلك من خلال برنامج مكثف للتشجير.
يأتي ذلك بعد أن تسببت حرائق الصيف الماضي في إتلاف مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية و الغابية، مما أدى بمحافظة الغابات إلى إعداد برنامج مكثف لإعادة الحياة للمساحات المتضررة و ذلك بمشاركة الفاعلين في الميدان من جمعيات و متطوعين و مختلف المديريات.
و أفاد في هذا الصدد رئيس مصلحة حماية النباتات و الحيوانات بمحافظة الغابات أحمد بوزكري لوأج بأنه تم إعداد برنامج لإعادة تشجير المناطق المتضررة من الحرائق و ذلك على مساحة ب 81 هكتارا خصصت لها 65 ألف و 486 شجيرة من مختلف الأصناف على غرار الصفصاف و الصنوبر الثمري و الخروب و الفلين و الكاليتوس، حيث انطلقت العملية في 25 أكتوبر المنصرم على أن تستمر إلى غاية 21 مارس 2022.
و أضاف أنه تم إلى غاية الوقت الحالي تشجير 31 هكتارا من خلال غرس 25 ألف و 800 شجيرة عبر 23 منطقة تعرضت للحرائق ب 17 بلدية عبر إقليم ولاية سكيكدة، مشيرا إلى أن محافظة الغابات تعمل على إعادة تشجير 28 ألف و 296 شجيرة مثمرة و 19 ألف و 379 شجيرة زيتون و ذلك لتعويض 1233 فلاحا متضررا خلال الحرائق الأخيرة التي شهدتها ولاية سكيكدة .
في نفس السياق، جرت مؤخرا بالمناطق الغابية لأم البقرات بإقليم بلدية بن عزوز (شرق سكيكدة) حملة إعادة تشجير واسعة بغرس 1950 شجيرة من البلوط الفليني الذي تشتهر به المنطقة.
وقد تزامنت العملية مع إحياء اليوم الوطني للشجرة حيث اندرجت المبادرة في إطار الشروع في إعادة تشجير المساحات الغابية التي أتلفتها الحرائق الصيف الماضي على أن تتواصل لتشمل كل المناطق الغابية والجبلية.
كما استهدفت الحملة غابات تمالوس و القل وبني زيد، عبر مناطق كل من “هرمالة”، و”زروبة” و ذلك بغرس أكثر من 3 آلاف شجيرة من صنف البلوط الفليني.
وفي نفس الإطار، أبرمت محافظة الغابات 22 اتفاقية مع جمعيات ناشطة في المجال البيئي على غرار جمعية “الخوارزمي” التي تنشط ببلدية تمالوس و “بريق 21” و جمعية “ترقية المرأة الريفية” و جمعية الصيد البحري و غيرها من أجل المساهمة في متابعة نمو الأشجار و السقي و صيانتها و الحفاظ عليها، مثلما تمت الإشارة إليه .
خسائر كبيرة طالت المساحات الغابية
من جهته، اعتبر العقيد إبراهيم محمدي مدير الحماية المدنية لسكيكدة في تصريحه لوأج أن غابات الولاية تضرت كثيرا جراء حرائق الغابات المسجلة في صيف 2021، حيث شملت مختلف المناطق الغابية و الزراعية ما تطلب الاستنفار منذ بدايتها إلى غاية نهايتها من خلال تسخير كل الإمكانات اللازمة لذلك .
و صرح نفس المسؤول أن مصالح الحماية المدنية سجلت منذ الفاتح يونيو و إلى غاية 25 أغسطس من السنة الجارية 667 حريقا أكبرها التي سجلت في الفترة من 9 إلى غاية 25 أغسطس 2021 و ذلك بمنطقتي “الطمر” و “بني قبوش” بدائرة الحدائق و ببلديات سيدي مزغيش و أم الطوب و الشاطئ الكبير ببلدية عين الزويت و “تادن” ببلدية وادي الزهور (شمال غرب سكيكدة) .
كما سجلت الحماية المدنية خلال السنة الجارية في الفترة الممتدة من الفاتح من يونيو إلى غاية 25 أغسطس إتلاف 2151 هكتارا من الغابات و الأدغال و الأحراش و 15,3 هكتار من القمح و الشعير غير محصود و 363 رزمة تبن و 2939 شجرة مثمرة فضلا عن هلاك شخص اختناقا بدخان الحرائق بمنطقة “الطمر” ببلدية الحدائق.
و لعل أهم ما ميز الحرائق التي شهدتها الولاية خصوصا في شهر أغسطس من 2021 الهبة التضامنية الواسعة مع المتضررين من عدة ولايات من الوطن، حيث تكلفت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن و الفرق المختلفة للكشافة الإسلامية الجزائرية على قدم و ساق لإيصال الإعانات لفائدة السكان الذين تضرروا من الحرائق.
وقد استفادت في هذا السياق ما يزيد عن 4 آلاف عائلة من مساعدات تمثلت في مواد غذائية و أفرشة و بطانيات بالإضافة إلى تكفل نفسي و طبي.
