الخدمة الوطنية مدرسة لصنع الرجال
أكدت مجلة الجيش في عددها الاخير أن الخدمة الوطنية شكلت منذ تأسيسها مدرسة لصنع الرجال، سمحت للملايين من شباب الجزائر بالمشاركة في مسيرة البناء والدفاع عن الوطن.
و أوضحت المجلة في افتتاحيتها تحت عنوان “الخدمة الوطنية مصدر إلهام للأجيال”، لشهر أبريل الجاري، أن الخدمة الوطنية “كانت بأهدافها السامية ولا تزال منذ تأسيسها, مدرسة لصنع الرجال, إذ سمحت للملايين من شباب الجزائر من أجيال الاستقلال بالمشاركة في مسيرة البلاد وإعدادهم باستمرار للمساهمة في الدفاع عن حياضها متى اقتضت الضرورة ذلك”.
و أضافت أن الأمة “راهنت على شبابها حينما سن قانون الخدمة الوطنية قبل 55 سنة خلت, مثلما راهنت عليه في فترة عصيبة من تاريخها لطرد المستعمر من البلاد, ولم يراودها ادنى شك ولو للحظة في قدرة شبابنا على مواجهة تحديات كبرى كان رفعها نظريا من قبيل المستحيل بالنظر إلى الإرث الثقيل الذي خلفه احتلال غاشم عاث في بلادنا فسادا لأكثر من 130 سنة”.
و تابعت الافتتاحية بأن “الخاص والعام وقف على تلك القفزة النوعية التي خطتها الجزائر المستقلة, بعد إطلاق مشاريع استراتيجية ضخمة، على غرار السد الأخضر وطريق الوحدة الإفريقية والمنشآت المختلفة التي لا تزال شاهدة إلى اليوم على العمل الجبار المنجز في قطاعات عديدة, بسواعد شباب الخدمة الوطنية في عديد ولايات الوطن, مثلما شاركوا في الدفاع عن سيادة ووحدة التراب الوطني ووقفوا جنبا إلى جنب مع باقي مكونات الجيش الوطني الشعبي سدا منيعا ضد الإرهاب الهمجي حينما كانت الدولة مستهدفة في وجودها وفي أسسها”.
و أضافت بأن “الشباب الجزائري اليوم, المتسلح بالعلم والمعرفة والاحترافية, قادر على رفع التحدي مرة أخرى، مستلهما من صنيع شباب فجر أعظم ثورة في القرن العشرين وشباب الاستقلال الذي حمل على عاتقه, فضلا عن المساهمة في الدفاع عن حرمة التراب الوطني, مهمة إعادة الوجه الحقيقي لجزائر كلها إرادة وعزيمة على تجاوز تبعات الماضي الاستعماري الأليم”.
و أكدت في ذات السياق بأن “شباب اليوم الذي يشكل النسبة الغالبة للشعب الجزائري, كله ثقة بقدراته ومؤهلاته وكفاءاته، سيرفع سقف طموحاته عاليا في ظل التحديات الكبيرة التي يفرضها عالم اليوم والارادة الكبيرة التي تحدو الشعب الجزائري لأن تحتل بلادنا في المستقبل المنظور المكانة المستحقة لها في مصاف الدول القوية”.
و خلصت الافتتاحية الى أنه “في وقت تحرز فيه الجزائر تقدما بخطى ثابتة في مسار بناء الجزائر الجديدة بمساهمة بناتها وأبنائها, فإن الشباب الجزائري اليوم سيتمكن من كسب المعركة الجديدة مهما عظمت, مثلما فعل سليله بالأمس عندما تصدى لكل الصعاب والمحن”.