5 يوليو و1 نوفمبر 2022: تاريخان يرمزان إلى العودة المدوية للجزائر الجديدة
إن تواريخ 5 يوليو 2022 و1 نوفمبر 2022، تعد رمزًا قويًا لإحياء هذه الجزائر، التي تعود إلى الساحة الدولية بطموحات وتطلعات كبيرة، ليس فقط لشعبها ولكن أيضًا لشعوب محيطها المباشر.
في ال 5 جويلية 2022، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلالها، نظمت الجزائر عرضًا عسكريًا رفيع المستوى لتظهر للعالم أجمع، أنها لا تزال متمسكة بقوة، بسيادتها الوطنية، وفاءا لتضحيات بناتها وأبنائها الكرام، ولمبادئ ثورة 1 نوفمبر 1954 العظيمة، التي ركعت على ركبتيها، إحدى أعظم القوى الاستعمارية في القرن العشرين، بدعم من الناتو.
هذه الثورة، التي تجسد فخرنا، كانت الفكرة المهيمنة والدستور المقدس لتحرير عدد كبير من البلدان والشعوب، من نير الإمبريالية والاستعمار.
في أعقاب هذه الجزائر الجديدة، التي تأتي في الأول من نوفمبر 2022، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة المجيدة، تاريخ تنظيم القمة العربية الحادية والثلاثون، تنجح الجزائر في إعادة القضية الفلسطينية إلى وضعها الطبيعي، على الساحة الدولية، من خلال العمل العربي المشترك، رغم وجود خطط كانت ولا تزال تسعى لإفشال هذا الاجتماع المهم لمستقبل الأمة العربية.
فقمة الجزائر العربية، التي تزامنت مع إحياء الذكرى الثامنة والستون لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954 المجيدة، في ظل وضع جيوسياسي دولي معقد، يتسم بولادة عالم جديد متعدد الأقطاب، وليس من قبيل الصدفة، أن قادة قوتين دوليتين، أي روسيا والصين، خاطبوا المشاركين في قمة الجزائر.
إذا خرجت القضية الفلسطينية منتصرة من لقاء الجزائر ، بعد أن نزلت إلى خلفية الأولويات وسنوات ندرة طويلة، لصالح خطة التطبيع والخضوع لإملاءات الاستعمار الصهيوني، فإنه، وتبقى الحقيقة، أن إعلان الجزائر ختم عودة العرب إلى الساحة الدولية كلاعب أساسي.
وإن قرار الدول العربية الأعضاء في أوبك + بعدم القدرة على الاستجابة بشكل إيجابي للمطالب الغربية والاستعمارية الجديدة، هو خطوة كاشفة، يجب تعزيزها بقرارات وإجراءات أخرى لتأسيس هذه السيادة التي براد لها أن تضيع وتندثر.
فالجزائر، التي تجسد بحق، مكانة مكة للثوار، هي الأنسب لقيادة الدفاع عن تطلعات الشعوب العربية، عبر خارطة طريق مشتركة، بهدف بناء كيان متين من المحتمل أن يكون منسجمًا مع النظام العالمي الجديد الذي لا يترك مجالا للضعفاء.
زكرياء حبيبي