الجزائر

الاختطاف… الإرهاب الذي يطال البراءة في الجزائر

عرفت سنتي 2021 و 2022 ارتفاع في حالات اختطاف الأطفال الذين تعرضوا لتنكيل و التعذيب و حتى الحرق من قبل وحوش بشرية أقمعت البراءة جريمة واحدة ضحيتها هم أطفال أبرياء حرقوا أفئدة أهاليهم وحرقوا معها آمال الناس أجمعين أطفال باتوا محرومين من أبسط حقوقهم بعد أن أجبر أغلب الأولياء على منع أبناءهم من اللعب بالشارع أو المساحات المخصصة لذات الغرض نتيجة انتشار ظاهرة الاختطاف و التي كان أخرها اختفاء الطفل كاري سيف الدين البالغ من العمر 8 سنوات عن الأنظار منذ شهر رمضان المنصرم و إلى غاية كتابة هذه الأسطر لم يظهر أي أثر عليه و يعود الحديث اليوم عن هذه الظاهرة تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لعيد الطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة .

سيف الدين ,محمد بوسيف, الشقيقتين شهيناز و أية  و غيرهم للأسف القائمة طويلة جدا لأطفال أبرياء تعرضوا للخطف منهم من ينتظر وأي انتظار عندما تنتهي أغلب حالات من هذه الحالات بالقتل و التصفية الجسدية فإن الأمر يصبح أبعد من الخطورة فهو يكاد يشبه الوباء الفتاك الذي يأتي على زهور البلاد ويزرع اليأس في قلوب كانت تحلم بانقضاء أيام العشرية الحمراء فإذا بها تغرق في أوحال أشد إيلاما من الإرهاب أخر و أبشع صور الإرهاب الذي طال البراءة كانت حكاية الصغير سيف الدين كاري إبن سبع سنوات بمدينة مغنية و الذي توارى عن الأنظار في إحدى ليالي الشهر الفضيل بعد صلاة التراويح بعد ما كان يلعب أمام باب منزله و كانت عائلة كاري تعيش أجواء الفرحة بعد أن تمكن الطفل سيف الدين من صيام يوم كامل للمرة الأولى في حياته عائلة سيف الدين روت أن الساعات الأخيرة التي سبقت اختفاء الطفل سيف الدين حيث قال والده إنه توجه نحو مسجد الحي لأداء صلاة العشاء و التراويح حيث طلب من ابنه الدخول للمنزل و تجنب اللعب في الشارع في حين يؤكد شقيقه أنه عاد للمنزل بعد أدائه لصلاة التراويح و وجده خارج البيت يلعب فنهره و طالبه بالدخول للبيت من جهتها والدته التي كانت منهارة أكدت أنها كانت في المنزل تؤدي صلاتها وابنها يلعب أمام باب المسكن جالسا وهو ما أكده كذلك جار رآه في ذات المكان خلال عودته من المسجد  و جارة أخرى كذلك رأته عند باب بيته لكن في لحظة واحدة اختفى الطفل و سرعان ما أعلنت عائلة الطفل حالة الاستنفار وباشرت رفقة جيرانها عمليات بحث على مستوى حي الزهراوية قبل تبليغ عناصر الشرطة التي أعلنت حالة طوارئ وسخرت كل مركباتها ودورياتها للبحث وتمشيط الحي وباقي الأحياء المجاورة، وهي العملية التي تواصلت إلى غاية صبيحة اليوم الموالي، وفي ثاني يوم من اختطاف الطفل تضاعف عدد الوافدين على منزل عائلة كاري من أجل التضامن مع العائلة ومباشرة حملات بحث لا متناهية من دون الوصول لأي مؤشر يؤدي لتحديد مكان تواجد سيف الدين .

أما حكاية الطفل محمد بوسيف البالغ من العمر 13 سنة وهو تلميذ بالمرحلة المتوسطة كان نهايتها بشعة حيث اختفى عن الأنظار في شهر أفريل المنصرم في إحدى الليالي بعدما خرج من مقر سكناه الكائن بقرية الضواوقة التابعة لبلدية بئر حدادة بولاية سطيف لأداء صلاة التراويح في المسجد القريب من الحي و من ساعتها لم يعد إلى البيت مخلفا حيرة وسط أفراد عائلته الذين بحثوا عنه في أرجاء القرية من دون أن يعثروا له على أثر و بدأت رقعة الحيرة تتسع بعدما قضى الطفل ليلته الأولى بعيدا عن المنزل لتتحول حادثة اختفائه إلى قضية رأي عام في الولاية تفاعل معها سكان المنطقة الذين نظموا حملات بحث عن محمد في الغابات و المناطق النائية و المهجورة كما تم نشر صورة الطفل عبر صفحات الفايسبوك لكن كل هذه التحركات لم تأت بالجديد و تزامن ذلك مع التحريات التي باشرتها عناصر الدرك الوطني لبلدية بئر حدادة التي بلغتها شكوك حول جار الضحية البالغ من العمر 30 سنة  الذي شوهد رفقة الطفل في ليلة اختفائه وعند الاستماع إلى أقوال المشتبه فيه أنكر في البداية أن يكون له أي اتصال مع الطفل المختفي لكن بعد مواجهته بالأدلة اعترف المتهم بإقدامه على قتل الطفل محمد ودفنه بالقرب من مقبرة علي بوشارب الكائنة ببلدية عين الحجر على بعد حوالي 11كلم عن مقر سكن الضحية حيث راودت المشتبه فيه فكرة التخلص من الجثة معتقدا أنه قد فارق الحياة، فقام بوضعه داخل كيس بلاستيكي ولفّه بلحاف ووضعه في الصندوق الخلفي لمركبته وتوجه به إلى إحدى الغابات المتواجدة بدوار “أولاد شبل” ببلدية “عين الحجر” المجاورة، وعند إنزاله من المركبة وجده لا يزال على قيد الحياة، فقام بتوجيه 46 طعنة له، منها 3 اخترقت القفص الصدري وغشاء القلب بواسطة خنجر، ثم قام بإعادته داخل الكيس البلاستيكي ووضعه في حفرة وقام بإلقاء بعض القمامة التي كانت متواجدة في المكان وسكب البنزين وأضرم النار وغادر المكان نحو المسكن من أجل تنظيف مسرح الجريمة..

و في ذات السياق صرحت مصادر أمنية أن معظم حالات الاختطاف كانت بهدف الممارسة الجنسية الشاذة على الأطفال القصر و البقية من أجل  الانتقام لكن هناك أسباب أخرى مثل ممارسة السحر و الشعوذة .

عالية .س

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى