بمناسبة اليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس: أمسية أدبية مرفوعة للأديب الراحل محمد الأخضر السائحي بوهران
أحيت عشية اليوم مديرية الثقافة والفنون لولاية وهران أمسية أدبية مرفوعة للأديب الراحل محمد الأخضر السائحي بقاعة السينما المغرب بمعية الديوان الوطني للثقافة والإعلام ودار الثقافة زدور براهيم بلقاسم و بمشاركة جمعيتي “وحي المثقفين” و”آثار العابرين” وذلك إحياءا لليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس من كل سنة.
إن اختيار الشاعر الراحل محمّد الأخضر السائحي (رحمه الله) هو تقدير لواحد من الشعراء الجزائريين المعاصرين الذين سطع نجمهم في الساحة الأدبية العربية وعرفانا لرسالته تجاه قضايا الأمة وبناء الأجيال المشبعة بالقيم الوطنية والأخلاقية، فبقرار من السيد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، وبترشيح من وزارة الثقافة والفنون، تمت الموافقة على اختيار الشاعر الجزائري الراحل محمد الأخضر السائحي، ضمن شاعرين إثنين يتم الاحتفاء بهما في الدول العربية بمناسبة اليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس.
نبذة عن حياة الشاعر الراحل محمد الأخضر السائحي
ولد السائحي شهر أكتوبر عام 1918 بقرية “العالية” بلدية الحجيرة الواقعة على بعد 90 كلم عن ولاية ورقلة، حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره بمسقط رأسه على يد مشايخ في قريته، أشهرهم الشيخ محمد بن الزاوي، والشيخ بلقاسم شتحونة، وأجيز على حفظه سنة 1930، ثم أخذ يعلمه للصبيان بمسقط رأسه لمدة تجاوزت السنتينٍ، غير أن حبه للعلم دفعه للانتقال إلى مدينة القرارة في ولاية غرداية لينتسب إلى معهد الحياة ليتتلمذ على يد الشيخ إبراهيم بيوض لمدة سنتين، حيث أتم مقرر الثلاث سنوات في سنة واحدة، ليلتحق بعدها ورغم الضائقة المالية وحالة أسرته الفقيرة بتونس جامعة الزيتونة سنة 1935. أنتج السائحي عديد البرامج في الإذاعة الجزائرية قبل وبعد الاستقلال حيث كان مقسما وقته بين التدريس والإنتاج الأدبي وإنتاج البرامج الإذاعية ، تميز شعره بالخفة كما تميز هو بروح الفكاهة التي كان يتمتع بها خاصة ضمن برنامجه الإذاعي “ألوان” والذي امتد على أكثر من عشرين سنة بالقناة الأولى وبرنامج ” نمــاذج”رفقة صديقه عثمان بوقطاية. كما كان للراحل محمد الأخضر السائحي العديد من الدواوين الشعرية التي لا تزال تخلد ذكراه وأعماله الخالدة منها همسات وصرخات سنة 1965، جمر ورماد سنة 1981، أناشيد النصر 198، و إسلاميات سنة 1984 ، وكذا بقايا وأوشال 1987، الراعي وحكاية ثورة 1988، ديوان للأطفال 1985. فاز بعدد من الجوائز منها الميدالية الذهبية في مهرجان الشعر العربي الحادي عشر بتونس في مارس 1973 حيث أحجم المشاركون على إلقاء قصائدهم بعد أن ألقى قصيدته وقرروا بالإجماع فوزه بلا منازع، كما فاز بالجائزة التي رصدها اتحاد المغرب العربي لاختيار نشيد رسمي له : “نشيد اتحاد المغرب العربي”. توفي الشاعر محمد الأخضر السائحي في 11 جويلية 2005 بعد صراع طويل مع المرض أفقده التواصل مع الكلمة التي عاش بها ولها تاركا وراءه رصيدا مهما من الشعر أغلبه كلاسيكي وعدد من الدواوين المطبوعة منها “جمر ورماد” و” همسات وصرخات” و”بقايا وأوشال”.
نوري مخيسي المكلف بالإعلام لدى مديرية الثقافة:
“الأمسية فرصة للتغني بكل ما هو جميل و الاحتفال بأحد أيقونات الشعر الجزائري“
وفي حديث لجريدة “الشباب الجزائري” لبعض الحاضرين والذي كان أولهم المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الثقافة والفنون لولاية وهران السيد “نوري مخيسي” الذي قام أولا بالترحم على الشاعر محمد الأخضر السائحي رحمه الله وطيب ثراه والذي أقيمت هذه الأمسية المرفوعة على شرفه بعد اختياره ضمن شاعرين إثنين يتم الاحتفاء بهما في الدول العربية بمناسبة اليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس، مضيفا أن هذه الأمسية التي امتزج فيها الشعر الشعبي بالشعر الفصيح وأيضا الحضور المميز للشعراء القدامى والمعروفين على الساحة الأدبية وحتى الجدد الشعراء الذين استطاعوا صقل مواهبهم في المجال الشعري والأدبي أمثال ” فاطمة غربي” و” أسامة سعد جودي” ، “أحمد صلاي”، “عثمان زلاط” وغيرهم من الشعراء والأدباء، كما كانت الأمسية بمثابة فرصة لعرض بعض الأعمال الشعرية الجديدة وخصوصا في الشعر الشعبي المعروفة بالولاية وهران وما جاورها وذلك تخضرا للعرس المتوسطي الذي ستحتضن فعالياته عاصمة الغرب الجزائري هذه الصائفة فمن بين الشعراء المشاركين الشاعر الشعبي الكبير عبد الكريم عطلي الذي قام بتقديم أغنية من 08 دقائق عن تراث وتاريخ وهران، كما اتسمت هذه الأمسية بحضور شعراء جاءوا من خارج الولاية للمشاركة في هذه الاحتفالية والأمسية المميزة وفرصة للتغني بكل ما هو جميل بمدينة وهران للاحتفال بأحد أيقونات الشعر الجزائري الراحل محمد الأخضر السائحي طيب الله ثراه. كما تقدم ذات المتحدث بطلب من الجمهور بالدعوة بالشفاء العاجل للشاعر “أحمد هارون” والمعروف بـ “أحمد بسام” الذي أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى بن زرجب بوهران متمنيا له الشفاء العاجل.
السيدة قوادري بختة مديرة دار الثقافة لوهران:
“أمسية جميلة كجمال شعر الفقيد محمد الأخضر السائحي “
الحدث هو تاريخ يتكلم عن نفسه تاريخ 21 مارس من كل سنة نحتفل باليوم الوطني و اليوم العربي للشاعر ، وهذه السنة على غير العادة فهي سنة مميزة بحيث عرفت التظاهرة التي نظمت على شرف روح الفقيد الشاعر العملاق محمد الأخضر السائحي ، و بمشاركة كوكبة من الشعراء أبناء مدينة وهران بالإضافة إلى ضيوف من ولايات أخرى على غرار سيدي بلعباس و غليزان وكانت أمسية جميلة كجمال شعر الفقيد محمد الأخضر السائحي.
عباس مسعود رئيس جمعية “وحي المثقفين”:
“شاركنا بتنظيم مسابقة أدبية للشعر“
بمناسبة اليوم العربي للشعر الذي تم تخصيصه للشاعر الفقيد محمد الأخضر السائحي ، بعد أن تم اختياره من قبل رابطة اللغة العربية، في برنامجنا كجمعية قمنا بتنظيم أمسية أدبية إحياء لليوم من خلال مسابقة أدبية للشعر بالمراتب الأربعة و التي شارك فيها بعض شعراء الجمعية على غرار محمد بلغاري ونان فتيحة وأيضا ، و بعض النوادي الجمعية منها نادي الازدهار الثقافي و نادي المعارض، وعرف الحفل أيضا مشاركة العديد من الأدباء و الشعراء الكبار بالإضافة إلى بعض المتمرسين، وأشكر جميع من ساهم في إنجاح الحفل و كل الفاعلين من مديرية الثقافة و دار الثقافة و كل من ساهم من قريب أو بعيد.
