خلال التوجه نحو إنتاج الشتلات محليا وتوسيع مساحات غرسها : نحو توسيع مساحات غرس شجرة الأرقان بالشلف
تسعى محافظة الغابات بالشلف إلى تطوير شعبة الأرقان التي حققت نتائج حسنة بأول تجربة نموذجية لغرس هذه الشجيرات بضواحي بلدية الكريمية (جنوب شرق الولاية) وذلك من خلال التوجه نحو إنتاج الشتلات محليا وتوسيع مساحات غرسها عبر إقليم الولاية. وأوضح عبد الحكيم جعبوط، مفتش رئيس للغابات، أن تأقلم شجرة الأرقان مع الظروف المناخية ببلدية الكريمية و نجاح أول تجربة نموذجية لغرس هذا الصنف من الأشجار، دفع محافظة الغابات إلى السعي لإنتاج كمية معتبرة من شتلات الأرقان بغية توزيعها على المستثمرين والفلاحين عبر كافة إقليم الولاية. وأبرز أن الإهتمام بتطوير شعبة الأرقان وتوسيع مساحات غرسها ينطلق من توفير الشتلات و تكوين الراغبين في غراستها، داعيا الفلاحين والمستثمرين للتقرب من مصالحه و الإستفادة من الدعم التقني والمرافقة الذي تضمنه مصالحه لفائدتهم في سبيل ترقية هذه الشعبة الخلاقة للثروة على المستوى المحلي والمساهمة في تنويع الصادرات نظرا لتزايد الطلب عليها في السوق الدولية. وتهدف محافظة الغابات بالشلف إنتاج هذا الموسم، على مستوى المشتلة التابعة لها، زهاء 1.200 شتلة أرقان بينما أنتجت خلال السنة الفارطة حولي 400 شتلة وزع منها 200 شتلة كأول تجربة بضواحي بلدية الكريمية، و منحت 225 شتلة أخرى لفلاحين أبدوا اهتماما بغراسة هذه الأشجار. كما تم ، استنادا للسيد جعبوط، توزيع بذور شجرة الأرقان على كل من محافظات الغابات بولايات عين الدفلى و غليزان والجزائر العاصمة وكذا جامعة الشلف بغية تكثيفها وإنتاج شتلات منها لغراستها ودراستها والبحث في خصائصها وسبل نجاحها وتأقلمها مع مختلف الظروف الطبيعية والمناخية من طرف طلبة جامعيين وباحثين متخصصين. يذكر أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، و خلال ترؤسه إجتماعا لمجلس الوزراء في 30 من شهر يناير الفارط، أعطى تعليمات وتوجيهات تقضي بتطوير إنتاج شجرة الأرقان في مناطق الجنوب الغربي والهضاب العليا الغربية وتأسيس مركز وطني لتطوير زراعتها.
توسيع مساحات الأرقان ومرافقة متواصلة للفلاحين
قامت محافظة الغابات بالشلف خلال الأسبوع الجاري بمنح مئتي شتلة لفائدة أحد المستثمرين الجدد في شعبة الأرقان بمنطقة الكريمية ومرافقته في غرسها على مساحة تقدر بهكتار واحد، وقدمت له جميع الإرشادات التقنية والعلمية التي من شأنها المساعدة على نمو هذه الشتلات. وتندرج هذه العملية، وفقا للسيد جعبوط، في إطار تشجيع الفلاحين والمستثمرين نحو غراسة الأرقان في ظل النتائج الطيبة التي حققتها أول تجربة بالمنطقة والتي أبانت عن تأقلم هذه الشجرة مع الظروف المناخية المحلية، خاصة إذا ما تم أخذ بعين الاعتبار أنها مقاومة للجفاف ولا تتطلب كميات معتبرة من المياه لنموها. كما تعكف ذات المصالح على متابعة دورية لمختلف الفلاحين الذين قاموا بغرس شجرة الأرقان للوقوف على كل مراحل نموها ومرافقتهم (الفلاحين) من خلال تكوينهم الميداني واطلاعهم على آخر التقنيات المستعملة لتطوير هذه الشعبة. وثمن بالمناسبة أحد المستثمرين الجدد في شعبة الأرقان’ عبد القادر بن غالية، تطوير وحماية محافظة الغابات لمثل هذه الأصناف النادرة التي من شأنها تنويع المنتجات الغابية مع إمكانية إدماجها مع القطاع الفلاحي و كذ إنعاش الصناعة التحويلية لاسيما أن بذور شجرة الأرقان تستخدم في استخراج الزيوت وإنتاج مستحضرات التجميل والأدوية. وأبرز ذات المتحدث أن تأقلم الأرقان مع الظروف المناخية جنوب الشلف دفعه لغرس أزيد من مئتي (200) شتلة على مساحة واحد هكتار، على أن يوسعها خلال السنة المقبلة على مساحة ثلاث هكتارات أخرى، لافتا إلى أنه ينوي الاستفادة من تكوين في هذا المجال بغية إنجاح التجربة وجعل منطقة الكريمية قطبا في إنتاج الأرقان مستقبلا. وكانت محافظة الغابات قد شرعت في تجارب أولى لغرس شجرة الأرقان خلال سنة 2002 حيث غرست خمس شتلات بمقر ذات الهيئة، ثم تلتها عمليات غرس أخرى ما بين 2010 إلى 2016 بالمناطق الشمالية والغربية للولاية، ثم غرس 200 شتلة بمنطقة الكريمية كأكبر تجربة نموذجية لغراسة هذه الشجرة سنة 2020 بولاية الشلف. وتنتمي شجرة الأرقان لفصيلة الأشجار الصنوبرية التي تتأقلم مع الحرارة والجفاف و تعمر لأكثر من 200 سنة، وتتوفر ولاية تندوف على غابة طبيعية للأرقان وكذا بعض مناطق الغرب الجزائري. وتساعد شجرة الأرقان على التوازن البيئي عبر مكافحة ظاهرة التصحر والمساهمة في تثبيت التربة والوقاية من انجرافها فضلا عن إستخراج الزيوت الطبيعية واستعمالها في التجميل والطب البديل.