مائدة الإفطار بين ما يشتهي الجزائري و غلاء المعيشة: موجة الغلاء تهدد القدرة الشرائية للمواطنين
تعيش ولاية تلمسان على غرار باقي ولايات الوطن منذ أشهر ، على وقع موجة غلاء جنونية متفردة من نوعها، و غير مسبوقة في أسعار السلع والمنتجات ، ناهيك عن ندرة بعض المواد الأولوية الضرورية كالزيت والحليب وسط تخوفات كبيرة من انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، في ظروف يحفوها الغموض والغرابة مع كل التعليمات المسداة من طرف وزارة التجارة والتي لم تشكل أي فارق، ليبقى المواطن الجزائري المحدود الدخل يصارع الغلاء والنذرة.
طوابير ملتوية في سبيل كيس من الحليب
كغيرها من الولايات تصارع ولاية تلمسان أزمة ندرة الحليب التي ظهرت مؤخرا والتي أثرت بشكل حاد خلال الشهر الفضيل نظرا لضرورة استعماله، حيث أصبح الحصول على كيس من الحليب يوميا ضربا ساحقا من الخيال ، هذه الصعوبة لم تقتصر على المواطنين وحدهم بل شملت تجار التجزئة الذين يلهث العديد منهم وراء شاحنات التوزيع بطرق ملتوية. ندرة الحليب وغيابه في كل الدكاكين ، خاصة خلال شهر رمضان جعل المواطن في حيرة من أمره في ظل جهله لأسباب هذه الندرة الحادة والطوابير الطويلة جدا لأجل الفوز بكيس واحد من هذه المادة. وفي ذات السياق تنقلت ” جريدة الشباب الجزائري ” إلى أحد الدكاكين التي تتصدرها طوابير من المنتظرين لاقتناء مادة الحليب،الكائنة بحي “ابي تاشفين” والتي كانت تشهد اكتظاظا غير طبيعيا أين تساءل المواطنون عن الاسباب التي حرمتهم من هذه المادة الضرورية، لاسيما خلال هذا الشهر المبارك، مطالبين الوالي وكل الجهات الوصية بالتدخل العاجل قبل أن تتأزم الأمور أكثر وأكثر، لاسيما وان هذه الطوابير تخلق العديد من المشاكل والازدحام.
زيت المائدة حلم المتسوق بين رفوف المبيعات
عادت مع حلول الشهر الفضيل ظاهرة الندرة في توزيع زيت المائدة بمحلات الجملة والتجزئة لولاية تلمسان، في مشهد آثار سخط المواطنين الذين أعربوا عن استيائهم الكبير بسبب هذه الأزمة في توفير مادة أساسية في المطابخ الجزائرية . ورغم إشراف والي ولاية تلمسان السيد امومن مرموري على افتتاح السوق الخاص بشهر رمضان الكريم ، بمركز المعارض و الفنون (CAREX) صبيحة الفاتح من شهر رمضان الفضيل ، الذي تم تنظيمه من طرف مديرية التجارة و ترقية الصادرات بالتنسيق مع غرفة التجارة و الصناعة – تافنة ، وذلك من أجل تدعيم للقدرة الشرائية للمواطن ، و لضمان التموين المنتظم و المستمر بالمواد الغذائية ذات الإستهلاك الضروري على غرار مادة الزيت إلا أن الأزمة بقيت على حالها. وفي سياق الحديث تنقلت جريدة ” الشباب الجزائري” إلى عين المكان من اجل تقصي حقيقة وفرة وتوفر هذه المادة، إلا أننا لم نلمح غير الطوابير المزدحمة والتهافت العشوائي من اجل الإقتناء ولم يتمكن أي أحد من تقديم تفسيرات مقنعة عن أسباب ندرة هذه المادة وغيابها عن المحلات التجارية، وكل الكميات التي توزّع سرعان ما تسحب بسرعة البرق من قبل المستهلك، أما الأمر المتوفر هو بعض العلامات المسوقة بسعر خيالي والتي يصل سعرها إلى 1300 دينار لصحيفة من حجم 4 لتر، أو 500 دينار لقارورة ذات حجم 1.7 للتر، فيما يعلق بعض المواطنين الذين أخذت “جريدة الشباب الجزائري” برأيهم حول الموضوع بالقول، «هناك نوع من المضاربة الخفية في طريقة توزيع مادة الزيت، حيث يحاول بعض المنتجين والموزعين الكبار خلق الندرة للضغط على وزارة التجارة من اجل رفع الأسعار، خاصة في ظل فرض الفوترة في التعاملات التجارية، وهو ما دفع ببعض تجار الجملة إلى التحايل بزيادة في السعر، فيما يطالب البعض الأخر في رفع الغموض الذي يكتنف عملية التوزيع والعجز في تموين المحلات التجارية، ومكافحة كل أشكال المضاربة التي يعاني منها المواطن الجزائري المهدد في قوته اليومي من قبل سماسرة السوق المحتكرين لبعض المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع.
عدوى الغلاء تنتشر لتمس كل المواد الغذائية بالسوق الجزائرية
تماما كما كان متوقع مائدة الإفطار لشهر رمضان 2022 في بيوت الجزائريين هي الأغلى تكلفة مقارنة بالسنوات الماضية وذلك بسبب الارتفاع الفاحش والمتواصل لجميع المواد ذات الاستهلاك الواسع والمطلوبة بكثرة خلال الشهر الفضيل دون استثناء ، حيث وجد المواطن الجزائري صعوبات حقيقية هذه المرة لضمان توفير ما يلزمه من مواد ضرورية لتحضير مائدة الإفطار، فالغلاء هذه السنة كان عاما وشمل مختلف السلع والمواد، في انتظار جديد الأيام القادمة بالنسبة للحوم بأنواعها والخضر والفواكه و التمور التي أبى مؤشر أسعارها إلا مواصلة التحليق عاليا ليصل إلى مستويات قياسية في الآونة الأخيرة في بعض السلع. كما تعرف الخضر هي الأخرى ارتفاعاها الجنوني، على غرار البطاطا، الطماطم..، الأمر الذي يجبر ربات البيوت على تقليص الأطباق في المائدة الواحدة أو المساس بنوعية الطبق هذا. أما فيما يخص الفواكه واللحوم بكل أنواعه فحدث بلا حرج.
ا.صحراوي