في ظل التساؤلات عن أسباب عدم منعه وغلقه نهائيا: سوق السيارات الغير قانوني يزعج سكان حي “ليبدروم” و “كاسطور”
اشتكى كلا من سكان حي “كاسطور” و”ليبدروم” التابعة لبلدية المقري بوسط ولاية وهران من الفوضى العارمة التي بات يشكلها السوق غير الشرعي لبيع للسيارات المستعملة في السنوات الأخيرة و الذي أضحى يفرض أصحابه سلطتهم على الرغم من المحاولات العديدة للسلطات المحلية لمنع نشاط هؤلاء الباعة المحليين وحتى القادمين من ولايات الناحية الغربية للوطن و اتخاذ في حقهم الإجراءات القانونية اللازمة وغلق هذا السوق الغير قانوني.
ونظرا للحركة الدؤوبة لهذا السوق حتى في أيام العطلة الأسبوعية والفترات المسائية فقد أصبح يشكل مصدرا لإزعاج السكان نظرا للفوضى وسلوكات الباعة الغير أخلاقية، وقد سبق لسكان حي “كاسطور” و”ليبدروم” أن احتجوا على الفوضى التي أضحت تقلق راحتهم سنوات نتيجة الشجارات المتكررة بين الباعة وما يطلق عليهم تسمية “الكورتي”، ناهيك عن الاعتداءات التي يتعرض لها السكان كلما حاول أحدهم انتقاد تواجد الباعة وركن سيارته أمام منازلهم أو في الأرصفة المقابلة لبناياتهم. حيث أكد أحد السكان لجريدة “الشباب الجزائري” انه رغم المراسلات المتكررة للسلطات المعنية والشكاوي العديدة التي أودعوها لم يحل المشكل إلى حد الساعة حيث أكد أن مصالح الأمن قامت بوضع دوريات للشرطة بهدف طرد هؤلاء الباعة ومراقبتهم إلا ا، الأمر لم يجدي نفعا فبمجرد رحيل تلك الدوريات ومغادرتها المكان يعود السوق إلى مكانه ويعود هؤلاء الباعة إلى ممارساتهم الفوضوية وسلوكاتهم الغير أخلاقية متحدين بذلك السكان وحتى السلطات المحلية. وللإشارة، فقد احتج سكان حي “كاسطور” و”ليبدروم” مرات عديدة معبرين عن امتعاضهم لتواجد هذا السوق وما يسببه من قلق وفوضى طيلة اليوم بحيث أن الباعة لا يغادرون إلا دقائق قبل غروب الشمس وأحيانا تستمر أصوات الفوضى و أبواق السيارات وتشغيل الأغاني الصاخبة حتى التاسعة أو العاشرة ليلا خصوصا في فصل الصيف. حيث أكد سكان الحي أنهم لا يجدون حتى أمكان لركن سيارته أمام منازلهم نظرا للازدحام وفوضى الركن فوق الأرصفة التي يفرضها هؤلاء الباعة والكم الهائل من السيارات التي تحتل طول الشارع الفاصل بين “كاسطور” و”ليبدروم” ما يجل السكان مضطرين إلى الركن في أماكن بعيدة عن محل سكناهم مؤكدين أنه حتى المارة لا يجدون حتى طريقا للمرور بجانب تلك السيارات التي لا يحترم أصحبها لا كبيرا ولا صغيرا في السن ولا يهمهم الحوادث والأضرار الناجمة عن ممارساتهم السيئة والفوضى التي يخلفونها. مع العلم أن حي “كاسطور” و”ليبودروم” كانت في ما مضى من بين الأحياء الراقية والهادئة لمدينة وهران واليوم أضحت تعمها الفوضى بسبب الحركة الدؤوبة ووجود العديد من السيارات التي يركنها أصحابها لبيعها والمتاجرة بها بغرض الربح السريع لمعظم هؤلاء “الكوريتة”،ناهيك عن تعطيل حركة المرور في العديد من المرات على مستوى مفترق الطرق والذي وصل إلى غاية غلق السكة أمام مقطورات الترامواي التي تفصل بين الشارعين اللذان يشهدان حركة غير عادية بسبب السوق الغير الشرعي للسيارات، وعلاوة على كل هذا أصبح السوق يعرف مؤخرا مشكل آخر وهو انتشار محلات تغليف كراسي السيارات ومحلات تغيير لوحات ترقيم السيارات والدراجات النارية ومحلات وضع الشريط البلاستيكي اللاصق المفحم “fumée ” لتعتيم زجاج نوافذ السيارات التي تعرف رواجا كبيرا في أوساط الشباب رغم منعها والتي يخلف أصحابها وراءهم نفايات وفوضى عارمة وهو الأمر الذي أصبح يثير العديد من التساؤلات عن سبب عدم غلق ومنع هذا السوق الغير الشرعي رغم مطالب كثيرة التي لا طالما أسالت حبرا ولا تزال ما يستدعي تحرك السلطات الوصية لاتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها إنهاء معاناة هؤلاء السكان بشكل نهائي.
ن.بوريشة