كريم عطلي شاعر في الأدب الشعبي:
“جديدي أغنية “يا درى كخليت وهران “
وهران قبلة الفن الراقي والحفل يعد بصمة ثقافية من أجل إثراء الساحة الأدبية و بما أن الباهية مقبلة على احتضان الألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، قمت بتأليف أغنية و التي تحمل عنوان “يادرى كخليت وهران ” ،الأغنية تتكلم عن الحنين إلى الوطن في ديار الغربة ، وهدف الأغنية إعطاء نموذج حي عن الفلكلور على غرار القناوي القرقابو و الأغنية البدوية ، وأردت تسليط الأضواء على جميع الطبوع ، هذا هو جديدي في ساحة الفنية و كانت تجربة مع الملحن توفيق بوملاح الغني عن التعريف .
الشاعرة فاطمة الزهراء غربي:
“يوم الشعر يوم فريد من نوعه“
كان لي الشرف بالمشاركة في الحفل، فهو يوم مجيد يوم الشعر فريد من نوعه كثيرا، بدأت مشواري بكتابة الخواطر و القصص القصيرة ، إلا أني رسيت على الشعر العمودي الموزون و الذي أعتبره السيد كل الفنون الأدبية، كان لدي مشاركات عديدة في شتى الأماسي الأدبية بوهران بالإضافة إلى دعوات خارج الوطن .
الشاعرة عايدة عائشة حجي:
“وهران موجودة دائما في قصائدي“
وهران دائما حاضرة في كتاباتي، بحكم أنها مدينتي و مسقط رأس والدي الذي له مكان خاصة عندي أنا مختص في الخاطرة و القصة و الشعر الحر، كانت لي العديد من المشاركات في المهرجانات و التظاهرات الثقافية وطنية و عربية حتى الدولية ، كانت بدايتي في الكتابة منذ الصغر كهواية بالإضافة إلى القراءة و التي تعد بالنسبة لي القراءة ضرورية وأساسية ،و التي وورثتها من جدتي التي كانت تقرأ و تكتب للعديد من الكتاب و الشعراء ، والجدير بالذكر أني تلقيت الدعم الدائم من العائلة، الآن أن في صدد إصدار عدة كتابات منها المرأة في عيدها امتلأت الكأس ، حوار الروح أخر أمسية و التي هي قيد النشر. أشكر جريدة الشباب على الالتفاتة.
علياء بوخاري رئيسة جمعية علياء الخيرية:
“أهنئ شعراء الجزائر في يومهم“
بمناسبة اليوم الوطني و العربي للشعر أتقدم بأحر التهاني لجميع الشعراء، وقد شاركت بالأمسية الهامة و شرف كبير لجمعية علياء الخيرية أن تكون من بين الحضور في الحدث الثقافي و الأدبي المميز و الذي ضم مبدعين و شعراء من ولاية و هران و الولايات المجاورة و مديرية الثقافة لوهران بالتنسيق مع جمعية وحي المثقفين و أثار العابرين خاصة و أن مدينة وهران معروفة بالفن فلا طالما توجت الباهية كعاصمة الفن و الثقافة، أو أتمنى أن الشاعر دائما يكون في الواجهة و يتخطى الصعوبات التي تواجهه في مساره الأدبي و أن يبدع أكثر و يكون حاضرا في كل المهرجانات العربية و الدولية لتمثيل بلدنا الحبيب الجزائر و الجمعية بدورها دائمة ترافق الشعراء و المبدعين في وهران و في انتظار إنجاز مشاريع في المجال الإبداعي.
تغطية: نهاد بشرى / ن. بوريشة