الجزائر

الإفتتاحية ..ثوب الأمير و حذاء الحقيقة ..كلام في العلاقات الجزائرية القطرية و قراءة في زيارة أخنوش

 رغم محاولات النفخ التي مارسها كعادته الإعلام المغربي لتلميع وتضخيم زيارة “عزيز أخنوش” رئيس حكومة المخزن لقطر ، إلا أن الملاحظ أن زيارة رجل الأعمال والملياردير و رئيس حكومة المملكة المغربية إلى “الإمارة الثرية “إتسمت بالكثير من البرودة من طرف الجانب القطري .

بداية من الإستقبال “الباهت” الذي خص به وزير الثقافة القطري ـ  ونؤكد وزير الثقافةـ  لرئيس حكومة المخزن ،و صولا إلى البيان المشترك الذي صدر عقب الزيارة، والذي جاء فيه ما يلي  : ” و قع كل من المغرب وقطر مذكرات للتعاون في مجال الأوقاف و الشؤون الإسلامية ،و السياحة والعمل الرقابي بين ديوان المحاسبة القطري و المجلس الأعلى للحسابات المغربي البرنامج التنفيذي الخامس لإتفاق التعاون الثقافي الفني للسنوات ” 2022 ـ 2025 “والبرنامج التنفيذي الثالث في مجال الشباب للسنوات ” 2023ـ 2024″و البرنامج التنفيذي الثاني للتعاون في مجال الرياضة للسنوات ” 2022 ـ 2023″ إنتهى نص البيان.

لا يحتاج القارىء للبيان الصادر عن البلدين خلال زيارة  رئيس حكومة المخزن لقطر    لذكاء كبير أن يصل لنتيجة مفادها أنه لا يوجد شيء ملموس لا سياسيا و لا إقتصاديا ، بل حتى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “المهوس” بقضية الصحراء الغربية، أينما حل و إرتحل ، عاد هذه المرة من الإمارة القطرية دون أن يظفر ببيان أو تصريح حول مسألة الصحراء الغربية ، خلافا لما روج له الإعلام المغربي الذي إعتاد الكذب على شعبه، بتزييف الحقائق و تلفيق الإتهامات، و تغيير محتوى البيانات التي تصدر عن الدول و الهيئات  .

لن نقول بأن هذه “البرودة” القطرية مع الجانب المغربي راجعة بالأساس إلى رغبة الإمارة الثرية في التقرب أكثر فأكثر من الجزائر ،  لكننا متأكدين بأن ” الجزائر الفاعلة والصادقة و القوية و المؤثرة سبب رئيسي في هذه البرودة، لأن كل المؤشرات توحي بأن “قطر” إختارت حليفها بالمنطقة، و الحليف سيكون بلد الشهداء.

قطر مثلها مثل بقية دول العالم، تراقب ولا تتحدث،  و الجميع إقتنع الآن بأن النظام المغربي نظام وظيفي يتم إستعماله لأغراض قذرة ووسخة في المنطقة من طرف الكيان الصهيوني المحتل ، و خير دليل على ذلك هو تورطه الواضح في إستخدام برنامج بيغاسوس للتجسس، على أشد حلفاءه بالعالم، و على رأسهم الرئيس الفرنسي الحالي ” إيمانويل ماكرون “، ما أدى إلى تعليق زيارات كبار  المسؤوليين الفرنسيين إلى المغرب ورفضها  إستقبال أي مسؤول كبير مغربي بفرنسا ، فيما يتودد و يتقرب “ماكرون” للجزائر بعدما إقتنع بأن مناوراته السياسية و تصريحاته الإعلامية المستفزة ، لن تفيده في شيء مع بلد الرجال ، ليقرر رفع الراية البيضاء معلنا إستعداده للتوبة و طالبا للغفران  .

سجلوها عنا في هذه الجريدة الإلكترونية ” الجزائر الآن ” إننا نتوقع تقاربا كبيرا في قادم الأيام والأسابيع بين الجزائر وقطر ، لأن كلا البلدين بحاجة لبعضهما البعض في الوقت الحالي ، وفي شتى المجالات و على كل الأصعدة . 

قطر تبحث عن الدول القوية و المحورية التي تتحالف معها إقليميا و دوليا، و كل المعطيات الموجودة على الأرض  تقول أن لها مكاسب مع “الجزائر” وفي شتى المجالات ، بينما في حال تحالفها مع المغرب سيكون عليها “تكاليف” و في شتى المجالات أيضا  ، لذلك قررت و إختارت و إنتهى الأمر .

أخيرا ومن باب الزمالة والمهنية و الأخوة ننصح زملائنا في المغرب الشقيق أن لا ينساقوا وراء الأكاذيب التي تستهدف الشرفاء والأحرار في المهنة، و على رأس هؤلاء أخونا “حفيظ دراجي” و شقيقنا “جمال ريان” ، لأن الأيام كشافة و “الكذب حبله صغير ولو لبس ثوب الأمير” ، وهناك مقولة معبرة في هذا الشأن تقول  ”  يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءه” 

ناصر الخليفي اليوم في الجزائر مستقبلا من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، وحفيظ دراجي في قطر، معلقا رياضيا متألقا و نجما فوق العادة بقنوات بي ان سبورتس، وبالتالي لم ينفع  الزملاء المغاربة ” ثوب الأمير ” الذي لبسوه ،أمام صلابة حذاء الحقيقة الذي إرتداه  “دراجي” ،  وكذلك الشأن كان وسيكون  مع الإعلامي البارز الفلسطيني الحر ،الشهم و الأصيل “جمال ريان”  . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى